نظراً لتطور الأحداث في الأسابيع الأخيرة، لا يسع المرء إلا أن يسأل… لماذا انتظرت إيران 40 عاماً للهجوم على إسرائيل؟ بقلم/ أيمن عبد المجيد

بقلم/ أيمن عبد المجيد

منذ اندلاع الثورة الإسلامية في إيران خلال عام 1979 ظهرت الانقسامات بين السُنّة والشيعة التي غذت حرباً أهلية طويلة الأمد في سوريا، واشتباكات دامية في لبنان وإيران والعراق واليمن وأماكن أخرى.

يجب علينا فهم أن هناك سببًا وراء تجنب إيران المواجهة مع إسرائيل طوال هذا الوقت. يكمن هدف إيران في أولويتين رئيسيتين؛ البقاء والهيمنة. باختصار، لكي تتمكن إيران من البقاء، يجب عليها أن تهيمن وعلى العالم العربي على وجه الحدود

وحسب التقارير فإن 85% من حوالي 2 مليار مسلم حول العالم من السنة، في حين أن 15% فقط من الشيعة.

بدأ الأمر كله بهجوم على ما يسمى بالقنصلية الإيرانية في دولة عربية (سوريا).

نعم، ردت إيران لحفظ ماء الوجه، بفشل مذهل لـ99% من صواريخها. ومع ذلك، فإن إيران لن تقف على أهبة الاستعداد تحسبا لضربة انتقامية. كان علي إيران أن تستجيب حتى لا تبدو ضعيفة. ولم تكن تعلم أن فشلها الكارثي للملأ جعلها تبدو أكثر ضعفاً مما هي عليه بالفعل.

وستتأكد إيران من أن تدفع المنطقة العربية الثمن وتتحمل وطأة هذه الحرب مع إسرائيل. وإيران ستمد يدها إلى كل ذراع ومحور مقاومة لها في المنطقة العربية لجر الشرق الأوسط إلى مزيد من الدمار والمعاناة.

دعونا لا ننسى أن الإبادة الكاملة لغزة، وعدد القتلى الذي تخطى 34.000 من الأبرياء حيث معظمهم من النساء والأطفال، والمجاعة التي يعاني منها أكثر من مليوني من سكان غزة، هي نتيجة لما فعلته حماس. المجموعى التي تمولها وتسلحها إيران. نعم، هناك مفاوضات لإطلاق سراح بعض السجناء، ولكن دعونا لا نخدع أنفسنا فمنذ بداية حرب غزة، تم اعتقال أكثر من 5000 فلسطيني، وهو ما يقرب من 5 أضعاف عدد الأسرى قبل الحرب.

يجب ألا نقع في هذا الفخ، وقد حان الوقت لوقف التدخل في شؤوننا الداخلية والحفاظ على كرامتنا. ستقوم إيران بتكليف أعمالها في الشرق الأوسط إلى مجموعاتها. ومما لا شك فيه أنه سيترتب على ذلك جر العراق ولبنان واليمن وسوريا في هذه الفوضى. يجب ألا نسمح بحدوث ذلك، وعلينا جميعا أن نقف في وجه إيران كيان عربي واحد متماسك متآخ ونقول كفى.

إيران لا ترسل مساعدات إلى أي دولة عربية، لم ولن تفعل ذلك. فقط ترسل الأسلحة والذخائر لكي ندخل في مزيد من الصراعات والقتال وتصبح حياتنا كلها فوضى ودمار.

إن وجود كيان عربي موحد متمسك ومتعاون يهدد وجود إيران ونفوذها الشيعي.

نحن نستحق أن نعيش في سلام ولا نستحق تدخل من لا يعنيهم أمرنا في شؤوننا الخاصة.

يجب ان نقولها بأعلى أصواتنا أن الإستقلال والحرية حق لن نتنازل عنه أبدا.