زيلينسكي يحذر من “كارثة واسعة النطاق” إذا فجرت روسيا سد كاخوفكا الاستراتيجي بأوكرانيا

وجه الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي كلمة إلى زعماء الغرب الجمعة، دعاهم فيها إلى تحذير روسيا من تداعيات تفجير سد استراتيجي ضخم في بلاده، ما قد يتسبب في إغراق منطقة واسعة من جنوبها. وكانت روسيا قد اتهمت هذا الأسبوع كييف بقصف السد بالصواريخ والتخطيط لتدميره، ما زاد المخاوف من أن يكون الاتهام دلالة على أن موسكو قد تفجره وتلقي باللوم على كييف.

فيما تستعد القوات الأوكرانية لطرد القوات الروسية من خيرسون في واحدة من أهم معارك الحرب، دعا الرئيس فولوديمير زيلينسكي الغرب إلى تحذير روسيا من مغبة تفجير سد كاخوفكا الاستراتيجي، ما قد يتسبب في إغراق منطقة واسعة من جنوب أوكرانيا. وقال في كلمة بثها التلفزيون إن القوات الروسية لغمت سد نوفا كاخوفكا الضخم الذي يحتجز مخزونا هائلا من المياه وتخطط لتفجيره.

وأضاف قائلا: “الآن يتعين على الجميع في العالم التصرف بقوة وبسرعة لمنع هجوم إرهابي روسي جديد. تدمير السد يعني كارثة واسعة النطاق”.

ودعا زيلينسكي زعماء العالم إلى توضيح أن تفجير السد سيعامل “تماما معاملة استخدام أسلحة دمار شامل” إذ تماثل العواقب على المهددين من تفجيره تبعات استخدام روسيا أسلحة نووية أو كيميائية عليهم.

من جهتها، وفي وقت سابق هذا الأسبوع، اتهمت روسيا كييف بقصف السد بالصواريخ والتخطيط لتدميره. ورأى مسؤولون أوكرانيون في هذا الاتهام دلالة على أن موسكو قد تفجره وتلقي باللوم على كييف. ولم يقدم أي من الجانبين أدلة تدعم مزاعمه.

ويشطر نهر دنيبرو الشاسع الاتساع أوكرانيا ويبلغ عرضه عدة كيلومترات في بعض الأماكن. وتفجير السد الواقع على النهر قد يطلق فيضانا هائلا يغرق التجمعات السكنية في طريقه نحو مدينة خيرسون التي تأمل القوات الأوكرانية في استعادتها ضمن تقدم كبير.

كما أن نسف السد سيدمر نظام قنوات الري في معظم جنوب أوكرانيا، ومنها شبه جزيرة القرم التي استولت عليها موسكو عام 2014. والتحذير يردد أصداء الإنذار بكارثة تعود إلى الحرب العالمية الثانية طالت سدا ضخما آخر على مجرى النهر. ويقول مؤرخون أوكرانيون إن خبراء المتفجرات السوفييت قاموا بتفجيره بالديناميت مع انسحاب قواتهم، مما تسبب في فيضانات أغرقت قرى وقتلت الآلاف.

قرارات صعبة

وتوشك إحدى أهم المعارك في الحرب، المستمرة منذ ثمانية أشهر، على الاحتدام قرب السد، لا سيما مع تقدم القوات الأوكرانية على طول الضفة الغربية للنهر، وهي معركة تهدف إلى استعادة السيطرة على مدينة خيرسون ومحاصرة الآلاف من القوات الروسية. وفرضت أوكرانيا تعتيما إعلاميا على جبهة القتال في خيرسون، لكن القائد الروسي سيرجي سوروفكين قال هذا الأسبوع إن الوضع في خيرسون “صعب بالفعل” وإن روسيا “لا تستبعد اتخاذ قرارات صعبة” هناك.

وأفاد جنود أوكرانيون في قطاع من الجبهة شمالي خيرسون الجمعة إن هناك انخفاضا ملحوظا في الأسابيع القليلة الماضية في إطلاق القذائف من المواقع الروسية في خط أشجار يمتد عبر مساحة من الحقول البور على مسافة تبعد نحو أربعة كيلومترات.

وتابع الجنود أن تقلص إطلاق النار وغياب حركة المدرعات الروسية في القطاع يشير إلى معاناة الروس من نقص في الذخيرة والعتاد. وتمثلت العلامة الوحيدة على وجود قتال في انفجار قذيفة من بعيد.

وقال الجندي الأوكراني ميهيلو(42 عاما)الذي اكتفى بذكر اسمه الأول، مثل الجنود الآخرين “لقد بدأ إطلاقهم النار يتقلص منذ نحو ثلاثة أسابيع… وتراجع نشاط طائراتهم المسيرة”. وقال جندي آخر يدعى ساشا (19 عاما) مؤكدا “تقلص القصف هنا منذ نحو شهر تقريبا على الأرجح… يتعين أن ينتهي هذا في وقت ما.. لا يمكن أن تظل ذخيرتهم كافية للأبد”.

وتجنب الكرملين الجمعة سؤالا عما إذا كان الرئيس فلاديمير بوتين أصدر أمرا للقوات الروسية بالانسحاب من خيرسون. وقالت هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة الأوكرانية إن نحو ألفي روسي تم تجنيدهم حديثا وصلوا إلى المنطقة “لتعويض الخسائر وتعزيز الوحدات على خط المواجهة”.

وبدأ مسؤولون عينتهم روسيا في المناطق المحتلة ما يقولون إنه إجلاء لعشرات الآلاف من المدنيين على امتداد النهر من بلدات واقعة على الضفة الغربية. واتهموا كييف بقصف عبارة ليلا مما أسفر عن مقتل أربعة مدنيين على الأقل. وقالت أوكرانيا إنها أطلقت النار على عبارة لكن في فترة حظر للتجول لا يسمح فيها بحركة المدنيين.

المصدر: فرانس 24