هدفها واضح في العراق والشرق الأوسط… طمس الهويات القومية والوطنية للشعوب العربية والسيطرة عليها وفق أجندات توسعية… بقلم/ أيمن عبد المجيد

بقلم/ أيمن عبد المجيد

كما هو معلوم، ينتهج النظام الحاكم في إيران منذ أعوام عديدة سياسة طمس الهويات القومية والوطنية لشعوب الشرق الأوسط، إلى جانب سعيه الدؤوب لإخضاعها والسيطرة عليها وفق أجنداته التوسعية، تماماً كما يحصل في العراق من خلال افتعاله لصراعات داخلية، بسط من خلالها سيطرته على فئات من الشعب العراقي وتلاعب بالدستور ووضع العراقيل أمام تنفيذ بنوده، وسيطر على المحكمة الاتحادية، ويعمل على أن تصبح المحكمة مؤسسة إيرانية لها دستور خاص بها تنفذ ما يصدر من طهران، ضاربا بعرض الحائط الدستور الفيدرالي للعراق وعدم الاعتراف به، واستغلال المكون الشيعي تحديداً وتجريده من هويته العربية ووطنه العراق، وإلزامه بتنفيذ أجندات إيرانية سواء بالمال السياسي أو التهديد، رغم أن شيعة إيران هم أنفسهم كانوا ضحايا النهج والفكر الطائفييْن لسياسة النظام الإيراني الحاكم طوال عقود.

ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد، حيث لجأ هذا النظام للتدخل مباشرة في الشؤون الداخلية لبعض الدول الإقليمية والدولية من أقصى الغرب إلى أقصى الشرق، ضارباً بعرض الحائط كل الأعراف والقوانين الدولية المتعلقة بالقيم والحريات والحقوق المشروعة للشعوب ومبادئ حقوق الإنسان، وحولها إلى ساحات لمعارك دموية، راح ضحيتها مئات الآلاف من الأبرياء من أبناء البلد الواحد، كانوا ضحايا القتل والتهجير والتشريد والفقر بالتزامن مع تدمير البنى التحتية والمرافق الحيوية.

في الحقيقة، إن لحظة مع الذات يحتاجها من تم التغرير بهم وتجنيدهم. قد تكون اللحظة كافية لكي يكتشفوا وبسهولة أن لا وجود لأي رابط قومي اجتماعي أو سياسي أو حتى إنساني مع ذلك النظام، وسيدركون أنهم ليسوا سوى أدوات رخيصة بيد سلطة تنتهج التطرف والعنف والكراهية، بحجة وذريعة الروابط الدينية والطائفية والمذهبية.

وبكل تأكيد يجب عليهم أن يسعوا جاهدين للتحرر من تلك العبودية والتبعية الفكرية والعصبية الطائفية. فالدين بجميع مذاهبه وطوائفه هو للسماء والإيمان بخالق الكون، أما الأرض فهي للعيش بحرية وكرامة والتمسك بالثوابت القومية والأخلاقية والإنسانية وبالمحبة.

يحاول النظام الإيراني السيطرة على العراق وإقليم كردستان وفرض هيمنته لابتزاز الدول العربية والمساومة وفق مصالحه وأجنداته، وبيع العراق متى شاء وكيفما أراد. ويشكل هذا الابتزاز تهديدا خطيرا لأمن شعوب الشرق الأوسط، فهل سترضى الدول العربية بهذا المخطط الذي يهدد سيادتها وأمن شعوبها؟

هل حان الوقت لينتفض العراقيون بسنتهم وشيعتهم في وجه وكلاء إيران، ويستردوا كرامتهم ويحاسبوهم على ما ارتكبوه من مجازر ونهب وسرقة وتدمير وتهريب المخدرات والسلاح وتبييض الأموال على حساب العراق؟

ربما حان الوقت للحرية والعيش في أمان وتحقيق السلام للأجيال اللاحقة وهذا الأمر يستحق الوقوف واتخاذ مواقف ثابتة لأنهما الطريق الوحيد لضمان مستقبل مشرق.

المصدر: وكالات