قوافل المساعدات لم تدخل إلى غزة عبر معبر رفح ودعوة أممية لرفع الشروط

بينما كان من المرتقب، اليوم الجمعة، دخول قوافل المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة من مصر عبر معبر رفح، وسط استمرار القصف الإسرائيلي على القطاع، لا تزال الشاحنات تنتظر عند الجانب المصري من المعبر، في حين دعت الأمم المتحدة إلى تخفيف القيود بشأن مرور الشاحنات، مشيرة إلى أنها تتواصل مع الأطراف المعنية.

وقال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس إنّ شاحنات المساعدات بحاجة إلى دخول غزة في أسرع وقت ممكن، مشدداً على ضرورة إجراء عمليات التحقق من المساعدات بطريقة عملية وسريعة، في وقت يتواصل تكدّس قوافل المساعدات بانتظار عبور معبر رفح.

وأضاف غوتيريس، في كلمة ألقاها أمام البوابة المصرية لمعبر رفح: “نتعاون مع جميع الأطراف للتأكد من رفع شروط توصيل المساعدات”، مؤكداً أنّ وكالة أونروا هي التي ستتولّى عملية توزيع المساعدات في قطاع غزة.

وفيما قال غوتيريس إنّ الأمم المتحدة تعمل على ضمان “إرسال المساعدات ليس لمرة واحدة إلى داخل قطاع غزة”، دعا إلى وقف إطلاق النار غير المشروط لإدخال المساعدات.

ووافقت إسرائيل على دخول المساعدات بطلب أميركي. إلا أنّ منسق الشؤون الإنسانية للأمم المتحدة مارتن غريفيث قال صباحاً إنّ “أول شحنة يفترض أن تبدأ بالدخول اعتباراً من يوم غد (السبت) على أقرب تقدير”، وفق ما أوردته “فرانس برس”.

وقال مكتب الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية، اليوم الجمعة، إنه يجري محادثات متقدمة مع جميع الأطراف المعنية بالصراع بين إسرائيل وحركة حماس لضمان بدء إدخال المساعدات إلى غزة “قريباً”.

وقال ينس لاركيه، المتحدث باسم المكتب، بحسب ما أوردته وكالة رويترز: “نجري مفاوضات مستفيضة ومتقدمة مع جميع الأطراف المعنية لضمان بدء عملية المساعدات في غزة في أسرع وقت ممكن، وفي ظل الظروف المناسبة.. لقد شجعتنا التقارير التي تفيد بأن الأطراف المختلفة تقترب من التوصل إلى اتفاق بشأن الأساليب، وأن تسليم أول (مساعدات) من المقرر أن يبدأ بعد غد أو نحو ذلك”.

إلى ذلك، قالت الخارجية المصرية في بيان عبر منصة “إكس”، إن معبر رفح مفتوح وإن إسرائيل ترفض دخول المساعدات إلى قطاع غزة، مشيرة إلى أن مصر ليست المسؤولة أيضًا عن إعاقة خروج الرعايا الأجانب.

وأضافت: “مسلسل استهداف مصر في الإعلام الغربي واضح منذ بداية الأزمة.. الترويج لسيناريو التهجير وتحميلها مسؤولية غلق المعبر رغم أن إسرائيل استهدفته 4 مرات وترفض دخول المساعدات، واليوم يتم تحميلها مسؤولية إعاقة خروج رعايا الدول الثالثة.. المعبر مفتوح ومصر ليست مسؤولة عن عرقلة خروجهم”.

وفي وقت سابق اليوم الجمعة، نقلت قناة “كان 11” التابعة لهيئة البث الإسرائيلي، عن مسؤولين لم تسمّهم، قولهم إنه ليس مؤكداً دخول شاحنات المساعدات الإنسانية من مصر إلى قطاع غزة، عبر معبر رفح، كما كان مخططاً له، فيما قالت مصادر لشبكة “سي أن أن” الأميركية إنه من المحتمل دخولها يوم غد السبت.

وتهدد إسرائيل، بناء على اتفاقها مع الولايات المتحدة، بعدم إدخال أي مساعدات إضافية في حال سيطرت حركة حماس على الشاحنات. واشترطت إسرائيل التي تفرض حصاراً على غزة منذ أكثر من 16 عاماً التأكد من عدم ذهاب المساعدات الى حركة حماس، وأن تصل إلى “المدنيين” فقط “في جنوب غزة” الذي طلب جيش الاحتلال من سكان القطاع الانتقال إليه.

وأشارت القناة إلى أنه على الرغم من وجود اتفاق مبدئي لدخول المساعدات الإنسانية، بناء على طلب الولايات المتحدة من إسرائيل، فإنه لا تزال هناك نقاط خلافية، حول نوعية المواد التي ستدخل إلى القطاع، وإن كانت هذه العملية ستكون مستمرة أم لمرة واحدة.

واتفقت إسرائيل والولايات المتحدة على مراقبة الشاحنات للتأكد من وصولها إلى “الجهات الصحيحة”.

يأتي ذلك فيما نقلت شبكة “سي أن أن” الأميركية عن مصادر قولها إنه من غير المتوقع فتح معبر رفح البري اليوم الجمعة أمام أول قافلة مساعدات، مشيرة إلى أنه من المحتمل عبورها يوم غد السبت.

وقال مصدر مطلع على المناقشات “لن أراهن على مرور الشاحنات (الجمعة)”، واصفاً الوضع بأنه “متقلب”، فيما قال مسؤولون أميركيون إنّ الوضع لا يزال “مائعاً”، مشيرين إلى أنّ هناك حاجة إلى إصلاحات للطرق على الجانب المصري من المعبر، وهناك مخاوف بشأن التأكد من استدامة عمليات التسليم، وأنها ليست لمرة واحدة.

من جهتها، نقلت وكالة فرانس برس، عن مصدر أمني مصري، اليوم الجمعة، قوله إنّ مصر أزالت كتلاً خرسانية أقيمت في الجانب المصري بعد قصف إسرائيلي على الحدود مع قطاع غزة، في ما قد تكون إشارة إلى مرور قريب للمساعدات الإنسانية.

وقال شهود عيان للوكالة إنّ مصر تواصل إصلاح الطرق التي تعرّضت للقصف والمؤدية إلى المعبر، مشيرين إلى أنّ “آليات ومعدات مصرية دخلت الجمعة للقيام بذلك”.

وكان البيت الأبيض قد أكد، أول أمس الأربعاء، الاتفاق على دخول ما يصل إلى 20 شاحنة عبر المعبر، مع التطلع إلى إدخال مزيد من الشاحنات لاحقاً، فيما ما زالت أكثر من 100 شاحنة تنتظر قرب المعبر على الجانب المصري حتى الآن.

وتقول الأمم المتحدة إنّ معظم سكان غزة، وعددهم 2.3 مليون، كانوا يعتمدون على المساعدات قبل بدء العدوان في السابع من أكتوبر/ تشرين الأول، وكانت تعبر نحو 100 شاحنة مساعدات إنسانية للقطاع يومياً.

المصدر: العربي الجديد