روسيا تهدد نافالني بالسجن في حال عودته… والمعارض يرد

أعلنت إدارة السجون الروسية، اليوم (الخميس)، أنها تعتزم توقيف أليكسي نافالني في حال عودته إلى روسيا الأحد، واتهمته بانتهاك شروط الاستفادة من وقف تنفيذ حكم بالسجن صدر بحقه قبل أعوام، في حين أدان المعارض ما اعتبره محاولات ترهيب مصدرها الكرملين.

وفقا لوكالة الأنباء الألمانية، فإن نافالني العدو اللدود للسلطات الروسية موجود في ألمانيا منذ أغسطس (آب)، وكان قد نقل إليها للعلاج إثر دخوله في غيبوبة أثناء عودته من رحلة إلى سيبيريا نتيجة تعرضه لتسميم مفترض.

وأعلن أمس (الأربعاء)، نيته العودة إلى روسيا الأحد، رغم تهديدات إدارة السجون الروسية التي تؤكد أنه مطلوب منذ نهاية ديسمبر (كانون الأول) ومن المحتمل أن يتم سجنه.

وقالت الإدارة، في بيان إن «المصلحة الفيدرالية للسجون الروسية مجبرة على اتخاذ كل التدابير الضرورية لتوقيف المخالف أليكسي نافالني في انتظار قرار من المحكمة حول إبدال عقوبته بالسجن مع وقف التنفيذ إلى السجن النافذ».

وتتهم إدارة السجون المعارض البالغ 44 عاما بعدم الحضور أمام إدارات السجون الروسية مرتين كل شهر على غرار ما تنص عليه شروط وقف تنفيذ حكم بالسجن لثلاثة أعوام ونصف عام صدر في حقه عام 2014.

وتقول مصلحة السجون إنها «تأخذ في الاعتبار» وجود نافالني لثلاثة أسابيع في غيبوبة بمستشفى في برلين، لكنها تؤكد أن المعارض لم يرد على استدعاء وجه إليه في 23 أكتوبر (تشرين الأول) ولم «يُعلم إلا بعد شهر من التأخير» بوجوده في ألمانيا.

وأضافت أن «الخضوع لإجراءات علاج ليس عذرا لعدم الحضور أمام إدارة الرقابة السجنية، وهو ما أدى إلى وضعه على قائمة المطلوبين مع توجيهات باتخاذ تدابير لتوقيفه».

واعتبر المعارض أن تلك التهديدات مناورات من السلطات الروسية لردعه عن العودة إلى البلاد وصرّح، الأربعاء، في فيديو أعلن فيه اعتزامه العودة بـ«أنهم يفعلون كل شيء لترهيبي وكل ما تبقى في جعبة بوتين هو وضع لافتة أمام الكرملين تقول (أليكسي، من فضلك لا تعود تحت أي ظرف من الظروف)».

أما رجل الأعمال يفغيني بريغوجين المعروف بقربه من الرئيس فلاديمير بوتين والذي رفع عدة قضايا في حق أليكسي نافالني ومنظمته في الأسابيع الأخيرة، فقد عبر عن ارتياحه لإعلان المعارض نيته العودة إلى روسيا.

وقال متوجها له في بيان أصدرته شركة تابعة له اتهمها المعارض في أشرطة فيديو بالفساد: «كن رجلا وعد إلى المنزل أمض عقوبتك وستخرج مرتاح الضمير».

وفتح كذلك تحقيق حول الاحتيال في حق نافالني نهاية ديسمبر (كانون الأول)، وتحديدا في إنفاق تبرعات بقيمة 356 مليون روبل (3.9 ملايين يورو) لأغراض شخصية.

وبقي نافالني عدة أسابيع في غيبوبة إثر وصوله إلى ألمانيا وخلصت ثلاثة مختبرات أوروبية لتعرضه لتسميم بمادة نوفيتشوك الكيميائية التي طورت في حقبة الاتحاد السوفياتي السابق.

ودعمت منظمة حظر الأسلحة الكيميائية تلك الخلاصة، رغم إنكار روسيا المتكرر لها.

ويؤكد المعارض أن أجهزة الاستخبارات الروسية سعت إلى اغتياله بأمر مباشر من بوتين.

وتتجاهل وسائل الإعلام الروسية نافالني الممثل في البرلمان والذي لا يحق له الترشح بسبب إدانته بتهمة التهرب الضريبي التي وصفها بأنها قرار سياسي، لكنه يمثل أبرز صوت معارض، ويعود ذلك بشكل كبير إلى قناته على موقع «يوتيوب» التي يتابعها 4.8 مليون شخص.

المصدر: الشرق الأوسط