عدد قتلى حرب غزة هو “الأعلى منذ نكبة 1948”

epa10953029 Palestinians search for bodies and survivors among the rubble following Israeli airstrikes on Al Falouja in Jabalia town, northern Gaza, 01 November 2023. More than 8,500 Palestinians and at least 1,400 Israelis have been killed, according to the IDF and the Palestinian health authority, since Hamas militants launched an attack against Israel from the Gaza Strip on 07 October, and the Israeli operations in Gaza and the West Bank which followed it. EPA/MOHAMMED SABER

في ظل استمرار القصف والمعارك البرية بين القوات الإسرائيلية ومقاتلي حركة “حماس” في غزة في اليوم الأخير من عام 2023، ارتفعت حصيلة الضحايا الفلسطينيين جراء العمليات العسكرية الإسرائيلية في القطاع إلى 21822 قتيلاً منذ اندلاع الحرب في السابع من أكتوبر (تشرين الأول) الماضي.

وأشارت بيانات الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني اليوم الأحد إلى أن عدد القتلى الفلسطينيين في الحرب التي تشنها إسرائيل على قطاع غزة هو “الأعلى منذ نكبة عام 1948”.

وقال الجهاز في بيان له عشية بدء العام الجديد “مع نهاية عام 2023 وصل عدد السكان في قطاع غزة إلى 2.3 مليون فرد منهم 1.06 مليون طفل دون سن الـ18 يشكلون ما نسبته 47 في المئة من سكان القطاع”.

وأضاف “بلغ عدد القتلى في فلسطين منذ بداية العام 22404 قتلى، منهم 22141 قتيلاً منذ السابع من أكتوبر 2023، 98 في المئة منهم في قطاع غزه، منهم نحو 9 آلاف طفل و6450 امرأة”.

وتابع البيان “بلغ عدد القتلى في الضفة الغربية منذ السابع من أكتوبر 319 قتيلاً، منهم 111 طفلاً و4 نساء، كما قتل أكثر من 100 صحافي وفقاً لسجلات وزارة الصحة الفلسطينية، في حين بلغ عدد المفقودين الذين أبلغ عنهم في قطاع غزة أكثر من 7 آلاف، منهم 67 في المئة من الأطفال والنساء، كما نزح ما يقارب مليون و900 ألف مواطن داخل القطاع بعيداً من أماكن سكنهم”.

وتواصل إسرائيل حربها على قطاع غزة للشهر الثالث على التوالي بعد هجوم نفذته حركة “حماس” على البلدات ومعسكرات الجيش الإسرائيلي على حدود القطاع قتل فيه 1200 شخص.

وشنت إسرائيل حملة اعتقالات واسعة في الضفة الغربية طاولت آلاف المواطنين قالت إن معظمهم من داعمي وأعضاء حركة “حماس”.

وذكر بيان الجهاز المركزي للإحصاء أنه “وفقاً لبيانات هيئة شؤون الأسرى والمحررين حتى نهاية عام 2023، بلغ عدد الأسرى القابعين في السجون الإسرائيلية نحو 7800 أسير حتى نهاية شهر نوفمبر (تشرين الثاني) 2023، من بينهم 76 أسيرة، و260 طفلاً، كما بلغ عدد المعتقلين الإداريين (المعتقلون من دون تهمة) 2870 معتقلاً”.

وتستند إسرائيل إلى قانون بريطاني قديم يتيح لها اعتقال الفلسطينيين من دون محاكمة لمدة تتراوح بين ثلاثة وستة أشهر تكون قابلة للتجديد بدعوى وجود ملف أمني سري للمعتقل.

واستعرض البيان أعداد الفلسطينيين وأماكن وجودهم حول العالم، مشيراً إلى أن عدد الفلسطينيين المقدر في نهاية عام 2023 بلغ نحو 14.63 مليون.

وأضاف البيان أن هناك 5.55 مليون داخل الأراضي الفلسطينية، يقيم أكثر من ثلثهم في قطاع غزة، ونحو 1.75 مليون فلسطيني في أراضي 1948، وما يقارب 6.56 مليون في الدول العربية ونحو 772 ألفاً في الدول الأجنبية.

