مبادرة “الجبهة الثورية” تثير جدلا كبيرا في الشارع السوداني

 

أعلنت الجبهة الثورية الموقعة على اتفاق السلام السوداني والمشاركة في الحكومة الحالية عن مبادرة تشمل إطلاق حوار بين شركاء الفترة الانتقالية المنصوص عليهم في الوثيقة الدستورية الموقعة بين الشقين العسكري والمدني في أغسطس 2019 بهدف التوصل إلى تشكيل حكومة تدير الفترة الانتقالية.

وشددت على التمسك بتنفيذ اتفاق السلام كاملا بما في ذلك مسار شرق السودان الذي تدور حوله خلافات كبيرة بين مكونات المنطقة.

وفي الجانب الآخر، اعتبر مراقبون أن فرص نجاح المبادرة “ضئيلة” للغاية في ظل ارتفاع سقف مطالب الشارع والجدل الدائر حول الشراكة بين المدنيين والعسكريين والموقف من “مسار الشرق” في اتفاق السلام.

ورأى الكاتب الصحفي طه النعمان أن المبادرة في مجملها ضعيفة ولم تضع في الاعتبار كافة المتغيرات الحالية في الشارع السوداني المتمسك بمبدأ عدم التفاوض مع الشق العسكري أو الشراكة معه.

وقال النعمان لموقع “سكاي نيوز عربية” إنه من غير المنطقي التحدث عن الوثيقة الدستورية التي أجهضها الشق العسكري عبر الإجراءات التي اتخذها في الخامس والعشرين من أكتوبر.

وأضاف النعمان أن المسافة بينالجبهة الثورية والشارع أصبحت أكثر تباعدا بعد هذا البيان.

ووفقا لبيان صادر عن الجبهة الأحد، فإن المرحلة التالية من مبادرتها ستشمل إجراء حوار أوسع بين كل القوى السياسية يفضي إلى انتاج مقاربة في الموضوعات التي تختص بنظام الحكم والدستور والانتخابات.

وطالبت الجبهة في بيانها بوقف العنف ضد المتظاهرين السلميين، وإطلاق سراح المعتقلين السياسيين ورفع حالة الطوارئ.

وأبدت ترحيبها بأي تعديلات في الوثيقة الدستورية تسهم في التسوية السياسية الشاملة شريطة أن لا تمس باتفاق السلام.

ورأت الجبهة أن استمرار الشراكة مع المكون العسكري يشكل ضمانة أساسية لاستكمال الفترة الانتقالية وانجاز التحول الديمقراطي.

لكن الوليد علي المتحدث باسم تجمع المهنيين السودانيين، قال لموقع سكاي نيوز عربية إن معظم كيانات الجبهة الثورية ممثلة في مجلس السيادة وفي الحكومة التنفيذية ولم تحرك ساكنا لوقف العنف المتكرر ضد الثوار.

وأشار الوليد إلى أن الوثيقة الدستورية ومفهوم الشراكة أمران تخطاهما الزمن.

وفيما شددت الجبهة الثورية على أهمية الشروع في التنفيذ الفوري لاتفاق مسار الشرق الوارد في اتفاق السلام الموقع بجوبا في أكتوبر 2020؛ قال مقرر المجلس الأعلى لتنسيقيات نظارات البجا عبد الله أوبشار لموقع سكاي نيوز عربية أن بيان الجبهة الثورية بشأن التمسك باتفاقية جوبا كاملة لا يعنيهم في شئ، لأن أعضاء من الجبهة الثورية وأبرزهم عضو مجلس السيادة الطاهر حجر عضو في لجنة الوساطة التي جمدت مسار الشرق.

وتوعد أوبار باللجوء إلى الوسائل السلمية المعروفة لدى نظارات البجا حال إصرار الجبهة الثورية على مسار الشرق في اتفاق السلام، مشيرا إلى أن الجبهة الثورية تعاني من تصدعات وانشقاقات.

المصدر: سكاي نيوز عربية