تكاثف الجهود الدولية لمساعدة تركيا وسوريا المتضررتين بعد زلزال مدمر خلف آلاف القتلى والجرحى

تتواصل العروض الدولية لإرسال المساعدات إلى أنقرة ودمشق بعد الزلزال القوي الذي ضرب جنوب شرق تركيا الإثنين وامتدت ارتداداته إلى الشمال السوري وأودى بحياة أكثر من ألفي شخص وفقا لإحصائيات رسمية في البلدين. وعرض الاتحاد الأوروبي ممثلا بدول ألمانيا وفرنسا وإسبانيا وإيطاليا تقديم يد العون وإرسال فرق الإغاثة. كما عبرت إسرائيل وروسيا عن استعدادهما لتقديم مساعدات فورية للمنكوبين.

توجه صباح الإثنين وزير الداخلية التركي سليمان صويلو بنداء عاجل لدول العالم لتقديم المساعدات الضرورية لبلاده من أجل إغاثة المنكوبين جراء الزلزال القوي الذي ضرب مناطق واسعة في جنوب شرق تركيا وشمال سوريا.

وقال صويلو لقناة “خبر ترك”، إن “جميع فرقنا في حالة تأهب. لقد أصدرنا إنذارا من المستوى الرابع. هذا نداء” من أجل تقديم مساعدة دولية.

ودعا محافظ غازي عنتاب السكان إلى التجمع في الخارج رغم البرد فيما دعا رئيس “ديانت”، هيئة الشؤون الدينية، الأتراك المحتاجين إلى المساعدة للجوء إلى المساجد.

فرنسا

قال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الإثنين إن فرنسا “مستعدة لتوفير مساعدة عاجلة للسكان” في تركيا وسوريا بعد الزلزال العنيف الذي أودى بالمئات في البلدين. وكتب ماكرون في تغريدة “تردنا صور فظيعة من تركيا وسوريا بعد زلزال بقوة غير مسبوقة. نتعاطف مع العائلات التي خسرت أفرادا”.

الأردن

وجه العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني حكومة بلاده لتقديم مساعدات لأسر الضحايا والمصابين في تركيا وسوريا في أعقاب الزلزال المدمر الذي ضرب البلدين، حسب ما أفاد بيان صادر عن الديوان الملكي الإثنين.

وقال البيان إن الملك عبد الله “وجه بتقديم المساعدات لأسر الضحايا وللمصابين في البلدين، خلال برقيتي تعزية وجههما للرئيس السوري بشار الأسد، وللرئيس التركي رجب طيب أردوغان”.

وعبر الملك في البرقيتين عن “خالص التعازي والمواساة للرئيسين السوري والتركي ولأسر الضحايا، وتمنياته للمصابين بالشفاء العاجل”.

إسرائيل

قالت إسرائيل الإثنين إنها تلقت طلبا من سوريا للمساعدة في جهود الإغاثة عقب الزلزال، وإنها تستعد للقيام بذلك، في بادرة نادرة حيال دولة عربية تناصبها إسرائيل العداء.

وصرح رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو بأنه أمر بإرسال مساعدات إلى تركيا، مركز زلزال اليوم الاثنين، ومن المقرر أن تغادر الجسور الجوية بحلول المساء.

وقال نتانياهو “بما أنه وصلنا طلب أيضا لفعل ذلك من أجل العديد من ضحايا الزلزال في سوريا، وجهت بفعل ذلك أيضا”. وصرح لاحقا بأن طلب الإغاثة الإنسانية من سوريا نقله “مسؤول دبلوماسي” لم يفصح عن اسمه. وأضاف “وافقت على هذا وأعتقد أن هذه الإجراءات ستحدث قريبا”. ولم يتضح ما إذا كان طلب المساعدة واردا من النظام أم المعارضة.