دفاع إسرائيلي

من ناحيته دافع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو عن “أخلاقية” الحرب في غزة، رافضاً اتهامات جنوب أفريقيا للدولة العبرية أمام محكمة العدل الدولية بارتكاب “إبادة ضد الشعب الفلسطيني”.

وأكد لدى بدء اجتماع لحكومته في تل أبيب اليوم “سنواصل حربنا الدفاعية التي لا مثيل لعدلها وأخلاقيتها”، مؤكداً أن الجيش الإسرائيلي يتصرف “بأكبر قدر ممكن من الأخلاقيات” في قطاع غزة.

وكان نتنياهو قال في كلمة بثها التلفزيون أمس السبت، إن إسرائيل تقاتل على “جميع الجبهات” في حرب ذكر أنها “ستستمر أشهراً عدة حتى تحقيق النصر”. وأضاف نتنياهو أن منطقة “محور فيلادلفيا” الحدودية بين غزة ومصر ينبغي أن تكون تحت سيطرة إسرائيل، معتبراً أنه “يجب إغلاقها، من الواضح أن أي ترتيب آخر لن يضمن نزع السلاح الذي نسعى إليه”.

وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي في تهديد نادر، إنه قد يهاجم إيران مباشرة بسبب تبادل إطلاق النار شبه اليومي عبر الحدود الإسرائيلية – اللبنانية، وأضاف من دون الخوض في تفاصيل “إذا وسع ’حزب الله‘ هذه الحرب، سيتلقى ضربات لا يمكنه تخيلها، وكذلك إيران”.

تسريح جنود الاحتياط

وأعلن الجيش الإسرائيلي تسريح بعض جنود الاحتياط الذين تم استدعاؤهم لمحاربة “حماس” في غزة، وهي خطوة قال اليوم الأحد إنها ستساعد الاقتصاد في الوقت الذي تستعد فيه البلاد لحرب طويلة الأمد.

وقال المتحدث باسم الجيش الأميرال دانيال هاجاري “سيعود بعض جنود الاحتياط إلى عائلاتهم ووظائفهم هذا الأسبوع”.

وأضاف “سيمنح ذلك راحة كبيرة للاقتصاد، وسيسمح لهم باكتساب القوة قبل الأنشطة المقبلة في العام القادم، وسيستمر القتال وسنحتاج إليهم”.

تكثيف الهجمات

قال سكان ومسعفون إن الطائرات الإسرائيلية كثفت هجماتها على وسط قطاع غزة اليوم الأحد في وقت تحتدم فيه المعارك الدائرة حول أنقاض بلدات ومخيمات لاجئين في الحرب التي قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إنها ستستغرق ” أشهر أخرى عدة” قبل أن تنتهي.

ولا تشير تصريحات نتنياهو إلى أي هدوء محتمل في الحملة العسكرية التي قتلت آلافاً وسوت أغلب القطاع بالأرض، بينما أثار تعهده بإعادة سيطرة إسرائيل على حدود القطاع مع مصر أسئلة جديدة تتعلق بحل الدولتين.

واستهدفت ضربات جوية منطقتي المغازي والبريج في وسط القطاع، مما أسفر عن مقتل 10 أشخاص في منزل واحد، ودفع مزيداً من السكان للفرار إلى رفح على الحدود مع مصر بعيداً من خطوط جبهة تشتبك فيها دبابات إسرائيلية مع مقاتلين من حركة “حماس”.

وأظهر تسجيل فيديو نشره الهلال الأحمر اليوم الأحد الفوضى التي عمت بعد الضربات الجوية في وسط القطاع، كما أظهر مسعفين يعملون في الظلام ويحملون طفلاً مصاباً من بين حطام يتصاعد منه الدخان.

وفي آخر أيام 2023 يدعو الفلسطينيون في غزة ربهم من أجل وقف إطلاق النار، لكن ليس لديهم ما يكفي من التفاؤل بأن 2024 سيكون أفضل.

