علييف يؤكّد في عاصمة ناغورني قره باغ أنه حقّق “حلمًا أذربيجانيًا” باستعادة الإقليم

أكّد الرئيس الأذربيجاني إلهام علييف خلال رفعه علم بلده في عاصمة ناغورني قره باغ الأحد أنه حقق “حلمًا أذربيجانيًا” قديمًا باستعادة الإقليم من الانفصاليين الأرمن.

ونشر المكتب الرئاسي صورًا ظهر فيها علييف ببزة عسكرية وهو يزور أماكن وبلدات عدة في ناغورني قره باغ، فيما ظهر في صور أخرى راكعًا يقبّل العلم الأذربيجاني قبل رفعه.

وقال المكتب في بيان إن علييف رفع “العلم الوطني لجمهورية أذربيجان في مدينة خانكيندي وألقى خطابًا”.

وأطلقت أذربيجان اسم خانكيندي على عاصمة الإقليم، فيما تسمّيها أرمينيا ستيباناكيرت مذ سيطر عليها الانفصاليون الأرمن في تسعينيات القرن المنصرم.

هذه الزيارة هي الأولى للرئيس الأذربيجاني إلى المدينة منذ سقوطها في أيادي الانفصاليين الأرمن.

وقال علييف “حققنا ما أردناه. حققنا الحلم الذي راود الشعب الأذربيجاني طيلة عقود”.

وأشار إلى أن بلده “انتظر 20 عامًا” قبل أن تتمكن أذربيجان من بسط حكمها على ناغورني قره باغ.

وأضاف “سيبقى هذا النصر محفورًا في تاريخنا إلى الأبد”.

حققت باكو انتصارًا خاطفًا في أيلول/سبتمبر على الانفصاليين الأرمن في عملية انتهت بأقلّ من 24 ساعة في ناغورني قره باغ. وأعلن الانفصاليون الأرمن عقب هزيمتهم حلّ الجمهورية المعلنة من طرف واحد.

وفرّ معظم الأرمن الذين يقدر عددهم بنحو 120 ألفًا والذين كانوا يعيشون في الإقليم، عبر الحدود إلى أرمينيا.

وحصل هذا الفرار الجماعي للغالبية العظمى من سكّان الإقليم خشية تعرّض هذه الأقليّة الأرمنية لأعمال انتقامية على أيدي الأذربيجانيين.
“حماية الأديرة”

وصادفت رحلة علييف الذكرى العشرين لتولّيه رئاسة أذربيجان عام 2003 خلفًا لوالده حيدر علييف. وتعهّد طوال فترة حكمه الاستبدادي بإعادة ناغورني قره باغ إلى السيطرة الأذربيجانية.

وقال الأحد في المدينة التي بدت مقفرة في صور نُشرت بعد العملية الأذربيجانية “قبل 20 عامًا، عندما تولّيت مهامي الرسمية كرئيس، حدّدت لنفسي هدفًا أساسيًا (…) هو أن يرفرف العلم الأذربيجاني فوق كلّ الأراضي والبلدات والقرى التي كانت يومًا ما تحت الاحتلال”.

وتزامنت زيارة علييف مع دعوة البابا فرنسيس الأحد إلى حماية الأديرة والكنائس الأرمينية المسيحية القديمة في ناغورني قره باغ.

وقال البابا فرنسيس بعد صلاة التبشير الملائكي في ساحة القديس بطرس في روما “بعيدًا عن الوضع الإنساني الخطير للنازحين، أودّ أن أطالب بحماية الأديرة ودور العبادة في المنطقة”.

ودعا السلطات الجديدة في المنطقة “وجميع السكان” إلى احترام أماكن الصلاة “تعبيرًا عن الإيمان ودليلًا على الأخوّة التي تسمح لنا بالعيش معًا رغم اختلافاتنا”.

واتهمت أرمينيا أذربيجان بتنفيذ “تطهير عرقي” في ناغورني قره باغ، لكن باكو نفت هذه الاتهامات.

وجاءت زيارة علييف بعد لقائه نظيره الروسي فلاديمير بوتين في قرغيزستان في إطار اجتماع لقادة جمهوريات سوفياتية سابقة لم يحضره رئيس الوزراء الأرميني نيكول باشينيان.

رغم أن علييف لم يشارك في وقت سابق هذا الشهر في قمة أوروبية في غرناطة كان من المقرر أن يجري خلالها محادثات مع باشينيان، قال مكتب علييف إنه يعتزم السفر إلى بروكسل لإجراء محادثات مع رئيس الوزراء الأرميني.

وشكّل إقليم ناغورني قره باغ محور نزاع مديد. وخاضت الجمهوريتان السوفيتيان السابقتان أذربيجان وأرمينيا حربين بشأنه، إحداهما بين 1988 و1994 راح ضحيتها 30 ألف قتيل، والثانية في 2020 انتهت بهزيمة يريفان.

المصدر: فرانس 24