وقالت هيئة البث العامة الإسرائيلية “راديو كان”، في تقرير بدون ذكر مصدره، إن روسيا نقلت الطلب إلى إسرائيل لمساعدة سوريا. وأحجمت السفارة الروسية في إسرائيل عن التعليق، ونقلت صحيفة الوطن الموالية للحكومة السورية عن مصدر رسمي نفيه طلب الحكومة الحصول على مساعدة إسرائيل لتخفيف آثار الزلزال.

وذكرت هيئة البث العامة الإسرائيلية أن المساعدات ستشمل أغطية وخياما وأدوية، مضيفة أن حكومة نتانياهو أبدت أيضا استعدادها لاستقبال الضحايا إذا طلب منها ذلك.

الاتحاد الأوروبي

أرسل الاتحاد الأوروبي فرق إنقاذ إلى تركيا حسب ما أعلن المفوض الأوروبي المكلف إدارة الأزمات يانيش لينارسيتش.

وكتب المسؤول الأوروبي في تغريدة “إثر الزلزال الذي وقع في تركيا فعلّنا آلية الدفاع المدني في الاتحاد الأوروبي (..) وتوجهت فرق من هولندا ورومانيا”.

وأوضح ناطق باسم المفوضية الأوروبية أن هذه المساعدة تأتي بناء على طلب من تركيا. وعرضت ألمانيا وإيطاليا وفرنسا مساعدة السكان في المناطق المنكوبة فضلا عن بلجيكا وبولندا وإسبانيا وفنلندا.

ألمانيا

وغرد المستشار الألماني أولاف شولتز كاتبا “نتابع الأنباء عن الزلزال في المنطقة الحدودية بين تركيا وسوريا وسط حالة من الصدمة.. سترسل ألمانيا المساعدة بالتأكيد”.

اليونان

تحدث رئيس الوزراء اليوناني كيرياكوس ميتسوتاكيس هاتفيا مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الإثنين لتقديم “مساعدة فورية” لتركيا. وجدد رئيس الحكومة “رغبة اليونان في مساعدة تركيا على الفور” وقدم “خالص تعازيه”، بحسب بيان مقتضب أصدره مكتبه، فيما تشهد العلاقات بين هذين البلدين الجارين والخصمين التاريخيين توترات شديدة اتسمت خلال الأشهر الماضية بتصريحات نارية بين الزعيمين.

بريطانيا

قالت بريطانيا الإثنين إنها سترسل متخصصين في البحث والإنقاذ وفرق طوارئ طبية إلى تركيا بعد وقوع زلزال قوي تسبب في مقتل أكثر من 1400 شخص هناك.

وقالت وزارة الخارجية البريطانية إن لندن سترسل 76 متخصصا في البحث والإنقاذ وأربعة كلاب بحث ومعدات إنقاذ ستصل إلى تركيا هذا المساء.

وقال جيمس كليفرلي وزير الخارجية البريطاني في بيان “نقف مستعدين لتقديم مزيد من الدعم حسب اقتضاء الحاجة”.

روسيا

قالت الرئاسة السورية إن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين اتصل هاتفيا بنظيره السوري بشار الأسد وقدم تعازيه في قتلى الزلزال المدمر الذي ضرب البلاد الإثنين وتعهد بإرسال فرق إنقاذ ومساعدات.

وعرض بوتين تقديم مساعدة لسوريا وتركيا بعد الزلزال المدمر. وتحتفظ روسيا، وهي حليف وثيق للرئيس السوري بشار الأسد، بوجود عسكري قوي في سوريا. كما يرتبط بوتين بعلاقة قوية بالرئيس التركي رجب طيب أردوغان الذي سعى بلده للتوسط في الصراع بين روسيا وأوكرانيا.

