6 أسباب لا تتوقعها لآلام أسفل الظهر

آلام الظهر هي من أكثر أنواع الألم انتشاراً. وتُعد مشكلات الظهر أكثر شيوعاً عند النساء البالغات، مقارنة بالرجال؛ حيث يشكو نحو 30 في المائة من النساء البالغات من آلام في الظهر، من آن لآخر.

أسباب آلام الظهر

يمكن أن يحصل ألم الظهر نتيجة أمراض عدة تعتري الفقرات العظمية للعمود الفقري، أو الأقراص الموجودة بينها (ديسك)، أو العضلات، أو الأربطة، أو المفاصل المتصلة بتراكيب أسفل الظهر، وكذلك ما يعتري عدداً من الأعضاء في أسفل البطن والحوض.

ولكن بالمقابل يمكن أن يحدث هذا الألم نتيجة أسباب أخرى لا يتوقعها البعض، خلال ممارسة الأنشطة اليومية بطريقة غير صحية. وإضافة إلى عدم استخدام كرسي المكتب أو كنبة الجلوس في المنزل، بطريقة صحية، وحمل أشياء ثقيلة بطريقة خاطئة، وارتداء حذاء الكعب العالي، وزيادة وزن الجسم، وعدم ممارسة الرياضة اليومية، إليك هذه الأسباب الستة الأخرى:

1- الأرق: Insomnia بالتعريف الطبي، يشمل صعوبة الدخول في مرحلة النوم، أو الحفاظ على النوم، أو الاستيقاظ خلال الليل، أو الاستيقاظ في وقت أبكر من المعتاد، لأكثر من شهر واحد.

وقد لا يكون من الواضح للشخص ما إذا كان الأرق تسبب له في آلام الظهر أو العكس؛ لأن أحدنا قد يتوقع أن المعاناة من آلام الظهر تعيق القدرة على النوم، وقد تتسبب في الأرق.

ولكن ما هو لافت للنظر، أن عكس ذلك صحيح أيضاً، وفق نتائج بعض الدراسات الطبية. وأن المعاناة من الأرق، قد تكون هي السبب في بدء الشكوى من آلام الظهر؛ حيث وجدت إحداها أن الأرق تنجم عنه بالفعل المعاناة من آلام الظهر. وأن الشخص -وخصوصاً النساء- أعلى عرضة بمعدل مرة ونصف، للإصابة بآلام الظهر إذا كان يُعاني الأرق.

وعلى الرغم من أن الباحثين لم يكونوا متيقِّنين من سبب هذه العلاقة، فإنهم ذكروا أن الأرق يمكن أن يجعل المرء أكثر حساسية للألم. كما أن اضطرابات النوم ترتبط باتخاذ الجسم وضعيات غير صحية، لا إرادياً، بغية أن يُسهّل ذلك الخلود إلى النوم. وكذلك تتسبب اضطرابات النوم في توتر العضلات، ما قد يتسبب في الشد وعدم استرخاء عضلات الحوض وأسفل الظهر.

ويقول المعهد الوطني الأميركي للاضطرابات العصبية والسكتة الدماغية: «يمكن أن يساعد النوم على أحد الجانبين مع وضع الركبتين في وضع الجنين على فتح مفاصل العمود الفقري وتخفيف الضغط، عن طريق تقليل انحناء العمود الفقري. نم دائماً على سطح ثابت».

2- الأدوية: هناك طيف واسع من الأدوية التي يُمكن أن تكون سبباً لآلام الظهر لدى البعض، ومنها ما هو شائع التناول. ولبعضها تفسير معروف لتسببه في آلام أسفل الظهر، والبعض الآخر لا يُعرف لماذا يتسبب في ذلك.

ومن تلك الأدوية بعض أدوية خفض الكولسترول، وأيضاً فئات معينة من بين أدوية علاج ارتفاع ضغط الدم. كما قد يشكو بعض الرجال من آلام في الظهر مع تناول أحد أنواع أدوية علاج ضعف الانتصاب، دون غيرها. وفي حالات محدودة، قد تتسبب بعض أدوية علاج السكري، مثل «ميتفورمين»، في آلام الظهر لبعض المرضى. وقد يرافق تناول أحد أدوية علاج هشاشة العظام حدوث آلام في الظهر. وبعض النساء قد يجدن أن آلام الظهر لها علاقة بتناول حبوب منع الحمل. وأيضاً قد تتسبب أنواع من المضادات الحيوية في آلام الظهر، مثل «ليفوفلوكساسين» levofloxacin.

