خوف ورفض سياسي من انشاء مستشفى امريكي في قطاع غزة

وسام البسيوني – فلسطين

من منا لم يسمع بالمستشفى الميداني الامريكي الذي يتم بناءه بالقرب من حاجز بيت حانون “ايرز” شمال قطاع غزة في فلسطين حيث بات حديث الساعة لدى الشارع الفلسطيني ورجال السياسة فما ان نشرت مؤسسة friend ships الامريكية صورا لعمال من الجنسية الامريكية وهم يقومون بأعمال البناء والتجهيز لهذا المستشفى حتى ضجت وسائل التواصل الاجتماعي بالتساؤل والتشكيك في طبيعة عمله واهدافه ومن هي الجهة المشرفة عليه ويكاد لا يمر يوم واحد منذ الشروع في بناءه دون ابداء تصريح من الجهات الرسمية وغيرها لإظهار مدى خطورته على اهالي قطاع غزة.
ففي مستهل جلسة الحكومة الفلسطينية المنعقدة يوم الاثنين من كل اسبوع في مدينة رام الله اكد رئيس الوزراء الفلسطيني محمد اشتية رفضه التام لبناء هذا المستشفى وقال ما هو إلا قضاء على المشروع الوطني الفلسطيني وتمريرا للمشروع الامريكي ما يعرف ب “صفقة القرن”.
من جهتها رفضت وزيرة الصحة الفلسطينية مي كيلة مشروع اقامة المستشفى الميداني لعدة اسباب اهمها عدم التنسيق له مع الوزارة إضافة الى ان الوزارة تقوم بواجباتها تجاه المواطن الغزي وتقوم بعلاجه وعمل التحويلات اللازمة للعلاج في مدينة القدس وان المواطنين ليسو بحاجة المستشفى تدور حوله علامات استفهام كثيرة .
بدورها استهجنت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين قيام المستشفى الميداني الامريكي في شمال القطاع وقالت انه تم دون مشورتنا وهو اشبه بالقاعدة العسكرية اكثر من كونه مستشفى ميداني وفيه شبهه امنية حيث انه جاء في وقت صعب تقوم فيه الولايات المتحدة الامريكية بمساعدة اسرائيلية بمحاصرة الفلسطينيين ومنع المساعدات المالية والطبية المقدمة لهم وقطع الدعم المالي عن وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين الاونروا.
يذكر أن حركة “فتح” الفلسطينية استنكرت السبت الماضي موافقة حركة “حماس” على إنشاء ما أسمته “قاعدة عسكرية أمريكية” بشمال قطاع غزة تحت مسمى “مستشفى ميداني . كما وجه المفتي العام للقدس والديار الفلسطينية وخطيب المسجد الاقصى نداء الى ابناء شعبه في قطاع غزة بعدم التعاطي مع هذا المستشفى وطالبهم بأخذ الحيطة والحذر في التعامل معه.
وبالرغم من كل هذه الاستنكارات والتحذيرات من التعامل مع المستشفى الميداني الامريكي إلا ان المتحدث باسم حركة حماس حازم قاسم اكد ان هذا المستشفى جاء نتيجة للتفاهمات بين الفصائل الفلسطينية واسرائيل عبر وساطة مصرية وأممية وبتمويل من دولة قطر وان هدفه الاساسي هو خدمة ابناء القطاع في المجال الصحي فقط.
والى ذلك يظل الغموض والريبة يلف هذا المستشفى من حيث كونه بدعم امريكي اضافة لموقعه الحساس والقريب من حاجز بيت حانون الفاصل بين قطاع غزة والاراضي المحتلة , ومن هو المسيطر عليه فعليا , ولماذا؟؟

*** جميع المقالات المنشورة تمثل رأي صاحبها فقط وليس بالضرورة رأي موقع إعلام العرب ***