2023 سيكون افتراضيا العام “الأشد حرارة” في ما عرفه البشر

يبدو أنه من شبه المؤكد أن 2023 سيكون العام الأشد ارتفاعاً في درجات الحرارة على الإطلاق، في علامة مشؤومة بعد مرور أسابيع قليلة على انعقاد قمة الأمم المتحدة العالمية للمناخ “كوب 28” (Cop28)، فيما لا تنفك الحاجة إلى تسريع إجراءات مكافحة أزمة المناخ تزداد إلحاحاً يوماً بعد يوم.

والثلاثاء الماضي، أكد العلماء كلام معظمهم أن ذلك على الأرجح جاء في أعقاب درجات قياسية من الحرارة سجلها فصلا الربيع والصيف في مختلف أنحاء العالم. وكان أكتوبر (تشرين الأول) 2023 أيضاً الشهر الأكثر حرارة على الإطلاق على مستوى العالم.

في رأي سامانثا بيرغيس نائبة مدير المرصد الأوروبي لتغير المناخ “كوبرنيكوس” C3S، التي أصدرت هذا الإعلان، “يسعنا أن نقول إنه من شبه المؤكد أن 2023 سيكون العام الأكثر حرارة على الإطلاق، وأن درجات الحرارة التي سجلها تجاوزت حالياً متوسط فترة ما قبل الثورة الصناعية بمقدار 1.43 درجة مئوية”.

“لم يحدث أبداً أن كان الشعور بالحاجة الملحة إلى اتخاذ إجراءات طموحة في شأن تغير المناخ على قدر أكبر من الشعور الذي ساد في مؤتمر “كوب 28″، أضافت بيرغيس.

كذلك وجد “كوبرنيكوس” أن:

أكتوبر كان الشهر السادس على التوالي الذي بلغ فيه الجليد البحري في القطب الجنوبي أدنى مستوياته القياسية لهذا الوقت من العام، وتحديداً أقل بنسبة 11 في المئة من المتوسط.
بلغ متوسط درجات حرارة سطح البحر 20.79 درجة مئوية، وهو أعلى مستوى يسجله شهر أكتوبر.
شهدت أوروبا هطول أمطار أعلى من المتوسط في أكتوبر، لا سيما في غمرة العاصفة “بابت” Babet التي ضربت شمال أوروبا، والعاصفة “ألين” Aline التي طاولت البرتغال وإسبانيا، وأدت إلى هطول أمطار غزيرة وفيضانات.
كذلك كانت الرطوبة أعلى من المتوسط في مناطق عدة، من بينها جنوب غربي الولايات المتحدة، وأجزاء من شبه الجزيرة العربية، ومناطق آسيا الوسطى، وسيبيريا، وجنوب شرقي الصين، والبرازيل، ونيوزيلندا، ومناطق الجنوب الأفريقي. وكان مرد هذه الأحوال الجوية غالباً إلى أعاصير بالغة القوة تسببت في هطول أمطار غزيرة وأضرار جسيمة.
وكان معدل الجفاف أعلى من المتوسط في جنوب الولايات المتحدة وأجزاء من المكسيك، حيث أسفر عن أحوال قحط شديدة، إلى جانب وسط وشرقي آسيا، وأستراليا.

“مرصد كوبرنيكوس لتغير المناخ”، وهو وكالة التنبؤ بالمناخ التابعة للاتحاد الأوروبي، استند في نتائجه إلى المليارات من عمليات القياس التي اضطلعت بها الأقمار الاصطناعية والسفن والطائرات ومحطات الأرصاد الجوية في مختلف أنحاء العالم.

وقدم العلماء ردوداً صريحة على النتائج.

ديفيد ري المدير التنفيذي لـ”معهد إدنبره لتغير المناخ” في “جامعة إدنبره” قال إنه “كما تبين بشكل صارخ، تبدو الأرقام التي سجلها عام 2023 لدرجات حرارة الهواء، ودرجات حرارة البحر، والجليد البحري، وغيرها كما لو أنها أحداث في فيلم هوليوودي”.

“في الواقع، لو كانت جهودنا العالمية الحالية التي نبذلها من أجل التصدي لتغير المناخ فيلماً سينمائياً كنا أطلقنا عليه عنوان “الفوضى العارمة”.

المصدر: اندبندنت عربية