حصيلة انهيار المبنى في عبادان تتجاوز 40 قتيلاً

 

تجاوزت حصيلة انهيار مبنى في ميناء عبادان النفطي قرب الحدود العراقية، عتبة الأربعين قتيلاً أمس، وفق مسؤول محلي، مع تواصل انتشال الجثث بعد أسبوعين من وقوع كارثة هي من الأسوأ في البلاد في الأعوام الأخيرة.
وانهار في 23 مايو (أيار)، مبنى «متروبول» المكون من عشر طبقات في عبادان المجاورة لشط العرب في جنوب محافظة الأحواز ذات الأغلبية السكانية العربية. وعلى إثر الحادث، شهدت المدينة ومناطق عدة في إيران، احتجاجات منددة بالنظام وتعهدت السلطات بمحاسبة المسؤولين عن الكارثة وسط شبهات فساد وعدم كفاءة.
ونقلت وكالة «إرنا» الرسمية عن حاكم عبادان إحسان عباس بور أن «عدد ضحايا حادث متروبول وصل إلى 41 بعد العثور على ثلاث جثث وتحديد هويتها».
وكانت الحصيلة الأحدث التي قدمها عباس بور الأحد، قد وصلت إلى 38 قتيلاً. وشدد المسؤول المحلي على أن «فرق الإنقاذ تواصل محاولة العثور على آخرين… تحت الأنقاض»، من دون أن يحدد عدد الذين ما زالوا مفقودين.
ودفع انهيار المبنى المئات في عبادان ومدن عربية أخرى في المحافظة الجنوبية، إضافة إلى مدن في وسط إيران وغربها، للنزول إلى الشوارع في تحركات مسائية احتجاجاً على سوء الإدارة والفساد.
وأكد القضاء المحلي توقيف 13 شخصاً بينهم رئيس بلدية عبادان الحالي ورئيسا بلدية سابقان للمدينة، بشبهة «مسؤوليتهم» عن المأساة.
من جهته، أشار نائب رئيس الجمهورية للشؤون التنفيذية صولت مرتضوي إلى أن «الأجزاء الباقية من المبنى سيتم هدمها بالكامل» بعد انتهاء أعمال سحب الجثث من تحت الأنقاض.
أعاد انهيار المبنى في عبادان إلى أذهان أهالي المدينة حريق سينما ركس في 1978 والذي راح ضحيته بين 377 إلى 470 شخصاً. وتبادل الثوار وجهاز السافاك (الأمن الداخلي) حينذاك اتهامات بالوقوف وراء نشوب الحريق. وأطلق ناشطون من أهالي المدينة هاشتاق «ركس إلى متروبول» لتسليط الضوء على مشكلات تعاني منها عبادان.
وربطت بعض وسائل الإعلام المحلية بين انهيار المبنى وانهيار مبنى «بلاسكو» في وسط طهران مطلع عام 2017، وهو مركز تجاري يعود تاريخه إلى أوائل الستينات. وانهار المبنى المؤلف من 15 طبقة بينما كان رجال الإطفاء يعملون على إخماد حريق اندلع فيه. ووفق الحصيلة الرسمية، قضى في الحادث 22 شخصاً بينهم 16 من عناصر الإطفاء.
إلى ذلك، أفادت وكالة «رويترز» ووكالة «فارس» التابعة لـ«الحرس الثوري»، وتقارير على مواقع التواصل الاجتماعي بأن أرباب معاشات نظموا احتجاجاً في إيران أمس على ارتفاع تكاليف المعيشة وذلك في تحدٍ آخر للسلطات التي تواجه قلاقل منذ أسابيع.
وذكرت «فارس» أن المتظاهرين هتفوا: «نفقاتنا بالدولار… دخلنا بالريال» في تبريز بشمال غربي إيران. وأضافت: «نحو ألف من أرباب المعاشات تجمعوا للاحتجاج سلمياً ورافقتهم الشرطة» في المدينة. وأفادت منشورات على وسائل التواصل الاجتماعي بأنها تظهر حشوداً في قزوين وشيراز وتستر ومدن أخرى، وردد كثيرون شعارات مناهضة للحكومة وإدارة الرئيس إبراهيم رئيسي للاقتصاد.
وقالت وزارة العمل والرعاية والضمان الاجتماعي يوم الأحد إنها زادت المعاشات 57.4 في المائة إلى 55.8 مليون ريال إيراني (177 دولاراً) شهرياً. لكن أرباب المعاشات يقولون إن الحكومة تأخرت كثيراً في معالجة التضخم الذي تشهده البلاد منذ سنوات. وشهدت إيران سلسلة من الاحتجاجات في الأسابيع الأخيرة ضد ارتفاع أسعار المواد الغذائية وبعد انهيار مبنى ألقى المتظاهرون باللوم فيه على الإهمال والفساد.
وألقى المرشد الإيراني علي خامنئي باللوم في بعض الاضطرابات على «أعداء أجانب» يسعون للإطاحة بإيران، نافياً وجود استياء شعبي من النظام.

المصدر: الشرق الأوسط