من يوقف المجازر الاسرائيلية بحق الدم الفلسطيني

وسام البسيوني – فلسطين

لاتزال المجزرة التي ارتكبتها طائرات الاحتلال الصهيوني بحق عائلة مدنية آمنة فجر يوم الخميس الماضي في دير البلح وسط قطاع غزة المحاصر والتي راح ضحيتها ثمانية فلسطينيين جلهم من الاطفال والنساء تلقي بظلالها على الشارع الغزي وما ان يتم الحديث عنها وعن مدى بشاعتها حتى يدب الرعب في قلوب البعض والغضب في قلوب اخرين.

فبعد تصعيد دموي اقدم عليه الاحتلال واغتياله لاحد قادة الجهاد الاسلامي الميدانيين بهاء العطا في القطاع اوشكت خلاله المنطقة على الانفجار بحرب رابعة اشرس واعنف من سابقاتها بسبب غطرسة الاحتلال وتماديه في استباحة الدم الفلسطيني ضاربا كل المعاهدات والاتفاقات المبرمة بينه وبين الجانب الفلسطيني متمثلا بفصائل المقاومة عرض الحائط غير ان الجهود المصرية والعربية على المستوى السياسي استطاعت لجم الامور والتوصل للرجوع للهدنة املى فيها الجانب الفلسطيني شروطه ووافق عليها الجانب الاسرائيلي.

وكعادته الاحتلال ومع اقتراب ساعات سريان الهدنة حتى جن جنونه وأبى الا وان يريق المزيد من الدم الفلسطيني وكان ذلك بإطلاق اربعة صواريخ من قبل الطائرات الحربية باتجاه منزل المواطن ابو ملحوس السواركة المكون من الصفيح تناثرت على اثرها جثث الاطفال والنساء في المزارع المحيطة وبعضها دفن تحت التراب.

لا شيء يوازي بشاعة المجزرة واحداثها سوى ان تروى بلسان الاطفال الناجين منها والمتبقيين من العائلة المنكوبة فال6طفلة نور السواركة ذات ال12 عاما واحدى الناجين الاربعة من المجزرة والمتواجدة في مستشفى الاقصى ترعى اخوتها المتبقيين لها في هذه الحياة , نرمين 10 سنوات , ريم 8 سنوات , سالم 3 سنوات ووالدها في العناية المركزة بين الحياة والموت . تروي ماحدث معهم ليلتها وتقول لم استطيع النوم في تلك الليلة فأصوات الزنانات ( طائرات الاستطلاع ) كان قوي ومرعب وما ان لبثت قليلا حتى رأيت ضوءا احمر مرعب وصوت انفجار قوي كدت اطير من قوته *فأسرعت خارج البيت وابتعدت قليلا في ارض مجاورة لمنزلنا وانا على الارض واخفي راسي وأغلق اذني من شدة +الصوت وبعد ان ذهبت الطائرات وانتهى صوت القصف رجعت اجري الى بيتنا ولم اعرف المنطقة ولم اشاهد سوى اربعة حفر كبيرة مخيفة بالارض ومنزلنا المكون من الصفيح والبلاستك واهلي غير موجودين فبدأت بالصراخ غير ان صوتي ذهب لا اعرف كيف وانا انادي على امي وابي واخوتي وههم مدفونين تحت الارض واتى الناس للبحث معي ولا اتذكر ماحدث بعد ذلك وسكتت قليلا مالبثت وان اجهشت بالبكاء وهي تقول بدي امي بدي ابوي بدي اخوتي رجعولي ياهم والله ماعلنا اشي كنا نايمين واجى الصاروخ ودفنهم.

بشاعة هذه المجزرة تعيد الى الاذهان مجزرة عائلة السموني التي ارتكبها الاحتلال في حي الشجاعية في عام 2009 بحق عائلة كاملة قامت بجمعهم في منزل واحد وإطلاق قذائف الدبابات عليهم بشكل مباشر ومقصود فسقطوا جميعا اكثر من تسعين شخصا من اطفال ونساء وشيوخ مابين شهيد وقتيل.

فهي ليست المرة الاولى ولا حتى الثانية التي يقدم فيها الاحتلال الاسرائيلي على ارتكاب مجازر بحق الشعب الاعزل فما ان تحدث هذه المجازر ردود فعل غاضبة محليا واقليميا ودوليا حتى يسارع بتبرير افعاله واعتبارها اخطاء في الاحداثيات فوفقا لصحيفة هآرتس الاسرائيلية ان نتيجة التحقيقات مع المسئولين الامنيين تفند ان منزل عائلة السواركة والتي راح ضحيتها ثمانية افراد كانو في مبنى من بين بنك الاهداف الاسرائيلية المعدة للاستهداف بالسابق لم يتم فحصه منذ عدة اشهر. فيما لم يتم فحص وجود مدنيين في المنطقة قبل الاستهداف موضحه ان المنظومة الامنية الاسرائيلية اكدت انه تمت الموافقة سابقا على ادراج المبنى كهدف وفقا للإجراءات المطلوبة لكن لم تتم اعادة فحصة قبل الهجوم فقد كان الهدف منه ضرب البنية التحتية لحركة الجهاد كون هذا المبنى ماهو الا تمويه لنفق تحت الارض خاص بالجهاد الاسلامي وانهم لايعرفون شخصا يدعى ابو ملحوس على الاطلاق.

تأتي هذه التحقيقات لتكذب رواية المتحدث باسم جيش الاحتلال باللغة العربية افخاي ادرعي الذي ادعى ان مسؤل الجهاد البارز( ابو ملحوس) قد قتل كأكبر هدف في الحركة ومسؤول عن وحدة الصواريخ في وسط قطاع غزة الامر الذي نفته الحقائق الواقعية على الارض فعائلة ابو ملحوس معروفين من قبل المواطنين والجيران بتلك المنطقة وهم من ساكني ذلك الصفيح منذ سنوات طويلة فوضعهم المادي المتردي والبائس لا يسمح لهم بإيجاد سكن اخر والانتقال من هذه الارض التي يرعون فيها الغنم.

فالسقوط الاخلاقي والتخبط الصفة الابرز للاحتلال الاسرائيلي تتجليان بعد انتهاء أي جولة تصيعد له في القطاع باستغلال كل لحظة قبل دخول وقت الهدنة المبرم بينهم وبين الجانب الفلسطيني حيز التنفيذ فيسارع بارتكاب مجزرة وحشية ضاربا بذلك كل القيم الانسانية والمواثيق والمعاهدات الدولية عرض الحائط لثقته التامة في الحماية التي يوفرها له المستوى السياسي والقضائي داخل اسرائيل مدعوما بالإسناد الامريكي والصمت الدولي.

*** جميع المقالات المنشورة تمثل رأي صاحبها فقط وليس بالضرورة رأي موقع إعلام العرب ***