روسيا تسرّع حملة تجنيد مرتزقة سوريين للقتال إلى جانب حفتر

قالت خمسة مصادر في المعارضة السورية ومصدر إقليمي مطّلع، إن حملة روسية لتجنيد سوريين للقتال في ليبيا لصالح خليفة حفتر تسارعت خطاها خلال مايو/ أيار، عندما وافق مئات المرتزقة على المشاركة.

وقال مصدران كبيران بالمعارضة السورية والمصدر الإقليمي، إن شركة فاغنر جروب للتعاقدات العسكرية تتولى ترتيب التعاقد تحت إشراف الجيش الروسي. وقال عضو سابق في فاغنر إن الشركة أرسلت سوريين إلى ليبيا للمرة الأولى في عام 2019.

ولم ترد وزارة الدفاع الروسية وشركة فاغن على أسئلة للتعليق حول الموضوع.

ن ناحية أخرى، تقول تركيا إنها تقدم الدعم العسكري للطرف الآخر في الصراع الليبي وهو حكومة الوفاق الوطني المعترف بها دوليا ومقرها في العاصمة طرابلس.

وفي فبراير/ شباط الماضي، قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إن مقاتلين من الجيش الوطني السوري المعارض الذي تدعمه تركيا موجودون في ليبيا بجانب قوات من الجيش التركي.

وروسيا حليف قوي للرئيس السوري بشار الأسد إذ ساعدته في سحق الثورة. ويقول بعض الخبراء إن الدور الذي تلعبه موسكو في ليبيا يعد امتدادا لطموحها في إبراز نفوذها بمنطقة شرق المتوسط.

كما دعمت مصر والإمارات حفتر لأنهما تشتبهان أن لحكومة الوفاق الوطني صلات بجماعة الإخوان المسلمين.

أما تركيا فقد أبرمت اتفاقات مع حكومة الوفاق الوطني تتعلق بالحدود البحرية وترغب في حماية مصالحها في المنطقة.

** أصداء سوريا

للتدخل الروسي والتركي لصالح طرفي الصراع الليبي أصداء من الحرب السورية، حيث أيد كل منهما طرفا مختلفا فيها. وقد حذّر الخبراء من أن ذلك يذكي أيضا فرص تفاقم الصراع.

وقال جوشوا لانديس رئيس مركز دراسات الشرق الأوسط بجامعة أوكلاهوما: “روسيا وتركيا تعملان على زيادة العدة والعتاد لكل منهما في ليبيا حيث يأتي الدور الأوروبي بعدهما مباشرة”.

وأضاف: “روسيا حاولت أن تباري مسعى تركيا لإرسال مرتزقة سوريين لكنها حققت نتائج متباينة”.

ويقول تقرير سري أعدته الأمم المتحدة في مايو/ أيار، إن فاغنر لها عدد يصل إلى 1200 شخص في ليبيا. وقد نفت الدولة الروسية أن لها قوات في ليبيا.

وردا على سؤال في يناير/ كانون الثاني عما إذا كانت مجموعة فاغنر تقاتل في ليبيا، قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إنه إذا كان هناك روس في ليبيا، فإنهم لا يمثلون الدولة الروسية، ولا تدفع لهم الدولة أي أموال.

ونفى متحدث باسم قوات حفتر أنه جند مقاتلين سوريين. وقد سلّط الضوء مرارا على وجود سوريين يقاتلون في صفوف قوات حكومة الوفاق.

وقال مسؤولون أمريكيون في السابع من مايو/ أيار إنهم يعتقدون أن روسيا تعمل مع الأسد على نقل مقاتلين من الفصائل وعتاد إلى ليبيا.

ولم ترد وزارة الإعلام في حكومة النظام السوري على أسئلة للتوضيح.

وقد تم تزويد حكومة الوفاق الوطني الليبية بطائرات مسيرة ودفاعات جوية ومستشارين من تركيا.

وقال صالح نمروش، نائب وزير الدفاع في حكومة الوفاق الوطني، إن طلب الدعم العسكري جاء ردا على ما وصفه بالتدخل الدولي في ليبيا.

وقال إن تركيا هي الدولة الوحيدة التي أبدت استعدادا لمساعدة حكومة الوفاق في إنهاء ما وصفه بقتل المدنيين على نطاق واسع، وما تسببت فيه الإمارات وروسيا وغيرهما من دمار.

** تسارع وتيرة التجنيد

قال أحد المصدرين الكبيرين في المعارضة السورية، إن المجندين الجدد في الحملة الروسية دعما لحفتر بينهم 300 من منطقة حمص بعضهم مقاتلون سابقون في الجيش السوري الحر. وقال مصدر ثالث إن 320 فردا من المجندين من الجنوب الغربي.

وقال المصدر الإقليمي إن وتيرة التجنيد تزايدت مع اشتداد حدة القتال في ليبيا وهدوء الحرب في سوريا.

ويقول المرصد السوري لحقوق الإنسان إن روسيا جندت أكثر من 900 سوري للقتال في ليبيا في مايو/ أيار.

ويتم تدريب المقاتلين في قاعدة في حمص قبل توجههم إلى ليبيا وفقا لما قالته المصادر التي ذكرت أن مرتباتهم تتراوح بين 1000 و2000 دولار في الشهر.

ويعد نقل مقاتلين إلى الأراضي الليبية انتهاكا لحظر السلاح الذي تفرضه الأمم المتحدة، وقد حث القائم بأعمال مبعوث الأمم المتحدة في ليبيا مجلس الأمن يوم 19 مايو/ أيار على وقف “تدفق هائل من السلاح والعتاد والمرتزقة” على ليبيا.

وكان عدد كبير من مقاتلي المعارضة السورية السابقين ظلوا في المناطق التي استعادتها دمشق وحلفاؤها الروس ووقعوا اتفاقات تلزمهم بالولاء للدولة. غير أنهم يخضعون لقيود مشددة ورقابة السلطات.

ومنذ 2014 انقسمت ليبيا بين مناطق تسيطر عليها حكومة طرابلس، وأراض تسيطر عليها قوات حفتر المتمركزة في بنغازي.

ويحظى حفتر بدعم روسيا والإمارات ومصر وفقا لما يقوله خبراء الأمم المتحدة وبعض المصادر الأمنية. وتنفي هذه الدول أن لها دورا مباشرا في الصراع.

ورغم هذا الدعم سيطرت قوات حكومة الوفاق الوطني على آخر معاقل حفتر قرب طرابلس يوم الجمعة، لتتوج بذلك انهيار هجوم حفتر الذي بدأ قبل 14 شهرا على العاصمة.

ويوم الخميس، تعهد أردوغان بزيادة دعم تركيا لحلفائها في ليبيا لتدعيم المكاسب. ويوم السبت زار حفتر مصر، حيث أعلن الرئيس عبد الفتاح السيسي عن مبادرة سلام جديدة.

وتوسع هذه التطورات سيطرة حكومة الوفاق الوطني لتشمل معظم شمال غرب ليبيا. ولا يزال حفتر وجماعات متحالفة معه يسيطرون على شرق البلاد ومعظم الجنوب وعلى معظم حقول النفط في ليبيا.

المصدر: القدس العربي