قلق أممي من معارك ميانمار وبكين تتحدث عن ضحايا صينيين

قالت بكين اليوم الثلاثاء إن ضحايا صينيين سقطوا بعد أن سيطرت مجموعات إثنية مسلحة تحارب المجموعة العسكرية الحاكمة في ميانمار، على مواقع عسكرية في شمال البلاد على الحدود مع الصين.

ولم يؤكد المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية وانغ وين ما إذا كان الضحايا قتلى أو جرحى، كما لم يحدد مكان وقوع الحادثة.

وكانت وسائل إعلام محلية في ميانمار أفادت السبت الماضي بمقتل صيني وإصابة اثنين آخرين بجروح في قصف للجيش على بلدة لايزا، مركز المجموعة الإثنية المسلحة “جيش تحرير كاشين”.

وذكرت التقارير أن قذيفة سقطت على الجانب الصيني من الحدود، وفق وكالة الصحافة الفرنسية.

وقال وانغ الثلاثاء إن الصين “تعبر عن استيائها الشديد إزاء تصعيد النزاع المسلح والخسائر البشرية التي لحقت بأفراد صينيين”، موضحاً أن بلاده “قدمت احتجاجاً رسمياً لدى الأطراف المعنية” و”تراقب من كثب وضع النزاع في شمال ميانمار”.

وأضاف “مرة أخرى تطالب الصين بأن توقف جميع الأطراف المنخرطة في النزاع في ميانمار إطلاق النار فوراً”.

وينبغي عليهم “اتخاذ تدابير عقلانية لمنع تكرار وقوع أي أحداث من شأنها أن تعرض للخطر حياة وممتلكات الناس في المناطق الحدودية الصينية”.

وذكر أن الصين “ستتخذ الإجراءات الضرورية لضمان حياة وممتلكات مواطنيها”.

سلامة الأرواح والممتلكات

وكان الدبلوماسي الصيني الكبير نونغ رونغ قد زار هذا البلد من الجمعة إلى الأحد والتقى مسؤولي المجموعة العسكرية وحض ميانمار على “التعاون” في إرساء الاستقرار على حدودهما المشتركة.

كما حض قادة المجموعة العسكرية على “ضمان سلامة أرواح وممتلكات أهالي المنطقة الحدودية الصينية، واتخاذ التدابير الفعالة لتعزيز أمن الأفراد الصينيين والمعاهد والمشاريع في ميانمار”، على ما قالت وزارة الخارجية الصينية.

منذ إطلاقه هجوماً مشتركاً الأسبوع الماضي، استولى تحالف يضم ثلاث مجموعات إثنية مسلحة هي “التحرير الوطني” في تاونغ و”جيش أراكان” و”جيش التحالف الديمقراطي الوطني” في ميانمار، على عشرات القواعد العسكرية في إقليم شان (شمال).

وتمر في تلك المنطقة أنابيب تنقل النفط والغاز إلى الصين، وسيقام فيها مشروع للسكك الحديد بقيمة مليار دولار في إطار مبادرة حزام وطريق الصينية للبنى التحتية.

وكانت المجموعات الإثنية المسلحة قد أعلنت في وقت سابق إنها لن تسمح باستهداف مشاريع مدعومة من الصين.

ويحارب مقاتلو “جيش التحرير الوطني في تاونغ” قوات المجموعة العسكرية الحاكمة للسيطرة على بلدة نامخام اليوم الثلاثاء، بحسب ما قال متحدث باسم المجموعة الإثنية لوكالة الصحافة الفرنسية من دون تقديم أي تفاصيل في شأن وقوع خسائر بشرية.

وفي بلدة ميوز التي تمثل مركزاً تجارياً على بعد نحو 25 كيلومتراً عن نامخام، انقطعت اتصالات الهاتف والإنترنت على نطاق واسع، بحسب ما قال أحد الأهالي طالباً عدم الكشف عن اسمه لأسباب أمنية. وقال المصدر إن “التجارة عبر الحدود متوقفة بشكل كامل”.

أضاف “فقدنا الاتصال بنامخام منذ فترة طويلة. اندلعت معارك في بلدات أخرى قرب بلدتنا ميوز… لا نعرف متى يأتي دورنا. الناس يعيشون في خوف”.

قلق أممي

أعربت الأمم المتحدة أمس الإثنين عن قلقها إزاء “المعارك العنيفة” الدائرة في شمال ميانمار بين الجيش وتحالف مجموعات إثنية مسلحة، مؤكدة أن هذا القتال أوقع “خسائر في صفوف المدنيين” وأدى لنزوح أكثر من 30 ألف شخص.

وقال المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة، ستيفان دوجاريك، “نحن قلقون في شأن المعارك العنيفة، بخاصة في ولاية شان في شمال البلاد، حيث تفيد تقارير عن قصف مدفعي وغارات جوية أدت إلى سقوط ضحايا مدنيين”، من دون مزيد من التفاصيل.

وأوضح المتحدث الأممي أن القتال الدائر أدى أيضاً إلى تهجير “عشرات آلاف الأشخاص” عن ديارهم، غالبيتهم نزحوا داخل البلاد بينما لجأ مئات منهم إلى الخارج.

وأضاف دوجاريك “وفقاً لزملائنا في المجال الإنساني، فمنذ 26 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، نزح ما يقرب من 33 ألف رجل وامرأة وطفل، مما يزيد من الحاجات الإنسانية”.

ونوه المتحدث إلى أن الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش “يؤكد مجدداً على ضرورة حماية المدنيين” ويطالب بالسماح بوصول المساعدات الإنسانية إلى محتاجيها من “دون عوائق”.

وشكل جيش التحرير الوطني في تاونغ وجيش أراكان وجيش التحالف الديمقراطي الوطني تحالفاً حشد 15 ألف رجل في الأقل، بحسب محللين. وأعلن هذا التحالف أنه سيطر على العشرات من نقاط التفتيش العسكرية وأربع مدن وقطع طرقاً تجارية مهمة مع الصين.

وتقاتل هذه المجموعات السلطة المركزية منذ عقود من أجل السيطرة على الموارد الطبيعية والحصول على الحكم الذاتي لإقليم شان. والصين هي واحدة من آخر الدول التي حافظت على علاقات مع المجموعة العسكرية المعزولة على الساحة الدولية في ميانمار وتزودها بكين بالأسلحة.

وحافظت الصين على علاقات مع بعض المجموعات الإثنية المسلحة في المنطقة الحدودية البورمية حيث تعيش مجموعات إثنية صينية.

المصدر: اندبندنت عربية