وقالت سوزان خضر في رفح “لقد دمرت غزة وليس لدينا مكان نعيش فيه، ولكننا نريد فقط أن نتوقف عن سماع أصوات الطائرات والطائرات المسيرة، وأن يتوقف الأطفال عن الخوف، وأن نلتقي نحن وأحباؤنا الذين بقوا على قيد الحياة مرة أخرى”.

نقص الإمدادات

وقال مدير وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين التابعة للأمم المتحدة (الأونروا) على وسائل للتواصل الاجتماعي أمس السبت إن الحرب ونقص الإمدادات دفعا 40 في المئة من سكان القطاع لخطر المجاعة.

وتمنع إسرائيل دخول أغلب إمدادات الغذاء والوقود والدواء منذ السابع من أكتوبر (تشرين الأول).

وقالت إسرائيل اليوم الأحد إنها مستعدة للسماح بإيصال سفن من بعض الدول الغربية للمساعدات بشكل مباشر لسواحل قطاع غزة بعد عمليات تفتيش أمنية في قبرص.

وقالت جيما كونيل، المسؤولة في مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية التي تعمل على الأرض في غزة، إن عشرات الآلاف من الأشخاص الذين نزحوا إلى رفح تعرضوا لهجمات وقصف وكانوا يصلون في كثير من الأحيان بلا ممتلكات أو مكان للنوم فيه.

وأضافت “أنا خائفة جداً من أن عدد الوفيات الذي نشهده سيزداد بشكل كبير بسبب هذا الهجوم المتواصل وأيضاً بسبب هذه الظروف التي لا تصدق حرفياً”.
حادثة طعن

أصيب شخصان بجروح طفيفة جراء عملية طعن نفذها الأحد فلسطيني “حُيّد” قرب مستوطنة إسرائيلية في الضفة الغربية، على ما أعلنت الشرطة الإسرائيلية وأجهزة الطوارئ.

وأوضح المصدران أن الهجوم وقع قرب منطقة ميشور أدوميم الصناعية القريبة من مستوطنة معاليه ادوميم في الضفة الغربية شرق القدس.

وأكدت الشرطة “تحييد” منفذ الهجوم من دون تحديد ما إذا كان قد قتل أو أصيب.

وأعلنت أجهزة الطوارئ أنها عالجت في مكان الحادثة شخصين أصيبا بجروح طفيفة، أشارت وسائل إعلام إسرائيلية إلى أنهما من حراس الأمن.

وتشهد الضفة الغربية تصاعداً حاداً في أعمال العنف منذ بدء الحرب بين إسرائيل وحركة حماس في قطاع غزة في السابع من أكتوبر.

وقتل مُذّاك أكثر من 317 فلسطينيا بنيران الجيش أو مستوطنين إسرائيليين في الضفة الغربية، وفقا لأرقام وزارة الصحة الفلسطينية.

وزير جديد للخارجية

من ناحية ثانية وافقت الحكومة الإسرائيلية الأحد على تعيين وزير جديد للخارجية ليحل مكان إيلي كوهين، وفق ما أعلنت في بيان، في تعديل وزاري تم الترتيب له مسبقاً.

وبموجب هذا التعديل الوزاري، يعين الوزير إيلي كوهين في منصب وزير الطاقة والبنية التحتية بدلاً من الوزير يسرائيل كاتس الذي سيعين في منصب وزير الخارجية بدلاً من كوهين، على أن تخضع التعيينات لموافقة الكنيست.

وجاء في البيان “وافقت الحكومة على تعيين إيلي كوهين في منصب وزير الطاقة والبنية التحتية، وتعيين يسرائيل كاتس في منصب وزير الخارجية”.

وأضاف البيان أن كوهين سيستمر في العمل كعضو في اللجنة الوزارية لشؤون الأمن القومي.

