هرمونات جسدك تساعد في الانتصار على فيروس كورونا

بقلم/ د. سعاد سعيد كلوب

وجود الهرمونات بجسدك هو اعجاز الهي, واكبر النعم الخفية للخالق وذلك لتعزز الصمود الجسدي والنفسي , الذي بدوره يزيد من قدرتك على التعامل مع المؤثرات الخارجية, وتتمتع بقدر اكبر من الصحة الجسدية والنفسية.
حيث تحتوي جسم الانسان على العديد من الهرمونات المنظمة لوظائف الجسم، ويمتلك كل منها وظيفة خاصة أو وظيفة مكملة، لكي يحافظ الجسم على توازنه ويعمل جيدًا.
لذا لابد من التعرف على الاستفادة من تلك الهرمونات في تجاوز الازمة الصحية العالمية التى تواجها البشرية وهي انتشار فيروس كورونا, كيف تسلح جسدك وبالتالي جهازك المناعي الجسدي والنفسي ليكون قادر على مقاومة اختراق الفيروس والاصابة بالعدوي.
اول الهرمونات التي سوف اتحدث عنه هو هرمون السيروتوينن:
معروف علميًا كما يسمى هرمون السّعادة ؛ إذ يُنظّم العديد من الوظائف إضافةً إلى المشاعر، والنوم، وغيرها، وهو ناقلٌ عصبي أحادي الأمين، يُصنع في العصبونات السيروتونينية في الجهاز العصبي والخلايا الكرومافينية الداخلية في الجهاز الهضمي، ونسبة وجوده في الجهاز الهضمي أعلى منها في الجهاز العصبي، تأثير السير وتنين يتضمن مختلف أعضاء الجسم، فهو يُساعد على التواصل بين الخلايا العصبية.
وهنا نتسأل عن كيفية رفع مستويات السيروتوينن (هرمون السّعادة) فهناك طرق عديدة تساعدنا على زيادة نسبة هرمون السيروتنين في الجسم دون اللجوء الى الأدوية منها :
• ممارسة الرياضة بصورة منتظمة: ممارسة الرياضة بانتظام يومياً، وممكن بحركات بسيطة داخل المنزل المهم ان يكون في نشاط رياضي يومي, يساعد في تحسين المزاج والشعور بالراحة، لأنّه يزيد من إفراز السيروتنين في الدماغ.
تؤدي دورًا مهمًا في الوقاية من الكثير من الأمراض المزمنة، والتّقليل من أعراض الاكتئاب، والقلق، والتّوتر
كما ان الابتعاد عن التفكير السلبي والمنغصات والتركيز على التفكير الايجابي والتركيز على حالات التعافي والشفاء من الفيروس ،مما يزيد من المشاعر الايجابية. وزيادة الثقة بالله التي تزيد من شعور الشّخص بالراحة النّفسيّة.
• اتباع نظام غذائي صحي: عند تناول كمية مناسبة من الأطعمة التي تحتوي على التريبتوفان، الذي يزيد من نسبة السيروتونين وبالتالي يكون الشعور بالسعادة والارتياح أكبر, يمكننا الحصول عليه من المصادر الغذائية الغنية بالبروتين، والحبوب مصدر جيد للأشخاص للنباتين, كذلك الحليب ومنتجات الصويا.
• التعرض لأشعة الشمس: يزيد من الشعور بالنشاط والانتعاش خاصةً في ساعات الصباح الباكر، ممّا يزيد من إفراز السيروتونين.
• التأمل: ان سكون العقل أي وقف الافكار بالتأمل يُقلل من التوتر والضغط، ويزيد من الايجابية، وبالتالي يرتفع مستوى السيروتنين.
• افراز الناقل العصبي الاندروفين الذي يُؤدي دورًا مهمًا في زيادة الصّحة الذّهنيّة، ويرتيط انخفاض مستوياته بالإصابة بالاكتئاب.
2- هرمون الإندورفين: وهو أشهر الهرمونات وأكثرها فعالية في تحسين المزاج وزيادة الشعور بالنشوة والرضا عن الذات والسعادة وتقليل الشعور بالألم والإحباط، , يُفرز الإندورفين من الغدة النخامية في الدماغ، وكذلك من الحبل الشوكي، ومن ثم يُصب في مجرى الدم، وذلك بعد وصول الإشارات العصبية إلى كل من الدماغ والحبل الشوكي من الأعصاب الطرفية في الجسم التي تشعر بالألم الذي يحفزها لنقل سيلاتها العصبية اتجاه الجهاز العصبي المركزي، فيعمل الإندورفين بنفس الطريقة التي يعمل بها كلًّا من المورفين والكوداين، ولكن دون التسبب بأي نوع من الإدمان، لذلك غالبًا ما يلقب بقاتل الألم، يفرز الجسم الإندورفين خلال قيامه بالأنشطة البدنية وممارسة الرياضة , أهمية هرمون الإندورفين تظهر في التغلب على الإدمان, ويساعد في التخلص من الإجهاد والقلق والشعور بالاكتئاب, ويحمي القلب والأوعية الدموية. يعزز جهاز المناعة. يهدئ الجسم وقد تشعر بالنعاس , فنحن الآن في حاجة ماسة لذلك الهرمون الموجود في
هرمون الدوبامين (هرمون الانجاز): و ناقل عصبي يرسل إشارات إلى الدّماغ، يتدخل الدّوبامين أساسًا في الحركة، ويلعب الدّوبامين دورًا في الجزء المسؤول عن الدّافع والرّغبة في الدّماغ، ممّا يعزّز انجاز الاعمال والمهام المكلف بها الشخص ،لذا احرص على ان تكون شخصية منجزة حتى لو كانت باعمال بسيطة داخل الحجر المنزلي, وفي دراساتٍ حديثة رأى الباحثون أنّ الدّوبامين يساعد على تقليل التوتر، كما اكدت دراسة نشرت في 2018 و على دور الدّوبامين في تقليل ردود الفعل على المواقف المخيفة، وهذا مهمّ لعلاج الأشخاص الذين يعانون من الخوف الشديد من الاصابة بالعدوي ا, كما أنّه يرتبط بمشاعر السّعادة والدّوافع والنّعيم والتّركيز.

