خامنئي يطلب من الدول الإسلامية أن تقطع علاقاتها السياسية والاقتصادية مع الكيان الصهيوني

غداة تجدد الضربات الأميركية والبريطانية لمواقع جماعة «الحوثي» على خليفة الهجمات ضد السفن في البحر الأحمر، كرر المرشد الإيراني علي خامنئي دعواته إلى «قطع الشرايين الحيوية» لإسرائيل.

وانتقد خامنئي «مواقف» بعض مسؤولي الدول الإسلامية، ووصف أداءهم بشأن الدعوات لوقف الحرب في قطاع غزة بـ«غير المناسب».

ونقل موقع خامنئي الرسمي قوله أمام مجموعة من أنصاره في طهران الثلاثاء: إن «بعض مواقف وتصريحات مسؤولي الدول الإسلامية خاطئة؛ لأنهم يتحدثون عن قضايا مثل وقف إطلاق النار».

وخاطب خامنئي مسؤولي الدول الإسلامية قائلاً: إن وقف إطلاق النار «خارج نطاق سيطرتكم وبيد العدو الصهيوني الخبيث نفسه».

وقال خامنئي: «على مسؤولي الدول الإسلامية، أن يقدموا على المسألة التي بين أيديهم وهي قطع الشرايين الحيوية للكيان الصهيوني». وتابع: «على هذه الدول قطع علاقاتها السياسية والاقتصادية مع الكيان الصهيوني وعدم تقديم المساعدة لهذا الكيان».

ليست المرة الأولى التي يطالب بقطع التجارة مع إسرائيل، ففي مطلع نوفمبر (تشرين الثاني)، دعا صاحب كلمة الفصل في إيران إلى عرقلة صادرات النفط والمواد الغذائية إلى إسرائيل.

وقال الجيش الأميركي (البنتاغون)، في منتصف نوفمبر: إن المدمرة الصاروخية «يو إس إس توماس هادنر» تصدت لمسيّرات كانت قادمة من اليمن باتجاهها.

وفي 19 نوفمبر، قال خامنئي: إن على دول المنطقة قطع العلاقات السياسية «لفترة محدودة من الزمن على الأقل».

وفي اليوم نفسه، احتجز الحوثيون سفينة «غالاكسي ليدر» التي ترفع علم باهاماس. ونفت إسرائيل على الفور صلتها بالسفينة.

وتخشى إيران الدخول في حرب مباشرة مع الولايات المتحدة وتتهم إسرائيل بالسعي لجرّها إلى الحرب. ومع ذلك، فإن المسؤولين الإيرانيين يدافعون عن الجماعات المسلحة المتهمة بخوض حرب بالوكالة عن طهران في المنطقة.
قلق روسي

في نيويورك، وقبل اجتماع مجلس الأمن بشأن مناقشة الأوضاع في الشرق الأوسط، أجرى وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبداللهيان، محادثات مع نظيره الروسي سيرغي لافروف.

وقالت الخارجية الروسية: إن الاجتماعات الثنائية التي عقدها لافروف، بما في ذلك مع نظيره الإيراني ركّزت على قطاع غزة وسوريا و«الوضع المتوتر» في البحر الأحمر… وقالت الوزارة إن لافروف وعبداللهيان اتفقا على ضرورة وقف سريع لإطلاق النار في غزة وشروط لتقديم المساعدات الإنسانية للمدنيين. وقالت: «كان هناك تعبير عن قلق عام بشأن الوضع المتوتر في البحر الأحمر والذي تدهور بشكل كبير».

ونقلت وكالة الأنباء الرسمية الإيرانية (إرنا) عن عبداللهيان قوله: إن إيران وجّهت رسالة وتحذيراً للأميركيين «بأن ما يقومون به بالاشتراك مع بريطانيا في البحر الأحمر وضد اليمن یُعدّ تهديداً للسلام والأمن وخطأً استراتيجياً».

