في هذه الأيام المباركة – لنتذكر ضحايا الحروب من حولنا.. بقلم/عادل عبد الحميد

بقلم/عادل عبد الحميد

مع اقتراب نهاية شهر رمضان ، وبينما يحتفل غالبيتنا بإتمام هذا الشهر المبارك واستقبال العيد وجميع المناسبات السعيدة التي تصحبه، دعونا لا ننسى أولئك الذين لا يستطيعون الاحتفال ولكن بالعكس يحزنون على فقدان أحبتهم يوميا بسبب الحروب الدامية من حولنا.

أحد الأسباب الرئيسية التي نصوم من أجلها هو الشعور بما يمر به أولئك الذين ليس لديهم خيار سوى الصيام كل يوم في حياتهم بسبب نقص الأطعمة وسوء الظروف المعيشية. كثير من هؤلاء الناس يريدون أن يعيشوا حياة مثلي ومثلك؛ أن يكونوا قادرين على الذهاب إلى العمل ، والعودة إلى المنزل إلى سقف فوق رؤوسهم، والتجمع حول طاولة وتناول وجبات الطعام كعائلة واحدة، لكن للأسف لا يتمتعون بتلك الرفاهية.

يتحمل العديد من هؤلاء الأشخاص مثل هذه الظروف المعيشية بسبب الحرب التي يعيشونها. ليس المقصود من الحروب أن تكون لطيقة، أو لجلب الفرح والاحتفال، هم مجرد تدمير كلي. هل سمعت عن أي دولة في العالم مرت بحرب ما وخرجت منها دون خسائر في الأرواح والممتلكات؟

يجب أن نرفع أصواتنا!

تسفر الحروب عن ضحايا كثيرين، معظمهم من النساء والأطفال وكبار السن الغير قادرين على القتال. حتى أولئك الذين لديهم القدرة على الرد يجدون أنفسهم في كثير من الأحيان ليسوا بمستوى القوى العظمى. هذا صحيح في أي مكان. في بلد عربي أم لا. كلنا نعاني من فقدان الأحباء بنفس الطريقة ونشارك الشعور. في رأيي ، الحروب غير ضرورية. يجب أن نتحدث ضد أي حرب. يجب أن نتحدث ضد جرائم الحرب. يجب أن نرفع أصواتنا من أجل نشر السلام وإنقاذ الأرواح.

لقد عانى العالم العربي الكثير …

لقد شهدت منطقة الشرق الأوسط حروباً وأزمات مديدة وعديدة منذ عدة عقود، بعضها حروب دارت بين دول عربية ودول غير عربية كالحروب العربية المتتالية ضد إسرائيل والحرب العربية الإيرانية الطويلة التي استمرت ثماني سنوات، لكن بعض هذه الحروب والأزمات قد وقعت بين دول عربية كاحتلال العراق للكويت الذي أدى إلى حرب تحرير الكويت وغزو العراق

آخر الحروب..

لا يخفى على أحد غزو روسيا لأوكرانيا، وبغض النظر عما إذا كانت الدولة مسلمة أم لا، أم إذا كان الضحايا مسلمين أم لا ، فإن ديننا يعلمنا أن قتل أي شخص، بغض النظر عن ديانته، حرام. نشاهد النساء والأطفال يقتلون ويسحبون من تحت الأنقاض ، وإذا لم يحرك ذلك مشاعرك أو دموعك، لا أدري ماذا سيؤثر فيك!

التداعيات

بعد مضي أكثر من شهرين على بدء الحرب في أوكرانيا، من المتوقع أن تتفاقم حدة سوء التغذية لدى الأطفال في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا. يؤدي تعطل وصول الواردات بسبب النزاع إلى نقص المواد الغذائية وسط ارتفاع أسعار السلع الأساسية، بما في ذلك القمح وزيوت الطعام والوقود. إذا استمر هذا الوضع، فإنه سيؤثر بشكل كبير على الأطفال، خاصة في مصر ولبنان وليبيا والسودان وسوريا واليمن؛ والتي يعتبر بعضها مراكز جوع وفقًا لتقييمات أجريت قبل أزمة أوكرانيا، حيث كانت تلك الدول تعاني أصلاً من النزاعات أو الأزمات الاقتصادية أو الزيادة الحادة في أسعار الأغذية العالمية في عام 2021

المعاناة:

إن معدلات نقص التغذية أعلى في دول المنطقة الأكثر تضررًا من الحرب في أوكرانيا.
في اليمن، 45 في المائة من الأطفال يعانون من التقزم، وأكثر من 86 في المائة يعانون من فقر الدم.
في السودان، يعاني 13.6 في المائة من الأطفال من الهزال، و36.4 في المائة من التقزم ويعاني نصفهم تقريباً من فقر الدم.
في لبنان، 94 في المائة من الأطفال الصغار لا يتلقون التغذية التي يحتاجونها، بينما يعاني أكثر من 40 في المائة من النساء والأطفال دون سن الخمس سنوات من فقر الدم.
في سوريا، يحصل طفل واحد فقط من بين كل أربعة أطفال على التغذية التي يحتاجها. في عام 2021 وحده، بلغ متوسط سعر سلّة الغذاء الضعف تقريبًا.

وتعاني العديد من الدول من سوء التغذية بين الأطفال أصلاً، لا سيما بسبب النزاعات المسلحة المستمرة والأزمات الإنسانية، كما ويتلقى 36 في المائة فقط من صغار الأطفال في المنطقة التغذية التي يحتاجونها للنمو بطريقة صحية. أيضا تعتبر المنطقة موطنًا لمعدلات عالية من النقص في التغذية ونقص المغذيات الدقيقة حيث يعاني ما معدَّلهُ واحد من كل خمسة أطفال تقريبًا من التقزم، بينما يبلغ متوسط معدل الهُزال نسبة 7 في المائة.

في النهاية…

لنأخذ بعض الوقت لإحياء ذكرى كل من فقدوا بالحروب في كل مكان. لا يوجد مبرر لأي حرب. لا يوجد مبرر لأي مقتول. لا يوجد مبرر لأي نازح. لا يوجد مبرر لأي مبنى مدمر. لا يوجد مبرر لأي معاناة!

دعونا نرفع أصواتنا. دعونا نوقف الشر. دعونا ننشر السلام.

دعونا جميعا نقول…
لا للحروب
كفى بالحروب،
اوقفو الحرب.

المصدر: وكالات