مرض أطفال مرتبط بـ«كوفيد ـ 19» يحيّر العلماء

يحيّر مرض يصيب الأطفال، ويعتقد أنه مرتبط بفيروس «كوفيد – 19»، العلماء عبر العالم، وانضمّت منظمة الصحة العالمية مساء الجمعة إلى كل من نيويورك ولندن وباريس في دق ناقوس الخطر حول هذه الظاهرة بعد تسجيل وفيات محدودة في دول عبر العالم.

وأعلن مدير عام منظمة الصحة العالمية، تيدروس أدانوم غبريسوس، أن «أولى الفرضيات تشير إلى أن هذه الظاهرة قد تكون مرتبطة بكوفيد – 19»، داعيا «كافة أطباء العالم إلى العمل للإلمام بشكل أفضل بهذا المرض الذي يصيب الأطفال». من جهته، رأى المركز الأوروبي لمراقبة الأمراض والوقاية منها في تقرير نشر الجمعة أنه «لم يتم بعد التأكد من صلة هذا المرض بالتهاب بكوفيد – 19. لكن يبدو أن الأمر ممكن»، كما نقلت وكالة الصحافة الفرنسية. وقال إن هذا المرض الجديد الذي يصيب الأطفال «بالتهاب يطال كل الأعضاء قد يكون وقتياً، ومرتبطا بفيروس كورونا المستجد».

ويدعم فرضية وجود صلة بكون هذه الحالات ظهرت خلال تفشي وباء «كوفيد – 19»، وبأن جميع المرضى ثبتت إصابتهم بالفيروس حاليا أو سابقا. ومساء الخميس، كتبت هيئة الصحة العامة الفرنسية أن «هذه النتائج تدعم وجود رابط بين إصابة بكوفيد – 19 وهذه الالتهابات». وترى أن هذه الظاهرة لدى الأطفال المرضى تسجل «خلال فترة زمنية معدلها أربعة أسابيع بعد الإصابة بفيروس كورونا المستجد».

ويقدم العلماء فرضية رد الفعل القوي لجهاز المناعة لدى هؤلاء الأطفال بعد أسابيع من إصابتهم بـ«كورونا». وصرح طبيب الأطفال سونيل سود من المركز الطبي للأطفال في نيويورك لوكالة الصحافة الفرنسية: «أصيبوا بالفيروس وحاربه جسمهم. والآن ظهر رد فعل قوي ومتأخر من جهاز المناعة».

ويثير هذا المرض الجديد حيرة السلطات الصحية في العالم، خصوصا أن الأطفال نادرا ما يصابون بأشكال خطيرة من كوفيد – 19. وفق البيانات المتاحة. وأفاد المركز الأوروبي لمراقبة الأمراض والوقاية منها أنه «تم تسجيل نحو 230 حالة مشتبهاً بها في أوروبا وبريطانيا»، مشددا على أن هذا المرض «نادر». وأضاف أن هذه الحالات الأوروبية أدت إلى «وفاتين إحداهما في بريطانيا، والثانية في فرنسا». والوفاة التي أعلنتها فرنسا الجمعة حدثت السبت الماضي. وتوفي طفل في التاسعة في مرسيليا في الثامن من مايو (أيار) «نتيجة تلف عصبي مرتبط بالسكتة القلبية»، وفق ما قال رئيس قسم إنعاش الأطفال في مستشفى تيمون البروفسور فابريس ميشال. وبيّن التحليل أنه كان مصابا بـ«كوفيد – 19»، وإن لم تظهر عليه أي أعراض.

وذكرت السلطات الصحية أن 144 حالة سجلت في فرنسا منذ مطلع مارس (آذار). وفي بريطانيا، توفّي فتى في الـ14 من العمر، وكان ضمن مجموعة من ثمانية أولاد مصابين بهذا المرض النادر عولجوا في مستشفى إفلينا للأطفال في لندن. وفي الولايات المتحدة، سجلت حوالي 100 حالة، بينها ثلاث وفيات على الأقل في ولاية نيويورك أعلن عنها الحاكم أندرو كومو. وجاء أول تحذير من بريطانيا نهاية أبريل (نيسان). ومذاك، سجلت حالات أخرى في إيطاليا وإسبانيا وألمانيا.

ومن العوارض الحمى وآلام المعدة ومشاكل في الجهاز الهضمي، وطفح جلدي والتهاب الملتحمة واحمرار اللسان وتورمه ومشاكل في القلب. وذكر المركز الأوروبي أن «هذه العوارض مزيج من تلك التي تظهر لدى الإصابة بمتلازمة كواساكي أو حالة تسمم».

ومتلازمة كواساكي التي ظهرت لأول مرة في اليابان في عام 1967 تسبب التهابا في الأوعية الدموية لدى الأطفال المصابين. وإن كانت العوارض متقاربة، يشدد العلماء على وجود تباين مع الإصابات الحالية: الالتهابات ومشاكل القلب «أكبر» في الحالات المرتبطة على الأرجح بكوفيد – 19 من متلازمة كواساكي الكلاسيكية، بحسب هيئة الصحة العامة الفرنسية.

والمرض الجديد قد يصيب أطفالا أكبر سنا، وحتى فتية وفتيات، في حين تصيب متلازمة كواساكي أساسا الأطفال دون الثانية من العمر. ولإظهار هذه الفوارق، تحدثت وزارة الصحة الفرنسية ودراسات طبية بريطانية عن مرض «شبيه بمتلازمة كواساكي». وترى دراسة إيطالية تتعلق بمنطقة بيرغامو، نُشرت نتائجها الأربعاء في مجلة «ذي لانست»، أن عدد الحالات الشبيهة بمتلازمة كواساكي تضاعف 30 مرة مع تفشي فيروس «كوفيد – 19».

المصدر: الشرق الأوسط