لبنان يتسلّم الملاحظات الإسرائيلية على اتفاق الترسيم خلال ساعات… والوساطة الأميركية مستمرة

ينتظر لبنان اليوم تسلمه الملاحظات التي وضعتها إسرائيل على اتفاق ترسيم الحدود ليُبنى على الشيء مقتضاه، وذلك بعد المواقف الإسرائيلية التي أشارت إلى رفض مسؤولين في تل أبيب التعديلات التي اقترحها لبنان.
وقالت مصادر وزارية لـ«الشرق الأوسط»: «هناك تواصل بين الوسيط الأميركي آموس هوكستاين ونائب رئيس البرلمان إلياس بو صعب للاطلاع على الملاحظات التي وضعها الإسرائيليون التي يمكن القول إنها تقنية قانونية أكثر منها خلافات جذرية، وما يمكن العمل عليه ضمن الوساطة الأميركية التي لم تنته لا سيما أن دور الوسيط يكمن عندما يكون هناك تباين بين الطرفين»، مضيفة: «نحن بانتظار تسلم الملاحظات خلال الساعات المقبلة».
وكان رئيس البرلمان اللبناني نبيه بري قد قال لـ«الشرق الأوسط» إن «لبنان لا يتعاطى مع التسريبات الإعلامية، بل مع وقائع يفترض أن ينقلها الموفد الأميركي الذي نحصر اتصالاتنا به».
واعتبر بري أن «الملاحظات اللبنانية بسيطة، وقد نوقشت مع الموفد الأميركي وقبل إرسالها رسمياً»، مشيراً إلى أن ما يحصل الآن هو «مناوشات إسرائيلية انتخابية داخلية لا تعنينا». وختم بالقول إن لبنان ينتظر رداً رسمياً من هوكستاين «ليُبنى على الشيء مقتضاه».
في المقابل، كان مسؤول إسرائيلي كبير قد قال لوكالة الصحافة الفرنسية إن «إسرائيل تلقت الرد اللبناني على اقتراح الوسطاء ورئيس الوزراء يائير لبيد اطلع على تفاصيل التغييرات الجوهرية التي يسعى لبنان إلى إجرائها وأصدر تعليماته إلى فريق التفاوض برفضها».
وهذا الأمر أدى إلى إرباك في لبنان حيث كان التفاؤل قد وصل إلى حد توقع المسؤولين توقيع الاتفاق خلال الأيام المقبلة، وهو ما أعلنه بو صعب مؤكداً كذلك أن الاتفاق «أبرم بنسبة 90 في المائة لكن العشرة في المائة المتبقية هي الحاسمة».
وأمس، قال رئيس الجمهورية ميشال عون، إن الملاحظات التي وضعها الجانب اللبناني على العرض الذي قدمه الوسيط الأميركي تضمن حقوق لبنان في التنقيب عن النفط والغاز في الحقول المحددة في المنطقة الاقتصادية الخالصة كما أن هذه الملاحظات تمنع أي تفسيرات لا تنطبق على الإطار الذي حدده لبنان لعملية الترسيم وخلال المفاوضات التي استمرت أشهراً.
وكان لبنان قد سلم الوسيط الأميركي يوم الثلاثاء الماضي، ملاحظاته على العرض الخطي الذي تسلمه المسؤولون الأسبوع الماضي، بعدما أجمعوا على التفاؤل بإمكانية توقيع الاتفاق خلال أيام قليلة.
وفي وقت تتجه فيه الأنظار إلى ما ستحمله الساعات المقبلة من مستجدات على صعيد هذا الملف، أكد مسؤول أميركي المضي قدماً في وساطة بلاده، بحسب ما نقلت عنه «وكالة رويترز». وقال: «لبنان وإسرائيل في مرحلة حاسمة في مفاوضات ترسيم الحدود البحرية المشتركة بينهما»، مشيراً إلى أن «الفجوات تقلصت»، مؤكداً في الوقت عينه: «ما زلنا ملتزمين بالتوصل إلى حل ونعتقد أن من الممكن الوصول إلى تسوية دائمة».

المصدر: الشرق الأوسط