وذكر بوتين في رسالته إلى أردوغان الإثنين “تقبلوا خالص عزائنا في الضحايا والدمار واسع النطاق الناتج عن زلزال قوي في بلدكم”. وأضاف “نحن مستعدون لتوفير المساعدة الضرورية في هذا الشأن”. وفي رسالة مماثلة، أبلغ بوتين نظيره السوري أن روسيا تشاطر “من فقدوا أحبائهم الحزن والألم”، مضيفا أن موسكو مستعدة لتقديم المساعدة.

وذكرت وزارة الدفاع الروسية في وقت سابق أن منشآتها العسكرية في سوريا لم تتضرر بسبب الزلزال.

وأفاد الجيش الروسي بأن أكثر من 300 جندي روسي ينتشرون في سوريا باشروا الإثنين المساعدة في رفع الانقاض إثر زلزال أودى باكثر من 2300 شخص في البلدين المتضررين.

الصين

قالت وكالة تابعة لمجلس الدولة الصيني معنية بتقديم المساعدات الخارجية الإثنين إن بكين مستعدة لتقديم مساعدات إنسانية عاجلة إلى تركيا وسوريا اللتين ضربهما الزلزال.

وقال متحدث باسم الوكالة الصينية للتعاون الإنمائي الدولي إن الصين تعبر عن تعازيها وقلقها بشأن الخسائر في الأرواح والممتلكات، وهي على اتصال بكل من تركيا وسوريا.

وقدم الرئيس الصيني شي جينبينغ تعازيه للمسؤولين الأتراك والسوريين حسب ما أفاد الإعلام الرسمي.

وأعرب شي لنظيريه التركي رجب طيب أردوغان والسوري بشار الأسد في رسالتين منفصلتين عن “صدمته” عند تبلغه خبر الكارثة مقدما “التعازي القلبية عن كل الضحايا وتعاطفا صادقا مع العائلات والجرحى” حسب ما أوضح التلفزيون العام “سي سي تي في”.

الهند

أعلنت الهند الإثنين إرسال فرق إنقاذ وفرق طبية ومواد إغاثة فورية إلى تركيا بعد الزلزال الذي أودى بحياة المئات.

وقالت وزارة الخارجية الهندية “تقرر إرسال فرق بحث وإغاثة تابعة للقوة الوطنية للاستجابة للكوارث، وفرق طبية بالإضافة إلى مواد الإغاثة على الفور بالتنسيق” مع تركيا.

وأضافت الوزارة في بيان إن فريقين من القوة الوطنية للاستجابة للكوارث يتألفان من 100 شخص ومن كلاب إنقاذ ومعدات، جاهزان للسفر إلى المنطقة المتضررة، كما أن فرق الأطباء والمسعفين والإسعافات الأولية اللازمة جاهزة للنقل إلى هناك أيضا.

وأعرب رئيس الوزراء ناريندرا مودي عن تعازيه، وقال إنه “قلق” و”حزين للغاية” لفقدان الأرواح في تركيا – التي تربطها بالهند علاقات باردة – وفي سوريا.

وأضاف مودي عبر تويتر “تعازي القلبية لأسر الضحايا. نشارك الشعب السوري حزنه ونبقى ملتزمين بتقديم المساعدة والدعم في هذا الوقت العصيب”.

منطقة شديدة النشاط الزلزالي

وتقع تركيا في منطقة تشهد نشاطا زلزاليا هو من بين الأعلى في العالم. ففي أواخر تشرين الثاني/نوفمبر الماضي، ضرب زلزال بقوة 6,1 درجات شمال غرب تركيا موقعا حوالى خمسين جريحا ومتسبّبا بأضرار محدودة، وفق أجهزة الإسعاف التركية.

وفي كانون الثاني/يناير 2020، ضرب زلزال بقوة 6,7 درجات منطقة إلازيغ، ما أسفر عن مقتل أكثر من 40 شخصا. وفي تشرين الأول/أكتوبر من العام نفسه، ضرب زلزال بقوة 7 درجات بحر إيجه، ما أسفر عن مقتل 114 شخصا وإصابة أكثر من ألف آخرين.

المصدر: فرانس 24