لماذا تتنصل موسكو من وجود «فاغنر» في بوركينا فاسو؟

في وقت تتهم قوى غربية بوركينا فاسو بـ«الاستعانة بـ(قوات فاغنر)»، تنفي واغادوغو ذلك «على الرغم من إقرارها بالتقارب مع موسكو»، التي نفت رسمياً ذلك، وعدّتها «مزاعم غربية».

وقال نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف، في تصريحات لوسائل إعلام روسية (الخميس)، إنه «فيما يتعلق بالإشاعات حول الوجود المفترض لمدربين من شركة مسلحة روسية خاصة في بوركينا فاسو، فهي لا أساس لها من الصحة». ووصف بوغدانوف الأمر بأنها «تكهنات لوسائل الإعلام»، بشأن المساعدة العسكرية الروسية المفترضة للبلاد».

وفي وقت سابق، نفى قائد المجلس العسكري الحاكم في بوركينا فاسو، إبراهيم تراوري، انتشار «مجموعة فاغنر الروسية» في البلاد، كما نفى «قطع العلاقات الدبلوماسية مع فرنسا». ورغم تعزيز المجلس العسكري علاقاته مع موسكو، قال تراوري: «نسمع مراراً أن (فاغنر) باتت في واغادوغو… (هذه الشائعة) خُلقت لكي ينأى الجميع بأنفسهم عنّا».

وأعلنت بوركينا فاسو الأسبوع الماضي انتهاء عمليات القوات الفرنسية على أراضيها، وأتى ذلك بعد عشرة أشهر من خروجها من مالي المجاورة. ويأتي الانسحاب الفرنسي من كلا البلدين، في الوقت الذي عزز فيه قادة هذه الدول علاقاتهم مع الكرملين، وسط تقارير عن استخدام روسي «فاغنر» لكسب موطئ قدم له في بلاد أفريقية. وتتهم فرنسا والولايات المتحدة الأميركية، موسكو بتبني «حملات تضليل» ضدها في منطقة الساحل الأفريقي، بقيادة شركات مرتبطة بمؤسس شركة «فاغنر» يفغيني بريغوجين.

وتعقبت مجموعة من الخبراء المفوضين من الأمم المتحدة، خلال الأشهر الماضية، ما قالت إنها «جرائم حرب محتملة» تقف خلفها مجموعة «فاغنر» الروسية بالتعاون مع وحدات من الجيش الحكومي في مالي. ودعا الخبراء إلى فتح تحقيق «مستقل وفوري» في الجرائم المزمعة. والشهر الماضي، قررت واشنطن تشديد عقوباتها المفروضة على «فاغنر»، بعد أن صنفتها وزارة الخزانة الأميركية «منظمة إجرامية كبيرة عابرة للحدود».

وشهدت بوركينا فاسو انقلابين العام الماضي كان الدافع لهما الاستياء داخل المؤسسة العسكرية من إخفاق الحكومة في كبح تمرد جهادي تشهده البلاد منذ 2015، وتضاعفت الهجمات التي تشنها جماعات مرتبطة بتنظيمي «داعش» و«القاعدة» في بوركينا فاسو منذ 2015، وأدت إلى مقتل الآلاف ونزوح مليوني شخص على الأقل.

وقال عطية عيسوي، الخبير في الشؤون الأفريقية، لـ«الشرق الأوسط»، إن «موسكو تحاول من خلال نفي وجود (فاغنر) في بوركينا فاسو إبعاد شبهة دفع السلطات البوركينابية إلى طرد القوات الفرنسية». ورأى عيسوي أن «(فاغنر) منخرطة في عدد من الدول الأفريقية حسب الكثير من التقارير». واعتقد أن «ورود تصريحات مثل تلك على لسان مسؤول رسمي في الخارجية الروسية، يشير ربما إلى أن المجموعة (تعمل بضوء أخضر)، وهو ما ينافي تصريحات رسمية سابقة بأن روسيا ليست لها علاقة بالمجموعة».

المصدر: الشرق الأوسط