هرمون السيروتونين: يعدّ الهرمون المسؤول عن تحسين المزاج، وتنظيم النوم، والتعلم، والذاكرة، والهضم، وبعض الوظائف العضلية، ونقصه يؤدّي إلى الصّداع النّصفي، وزيادة الوزن، والاكتئاب، والأرق.
هرمون الميلاتونين(هرمون النوم) : هو هرمون يُنتَج بواسطة الغدة الصنوبرية في الدماغ وينفّذ مجموعة واسعة من المهمات في الجسم، وأهمها السيطرة على الساعة البيولوجية، إذ يُطلَق الميلاتونين في دورة إيقاعية، ويزداد إنتاج المزيد من الميلاتونين في الليل(الظلام) عند تناقص الضوء الداخل إلى العين، إذ ينقل مجرى الدم الهرمون إلى مناطق مختلفة من الجسم، وتلتقط المستقبلات الميلاتونين للإشارة إلى الحاجة إلى النوم، بالإضافة إلى التحكم بدورات النوم والاستيقاظ.
ويُطلق عليه اسم هرمون النوم لارتباطه بالنوم، ، حيث ان إفراز الميلاتونين يسمح للأفراد بالنوم بشكل أفضل. ويُعدّ ضروريًا لإعطاء الجسم الاسترخاء، وخفض درجة حرارة الجسم التي تساعد في النوم المريح
لذا احرص على النوم في الظلام حتى تستطيع الاستفادة من ذلك الهرمون
تحتوي بعض الأطعمة على مادة الميلاتونين، وهي متوفرة في جيمع اشكال البقوليات والحبوب.
هرمون الكورتيزول (هرمون القلق):ويطلق عليه ايضاً اسم (هرمون التوتر)، وهو أحد الهرمونات الستيرويدية تفرزه الغدة الكظرية في الدم، بتحكم من الغدة النخامية، إذ تحتوي كل خلية على مستقبلات لهرمون الكورتيزول، ليساهم في العديد من الوظائف الحيوية في الجسم، ويساعد في التحكّم بمستوى السكر في الدم، وتنظيم عمليات الأيض، وتقليل الالتهابات، كما أنه يتحكم في مستوى الأملاح والماء في الجسم، والمساهمة في تنظيم ضغط الدم، ويكون له دور خاص لدى النساء في دعم تطور الجنين خلال فترة الحمل، لذلك يعد أحد الهرمونات التي لها أدوار متعددة في جسم الإنسان، وفي حالة التوتر يرتفع مستوى هرمون الكورتيزول ارتفاعًا ملحوظًا، مسببًا تسارعًا في ضربات القلب وإنتاجًا أكبر للطاقة وهي طريقة الجسم للدفاع عن نفسه من تأثير المؤثرات الخارجية، وازدياد التعرض إلى التوتر على مدى فترات طويلة، قد يخل بأنظمة الجسم، ويزيد من فرص تعرضه للمشاكل الصحية بما فيها أمراض القلب والسمنة، أو العصبية والاكتئاب.
هرمون الأدرينالين: يطلق عليه أيضًا اسم الإيبينيفرين، وهو هرمون يطلقه الجسم استجابة لحالة التوتر، ولكن إفرازه بكميات مرتفعة لفترات طويلة يهدد صحة الجسم العامة، إذ يُنتج في الغدة الكظرية ويُطلق في الدم استجابة لحالات التوتر، ليقوم في زيادة الأكسجين الواصل للخلايا والعضلات، ويسبب انقباض الأوعية الدموية لتمرير الدم إلى العضلات الرئيسية كالقلب والرئتين.
وتقل قدرة الجسم على الشعور بالألم، والشعور بالدوخة، وعدم وضوح الرؤية، وزيادة إفراز الجلوكوز من الكبد، وارتفاعًا في ضغط الدم، وتسارعًا في ضربات القلب، وكل ذلك من شأنه أن يحد من استجابة الجسم في المواقف العصيبة.
لذا احرص على السيطرة على حالة القلق والتوتر بالتنفس العميق ,فتمارين التنفس تعمل على ايصال كمية كبيرة من الاوكسجين الى المخ- الاوكسجين هو غذاء المخ- وبالتالي تستطيع السيطرة على العمليات العقلية وبالتالي رؤية الجانب الايجابي والبحث عن حلول لتجاوز الازمة الراهنة.
واخيراً عزيزي القارئ عليك الاستفادة من هرمونات جسدك بمحاولة زيادة الهرمونات التي تعمل على الهدوء النفسي كما تعمل على تقوية مناعتك الجسدية والنفسية والسيطرة على ارتفاع الهرمونات الضارة بجسدك وتؤدي الى تدهور حالتك النفسية والصحية حتى تستطيع مقاومة الفيروس والانتصار عليه.

(المقال يمثل رأي صاحبه وليس بالضرورة رأي الموقع)