فشل الحل السياسي في اليمن

بقلم/ محمد المياس

يدخل اليمن عامه السادس مع الحرب في مرحلة شديدة التعقيد، في ظل وجود مؤشرات تؤكد استحالة الوصول إلى حل سياسي بين طرفي الصراع، عبر مفاوضات السلام المنشودة أمميا؛ الأمر الذي يضع الحكومة الشرعية أمام خيار الحسم العسكري، بعد أن فشلت كافة الجهود الأممية، التي لم تفلح في إخراج اليمن من دائرة الحرب، والدمار طيلة الخمس السنوات الماضية.

لم تكن مليشيا الحوثي خلال السنوات الماضية تشكل هذا الخطر الذي بات اليوم يهدد أمن المنطقة العربية، بعد استغلالها لفترة المفاوضات، والمشاورات في بناء، وتشكيل قواتها، واستقبال الأسلحة، والصواريخ الإيرانية المتطورة بصورة واضحة تشير إلى عدم جديتها في السعي لحل سياسي، وهذا ما أكدته وزارة الخارجية الأميركية، مساء الثلاثاء الماضي بقولها أن إيران تواصل إرسال أسلحة متقدمة بما فيها أجزاء صواريخ، وطائرات مسيرة إلى الحوثيين في اليمن.

هل تدركون أين المشكلة ؟

المشكلة في أن قرار هذه المليشيات ليس بيدها؛ هي مجرد أداة إيرانية، وحقيقة إيران في أنها لاتبحث عن السلام في اليمن .

ومشكلة الحكومة الشرعية في كونها لا تشعر بحجم الخطر الذي يهدد البلاد بل يهدد المنطقة، ولا تدرك حجم الكارثة التي ستحدث مستقبلا في حال استمرت هذه المليشيات في بناء قوتها؛ بينما هي لاتزال تراهن على الحل السياسي .

ولكي يكون الأمر أكثر وضوحا علينا أن نتساءل عن الهجمات، والضربات المتكررة، التي قامت بها المليشيات الحوثية منذ توقيعها على اتفاقية السويد، مع الحكومة الشرعية، في ديسمبر 2018 حتى اليوم؛ ابتداء من حشدها للمئات من العناصر المدججة بالأسلحة، والعتاد، واستحداثها لمواقع عسكرية جديدة، وحفرها للخنادق، والأنفاق، واستحداثها لمواقع عسكرية جديدة في مدينة التحيتا بمحافظة الحديدة؛ مرورا بقصفها للمنشآت النفطية السعودية، في انتهاك صارخ للقانون الدولي؛ فضلا عن عملياتها العسكرية المتكررة، والمعلنة في مختلف الجبهات، وكان آخرها ما تسمى بـ عملية ” البنيان المرصوص “، والتي ماتزال نارها مشتعلة في جبهتي مارب، والجوف حتى الآن .

أليست كل هذه الخروقات، والهجمات التي تعبر عن مدى تعنت، وتهرب المليشيات الإنقلابية من الحل السياسي بـاسلوب “هزلي”، واستخفاف بالعقول، وسخرية من الأمم المتحدة، والحكومة الشرعية، والتحالف العربي كفيلة بأن تجعل من الحكومة، مسنودة بالتحالف أن يتخذا قرار الحسم العسكري، وإعلان معركة التحرير، وتطهير اليمن من المليشيات الإيرانية، التي باتت تهدد أمن، واستقرار المنطقة !؟

(المقال يمثل رأي صاحبه وليس بالضرورة رأي الموقع)