ونقلت الوكالة عن عبداللهيان قوله، إنه في الوقت الذي شنّت فيه أميركا وبريطانيا هجمات على اليمن أظهرت صور الأقمار الاصطناعية وجود نحو 230 سفينة تجارية ونفطية في البحر الأحمر «ما يعني أنهم تلقوا رسالة اليمنيين جيداً بأن السفن المتجهة إلى موانئ إسرائيل فقط هي التي يوقفها اليمنيون».

ونفذت قوات أميركية وبريطانية جولة جديدة من الضربات الاثنين في اليمن، مستهدفة موقع تخزين تحت الأرض تابعاً للحوثيين، بالإضافة إلى قدرات صاروخية ومراقبة تستخدمها الجماعة المتحالفة مع إيران ضد الشحن في البحر الأحمر.
طهران تشكو «ضربة المزة»

وشنّت إيران هجمات بالمسيّرات والصواريخ، على أربيل مركز إقليم كردستان العراق وإدلب شمال شرق سوريا، ومواقع في إقليم بلوشستان باكستان. وقال «الحرس الثوري» الإيراني إنه استهدف «مقار إرهابية وجاسوسية للكيان الصهيوني في باكستان والعراق وسوريا».

وبعد الضربات، أعلن «الحرس الثوري» الإيراني مقتل مسؤول استخبارات عملياته الخارجية في سوريا، صادق أميدزاده برفقة أربعة آخرين من ضباطه، في غارة جوية استهدفت مبنى في منطقة المزة بدمشق، واتهمت إيران عدوتها إسرائيل وتوعدتها بالرد. ولم يصدر تعليق من تل أبيب.

وكانت هذه الضربة الثانية في غضون شهر، بعدما وجّهت إيران اتهامات إلى إسرائيل، بقتل مسؤول «الحرس الثوري» في سوريا، رضي موسوي.

وقال عبداللهيان: «الإسرائيليون أثاروا بعض التهديدات وتحدثوا عن إمكانية توسيع نطاق الحرب، وكل هذا هراء. فمنذ بداية الحرب، وإسرائيل هي من يشعر بقلق بالغ من اتساع نطاق الحرب من قِبل (حزب الله) والمقاومة في الجبهة الشمالية ولبنان».

كان عبداللهيان، قد وجّه رسالة إلى الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، حمّل فيها إسرائيل «تبعات أعماله الإرهابية ضد المستشارين العسكريين الإيرانيين»، في إشارة إلى التسمية التي تستخدمها السلطات الإيرانية لوصف منتسبي «فيلق القدس»، الذراع الخارجية لعمليات «الحرس الثوري».

ويتحدث عبداللهيان عن «ضرورة قيام مجلس الأمن الدولي بواجبه وفقاً لميثاق الأمم المتحدة، في إدانة سلوك الكيان الصهيوني الإرهابي، وغيرها من أمثلة استخدامات القوة اللاشرعية»، داعياً مجلس الأمن إلى «التدخل في واقعة اغتيال المستشارين العسكرين الإيرانيين على يد الكيان الصهيوني»، حسبما أوردت وكالة الأنباء الألمانية عن وكالة تابعة لـ«الحرس الثوري».

واتهم عبداللهيان، إسرائيل باستخدامها «غير القانوني للقوة والأعمال العسكرية الاستفزازية التي تعرّض السلام والأمن الإقليميين والدوليين للخطر بشكل جدي». ووصف حضور قوات «الحرس الثوري» في سوريا بـ«القانوني وبناءً على طلب رسمي من قِبل الحكومة السورية»، مضيفاً أن «إيران تحتفظ بحقها في الرّد بشكل حاسم ومتناسب على مثل هذه الأعمال، وفي الوقت والمكان الذي تختاره».

ونشرت وسائل إعلام «الحرس الثوري» صوراً من نقل جثة حجت أميدوار، والذي عرف باسم صادق أميدزاده و«الحاج صادق» إلى مسقط رأسه في مدينة كرمانشاه، غرب إيران. وذلك، غداة تشييع «الحرس الثوري» للقتلى الخمسة، في منطقة «محلاتي» شديدة التحصين، المخصصة لعوائل كبار ضباط «الحرس الثوري» في شمال شرق العاصمة.

المصدر الشرق الأوسط