موجة تهديدات تطال ناشطين في العراق.. وفرار نحو إربيل

شهد العراق خلال الأيام الماضية موجة “نزوح” لناشطين شاركوا في الاحتجاجات التي انطلقت منذ أكتوبر الماضي في البلاد، نحو إقليم كردستان، خوفاً على حياتهم.

فمع استمرار التهديدات التي طالت العديد منهم، ومع اقتراب الذكرى السنوية الأولى لاغتيال قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني، ونائب رئيس هيئة الحشد الشعبي أبو مهدي المهندس، يتخوف كثيرون من عودة الاغتيالات.

كما عمد آخرون إلى تغيير أماكن سكنهم مؤقتا، خوفا على حياتهم.
تهديدات حزب الله والعصائب

وفي هذا السياق، قال الناشط والمتظاهر حسن ماهر، المعروف بـ”حسن باسكت بول”، كونه أحد أبرز لاعبي السلة على الكرسي المتحرك في البلاد، إنه تعرض للكثير من التهديدات التي طالت حتى عائلته من قبل الميليشيات والفصائل المسلحة، وتحديدا من جيش المهدي وحزب الله وعصائب أهل الحق.

وقد دفعته تلك المضايقات والتهديدات إلى ترك مدينته الناصرية، بحثا عن ملجأ آمن.

بدوره، رأى الناشط المدني موسى رحمة الله في حديث للعربية.نت، أن مغادرة عدد من الناشطين مدنهم والعاصمة بغداد باتجاه مدن إقليم كردستان مرتبطة بالوضع الأمني المتردي في البلاد، لاسيما بعد تكرار حوادث الاغتيالات التي طالت إعلاميين وناشطين ومتظاهرين، ومنها محاولة اغتيال الناشط أكرم عذاب وسط بغداد، واغتيال الناشط صلاح العراقي.

واتهم رحمة الله، الميليشيات الموالية لطهران بتنفيذ تلك الجرائم، لا سيما بعد إعلانها أكثر من مرة عداءها للمشاركين في تظاهرات تشرين.

أما عن المخاوف التي ازدادت مع اقتراب ذكرى مقتل سليماني، فأوضح أن الناشطين لم يكونوا جزءا من عملية الاغتيال تلك، إلا أنهم يتخوفون بطبيعة الحال من ردود غير محسوبة قد تصدر عن الفصائل “الولائية”.

من جهته، أكد الناشط أحمد خلدون، من محافظة واسط وساحة التحرير في بغداد، أن التهديدات بدأت واستمرت منذ انطلاق التظاهرات العام الماضي.
استفزازات الميليشيات

كما ذكر أنه بعيد مقتل سليماني العام الماضي، حصلت استفزازات عدة من قبل الفصائل المسلحة الموالية لإيران في واسط، بعد أن أراد بعض عناصرها إقامة مجالس عزاء للقائد الإيراني في المدينة، وهو ما رفضه ناشطوها، فأثاروا بذلك حنق الميليشيات، وجعل المدينة أرضا خصبة للبدء بعمليات القتل والتصفية، وتدوين أسماء الرافضين لإقامة مجالس العزاء من قبل أمن الحشد وفصائل أخرى، مثل النجباء والخراساني والعصائب وحزب الله وغيرهم.

وأضاف خلدون أنهم كناشطين طلبوا تدخل الجهات الدولية من أجل حماية المتظاهرين، ومنها الأمم المتحدة، إلا أن مناشداتهم لم تجد آذانا صاغية.

سطوة على الدولة

أما أستاذ العلوم السياسية في جامعة جيهان، مهند عبد رشيد، فاعتبر في حديث للعربية.نت، أن وكلاء إيران في العراق يتخذون من حادثة المطار أو الثأر لمقتل سليماني وسيلة لاستمرار فرض سطوتهم على الدولة العراقية.

كما رأى أن القاعدة الجماهيرية لتلك الجماعات أغلبها من المستفيدين من وضع اللادولة. وأكد أن هؤلاء يعتقدون أن أكبر تهديد لمستقبلهم يكمن في “ثورة تشرين” وما خلفته من ضحايا وناشطين، فضلا عن خلقها هوية وطنية جامعة لكل العراقيين، وهذا ما دفعهم لقمعها بشتى الطرق، ومنها التهديد والترهيب المستمر للناشطين.

المصدر: العربية