تشاؤم كوري جنوبي من الإفراج المبكر عن ناقلة احتجزها «الحرس الثوري»

بدت كوريا الجنوبية، أمس، متشائمة من الإفراج المبكر عن ناقلتها النفطية، بعد إصرار إيراني على مسار قضائي، فيما رفعت طهران نبرة الانتقادات لتجميد أصول بقيمة سبعة مليارات دولار، غداة مشاورات أجراها دبلوماسي كوري جنوبي رفيع، زار طهران لتبريد التوتر بين البلدين.
وقال محافظ البنك المركزي الإيراني، عبد الناصر همتي، أمس، إنه رفض عرضاً من نائب وزير الخارجية الكوري الجنوبي بشأن الإفراج عن أصول إيران المجمدة، مقابل سيارات إسعاف وأجهزة تشخيص فيروس «كورونا» مقابل أصولها المجمدة.
ووصف همتي العرض الكوري الجنوبي بأنه «فارغ وسخيف ووهمي»، قائلاً إن مشكلات بلاده «لن تُحلّ بعشرين أو خمسين مليون دولار»، مطالباً كوريا الجنوبية بالإفراج عن سبعة مليارات دولار من أصول إيران المجمدة، فضلاً عن الأرباح.
وأفاد همتي بأنه أجرى مشاورات مع تشوي جونغ كون، وكيل الوزارة الخارجية الكورية الجنوبية، أول من أمس، في مقر البنك المركزي الإيراني لمناقشة إطلاق الأصول الإيرانية المجمدة في البنوك الكورية الجنوبية، امتثالاً للعقوبات الأميركية.
واتهم همتي سيول بـ«التذرع» بالعقوبات الأميركية في امتناعها من إطلاق أصول بلاده.
وأفادت وكالة «تسنيم»، التابعة لـ«الحرس الثوري» الإيراني، بأن وزارة الخارجية الإيرانية والبنك المركزي «أكدا» في مشاوراتهما مع الوفد الكوري الجنوبي ضرورة عدم انتظار تولي الرئيس الأميركي المنتخب جو بايدن وإعادة الأصول الإيرانية فوراً.
ونقلت الوكالة عن همتي قوله إن «إيران ترغب في أن تستخدم الأموال لشراء الأغذية والأدوية وحاجاتها من السلع، لكن كوريا الجنوبية بمقترحات وهمية تحاول الهروب إلى الأمام، لأن إيران حالياً تُنتج أجهزة تشخيص (كورونا) ولا تحتاج إلى الأجهزة الكورية الجنوبية».
جاءت زيارة الوفد الكوري الجنوبي بعد أيام قليلة من اعتراض زوارق «الحرس الثوري» ناقلة نفط كورية جنوبية واحتجازها وإحالة 20 من طاقهما إلى السجن، بدعوى «تلوث بحري» وهو ما نفته الشركة المشغِّلة للناقلة.
وأول من أمس، حذّرت طهران سيول من «تسييس» عملية الاحتجاز، وذلك بعد أيام من رفضها وصف الخطوة الإيرانية بأنها «احتجاز رهائن» واتهمت كوريا الجنوبية بأخذ أصولها المجمَّدة كـ«رهينة».
وأفادت وكالة «يونهاب» الكورية الجنوبية بأن آفاق الإفراج المبكر عن ناقلة النفط بدت غامضة بسبب إصرار إيراني على الإجراءات القضائية، مما أدى إلى إضعاف أمل سيول في التوصل إلى حل دبلوماسي.
وفي المحادثات مع المسؤولين الإيرانيين، احتج تشوي على احتجاز السفينة، ودعا إلى الإفراج السريع عن السفينة وأفراد طاقمها، وطلب منهم تقديم أدلة ملموسة لإثبات مزاعم التلوث البحري، حسب وكالة «يونهاب».

المصدر: الشرق الأوسط