تقرير لمنظمة اليونيسكو يحذر من ذوبان الكتل الجليدية على الأرض

يصدر الخميس المقبل عن اليونيسكو في باريس تقرير بالغ الأهمية يتناول اختفاء الكتل الجليدية المدرجة في قائمة التراث العالمي وهو بذلك يستبق انعقاد قمة المناخ العالمية التي ستستضيفها مصر في شرم الشيخ بدءاً من السادس من شهر نوفمبر (تشرين الثاني).
وينظر إلى التقرير، الذي حصلت عليه «الشرق الأوسط» والذي أعدته مجموعة من الخبراء، على أنه بمثابة ناقوس خطر لأنه يؤكد أن ثلث الكتل الجليدية سوف يختفي عن وجه الأرض بحلول عام 2050 ومن الصعب جداً إنقاذ الكتل المتبقية إلا إذا نجح العالم في حصر ارتفاع درجات الحرارة بـ1.5 درجة مئوية قياساً لما كانت عليه قبل الثورة الصناعية، وهو الهدف الذي يبدو بلوغه صعباً نظراً للتطورات المتسارعة على مستوى البيئة. وترصد اليونيسكو عن قرب 18600 كتلة جليدية موجودة في خمسين موقعاً التي يبلغ عددها الإجمالي 1154 موقعاً. وتغطي هذه الكتل 66 ألف كلم مربع أي ما يساوي 10 في المائة من الكتل الجليدية على وجه الأرض.
وفي التفاصيل، يبين التقرير أن 50 في المائة من البشر، مباشرة أو بطريقة غير مباشرة، يعتمدون على الكتل الجليدية كمصدر للمياه للاستخدام المنزلي أو إنتاج الطاقة الكهرومائية.
ويرصد التقرير تطور الكتل الجليدية الرئيسية أكانت الأعلى مثل جبل إيفرست أو الأكبر مثل ألاسكا أو كتل أخرى في آسيا ووسط أوروبا وأميركا الشمالية ونيوزيلندا. ويؤكد التقرير أن جميع الكتل الجليدية الخاضعة للمتابعة والمدرجة على لائحة التراث العالمي تتراجع بوتيرة متسارعة منذ العام 2000 رغم التدابير الهامة التي تتخذها الدول المعنية لإبطاء انحسارها.
ويؤكد التقرير أن الكتل الجليدية المدرجة تفقد سنوياً 58 مليار طن من الجليد وأن الذوبان يساهم بنسبة 5 في المائة في ارتفاع منسوب مياه البحر. ويقدم معدو التقرير صورة متشائمة للمستقبل، إذ يقدرون أن خمسين في المائة من هذه الكتل سوف تختفي نهائياً بحلول عام 2100 بسبب ارتفاع درجات الحرارة ما يعد تغييراً أساسياً في صورة كوكب الأرض.
ويتضمن تقرير اليونيسكو مجموعة من التوصيات لخفض انبعاثات الكربون الكفيلة وحدها بالمحافظة على ثلثي الكتل الجليدية إذا نجح العالم بتنفيذ التزام إبقاء ارتفاع الحرارة بحدود 1.5 درجة مئوية مقارنة بدرجات الحرارة في الحقبة ما قبل الصناعية. كذلك ينص التقرير على مجموعة من التدابير العملية الإضافية التي يمكن الركون إليها لإبطاء عملية الذوبان وفق وضع كل كتلة جليدية.
ويراد لهذا التقرير الذي ينشر في الوقت المناسب أن يجتذب أنظار كبار المسؤولين المجتمعين في قمة المناخ القادمة وأن يكون وسيلة ضغط عليهم لتحمل مسؤولياتهم الجماعية فيما تبرز أكثر فأكثر نتائج التغيرات المناخية السلبية وارتفاع درجات الحرارة.

المصدر: الشرق الأوسط