وفي مقابلة مع إذاعة إسرائيلية الأحد، قال كوهين إن “الحكومة تتحمل مسؤولية” الفشل في استباق هجوم “حماس”، قائلاً إنه يجب تشكيل لجنة تحقيق مستقلة عندما تنتهي الحرب.

وعين كوهين وزيراً للخارجية العام الماضي في حكومة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو التي تعد الأكثر يمينية في تاريخ إسرائيل.

وكان لكوهين دور أساس في تطبيع العلاقات بين إسرائيل وبعض الدول العربية.

في عام 2020، أعلنت إسرائيل تطبيع العلاقات مع الإمارات والبحرين والمغرب بموجب “اتفاقات أبراهام”.

جنوب لبنان

أكد نائب الأمين العام لـ”حزب الله” نعيم قاسم الأحد أن إسرائيل “ليست في موقع أن تفرض خياراتها” في ما يتعلق بوجوده في جنوب لبنان على الحدود مع إسرائيل التي تشهد تبادل قصف بين الجانبين منذ اندلاع الحرب في غزة.

وقال قاسم إن “إسرائيل تطرح طروحات عديدة تتعلق بشمال فلسطين وجنوب لبنان وتحاول أن تبين أنها تملك الخيارات لتقوم بأداء يساعد في عودة المستوطنين إلى الشمال بشكل آمن، وأن يبعدوا ’حزب الله‘ والمقاومة عن الجنوب”، وأضاف “نحن نقول لهم: إسرائيل ليست في موقع أن تفرض خياراتها”.

وتشهد الحدود الإسرائيلية – اللبنانية تصاعداً في وتيرة القصف بين “حزب الله” والجيش الإسرائيلي منذ اندلاع الحرب بين إسرائيل و”حماس” في السابع من أكتوبر، مما يثير مخاوف من توسع رقعة النزاع، وأجلت إسرائيل آلاف المدنيين على طول حدودها الشمالية مع لبنان.

وتضغط الدولة العبرية لإبعاد “حزب الله” إلى شمال نهر الليطاني على بعد نحو 30 كيلومتراً من حدودها الشمالية.

عودة المستوطنين

دعا وزير المالية الإسرائيلي بتسلئيل سموتريتش الأحد إلى عودة المستوطنين اليهود لقطاع غزة بعد انتهاء الحرب، معتبراً أن فلسطينيي القطاع يجب أن “يشجعوا” على الهجرة إلى دول أخرى.

رداً على سؤال حول احتمال إعادة إقامة مستوطنات في قطاع غزة، قال سموتريتش في مقابلة مع الإذاعة العسكرية “من أجل تحقيق الأمن، علينا السيطرة على القطاع ومن أجل السيطرة عليه على المدى الطويل نحن في حاجة إلى وجود مدني”.

وأجلت إسرائيل في عام 2005 جيشها ونحو 8 آلاف مستوطن من قطاع غزة التي كانت تسيطر عليه منذ عام 1967 في إطار خطة الانسحاب أحادية الجانب التي قدمها رئيس الوزراء حينذاك أرييل شارون.

واعتبر سموتريتش الذي يترأس حزب “الصهيونية الدينية” المنضوي في التحالف الحكومي الحاكم، أن إسرائيل يجب أن “تشجع” فلسطينيي غزة البالغ عددهم 2.4 مليون تقريباً على مغادرة القطاع.

وأضاف “في حال تحركنا بطريقة صحيحة استراتيجياً وشجعنا الهجرة، وفي حال كان هناك 100 ألف أو 200 ألف عربي في غزة وليس مليونين، سيكون خطاب اليوم التالي (للحرب) مختلفاً تماماً”.

وتابع “سنساعد في إعادة هؤلاء اللاجئين إلى حياة طبيعية في دول أخرى بطريقة مناسبة وإنسانية بالتعاون مع المجتمع الدولي ودول عربية مجاورة”.

ونفى سموتريش وجود الشعب الفلسطيني خلال زيارة خاصة إلى باريس في شهر مارس، قائلاً إن “لا فلسطينيين لأن لا شعب فلسطينياً”.

المصدر: اندبندنت عربية