صحيفة «الحرس الثوري» تتهم خاتمي بالسعي لإطاحة النظام

هاجمت صحيفة «جوان»؛ الناطقة باسم «الحرس الثوري»، الرئيس الإصلاحي الأسبق محمد خاتمي وحليفه ميرحسين موسوي، بعدما أصدرا بيانين منفصلين دَعَوَا فيهما إلى إصلاحات جذرية في إيران، رغم تضاربهما بشأن الموقف من «فاعلية» دستور الجمهورية الإسلامية في إيران.
وجاء بيان خاتمي؛ وقبله موسوي، قبل أيام من إحياء ذكرى ثورة 1979. وأجمع الزعيمان على وجود أزمات عديدة في إيران، والاستياء والإحباط العام من الهيئة الحاكمة.
لكن خاتمي ذكر أن الإصلاح ممكن مع العودة إلى «روح الدستور» في الجمهورية الإسلامية، ومع ذلك قال إن «طلب الإصلاحات؛ بالطريقة والنهج اللذين جرت تجربتهما، إذا لم نقل إنه أصبح مستحيلاً؛ ففي الأقل وصل إلى طريق مسدودة»، وإنه «يحق للناس اليأس من نظام الحكم». ورفض مطالب إطاحة النظام، عادّاً ذلك «غير ممكن» بسبب «موازين القوى والقدرات وقوة الدولة»، وأعرب عن أسفه لأن المؤسسة الحاكمة «لم تُبد أي إشارة حيال الإصلاح وتفادي الأخطاء»، مشدداً على أن «إصلاح الذات… سيكون أقل تكلفة وأكثر إثماراً للخروج من الأزمات».
وتضاربت مواقف خاتمي مع مواقف حليفه الإصلاحي ميرحسين موسوي الذي تفرض عليه السلطات الإقامة الجبرية منذ فبراير (شباط) 2011 بعد رفضه نتائج الانتخابات الرئاسية في عام 2009، وقيادته احتجاجات «الثورة الخضراء» برفقه المرشح الإصلاحي الآخر مهدي كروبي.
وأصدر ميرحسين موسوي بياناً، الأحد، أعلن فيه تراجعه عن شعاره في الانتخابات الرئاسية لعام 2009، الذي تعهد فيه برد الاعتبار للدستور وتفعيل كل بنوده.
وذهب موسوي أبعد من ذلك عندما دعا إلى هيكل سياسي بديل للجمهورية الإسلامية؛ عبر صياغة دستور جديد، وعرضه للاستفتاء العام بإجراء انتخابات «حرة ونزيهة». وعدّ «أزمة الأزمات» في البلاد «الهيكل السياسي المتناقض؛ النظام الأساسي الذي لا يمكن استمراره».
وتعليقاً على بياني موسوي وخاتمي، كتبت صحيفة «جوان» الخاضعة للمكتب السياسي في «الحرس الثوري» إن «الروح الغالبة على البيانين هي إطاحة النظام وتخطي المؤسسات القانونية في الجمهورية الإسلامية». وأضافت: «أحدهما يريد الأسلوب الناعم، والآخر يريد القوة، لهذا؛ فإن خاتمي وموسوي وجهان لعملة واحدة».
وجاء تعليق الصحيفة، بعدما تهكمت وكالة «تسنيم» التابعة لـ«الحرس الثوري» من بيان موسوي، بعدما أشارت إلى بيان خاتمي.
لكن صحيفة «جوان» رأت أن بيان موسوي يدعو رسمياً إلى «إطاحة النظام» و«تخطي الجمهورية الإسلامية»، في حين أن خاتمي «استخدم أدبيات أخرى؛ لكن بالتوجه نفسه من موسوي، لمهاجمة هيكل النظام». وأضافت: «خاتمي مثل فتنة 2009 يختار من ثنائية العصا والجزرة الأخيرةَ لكي يرسم الحدود ببيان موسوي الذي يمثل العصا». وتابعت: «خاتمي مثل فتنة 2009، يطلب من الحكام إنهاء التوترات والنزاعات ورفع الإقامة الجبرية، في حين يرفض قادة الفتنة (موسوي وكروبي) الاعتذار من الشعب بسبب الظلم الذي مارسوه بحق البلاد».
بدورها؛ رأت صحيفة «سازندكي»؛ إحدى الصحف التابعة لفصيل الرئيس الأسبق علي أكبر هاشمي رفسنجاني، أن بيان خاتمي يرد على بيان موسوي، وأضافت: «أعلن موسوي تجاوز الدستور الحالي». وقالت أيضاً إن «خاتمي يرى إطاحة النظام غير ممكنة في الوقت الحالي، وحتى إذا أراد التيار التابع للأجانب ذلك، فإنه لا يسعى وراء الحرية وتقدم الشعب، وإنما ستكون النتيجة الفوضى والحرب الداخلية والدمار».

المصدر: الشرق الأوسط