ولكن تجدر ملاحظة أن عدداً من الأمراض (التي قد يتم علاجها بأحد هذه الأدوية) قد ترافقها آلام في الظهر، لأسباب تتعلق بتأثيرات تلك الأمراض على التراكيب الداخلية لأسفل الظهر، أو الأعضاء القريبة في الحوض وأسفل البطن. ولذا يجدر التأكد من الطبيب أو الصيدلي الإكلينيكي، قبل التوقف عن علاج يصفه الطبيب لأي من الأمراض التي قد تكون لدى الشخص.

3- محفظة النقود: إذا كنت تعاني آلام الظهر، ولم يتم التعرّف على سبب طبي لذلك، فقد يكون السبب كامناً في جيبك الخلفي. ذلك أنه عندما تجلس على محفظة ضخمة، مليئة بالبطاقات والفواتير والصور العائلية، ولا تخلعها عند الجلوس، فإن المؤخرة لا تستقر بشكل متساوٍ على المقعد الذي تجلس عليه. ما قد يتسبب في إمالة الحوض إلى جانب واحد، مما يزيد من الضغط على عمودك الفقري.

وبمرور الوقت، يمكن أن يضغط الجلوس بشكل غير متساوٍ على المفاصل والعضلات، ويضع ضغطاً على أسفل الظهر. وذلك وفقاً لبحث أجراه الدكتور ستيوارت ماكجيل، أستاذ الميكانيكا الحيوية للعمود الفقري بجامعة واترلو في أونتاريو، وهو أيضاً مؤلف أكثر من 400 منشور علمي و3 كتب حول وظيفة العمود الفقري وآليات الإصابة، وتقييم المريض، ووصف التمارين التصحيحية والتدريب على الأداء.

وينصح لحفظ الظهر استخدام محفظة أقل حجماً وسماكة، أو وضع المحفظة في حقيبة اليد أو التي يتم حملها فوق الذراع إذا كانت ليست ثقيلة جداً، حتى لا تضع ضغطاً إضافياً على كتف واحد. وإذا كنت لا ترغب في استخدام حقيبة، فلا حرج حقاً في حمل محفظة سميكة في جيبك الخلفي، ما دمت تزيلها قبل أن تجلس.

4- التدخين وراحة القدمين

التدخين: المدخنون أكثر عرضة للإصابة بآلام أسفل الظهر بثلاث مرات تقريباً. وتأثير التدخين في تضيق الأوعية الدموية يتسبب في بطء تدفق الدم إلى العضلات والعظام التي من خلالها تتغذى الأقراص التي بين فقرات الظهر، وتحافظ على كفاءة وقوة قدرتها على حماية فقرات الظهر.

ونظراً لأن التدخين يبطئ الشفاء أيضاً، فقد يستمر الألم. ويعتقد الباحثون أيضاً أن النيكوتين يجعل الألم أسوأ.

ويقول الأطباء في «مايو كلينك»: «تزداد معدلات الإصابة بآلام الظهر بين المدخنين. وقد يرجع السبب في ذلك إلى أن التدخين ينتج عنه مزيد من السعال، مما قد يؤدي إلى الإصابة بالقرص المنفتق. كما يمكن أن يؤدي التدخين أيضاً إلى تقليل تدفق الدم إلى العمود الفقري، وزيادة خطر الإصابة بهشاشة العظام. وللحفاظ على ظهرك صحياً وقوياً، عليك الإقلاع عن التدخين. ويزيد التدخين من خطورة الإصابة بألم أسفل الظهر. وتزداد المخاطر مع زيادة عدد السجائر التي تُدخَّن يومياً؛ لذا فإن الإقلاع يقلل من درجة هذه الخطورة».

ويقول المعهد الوطني الأميركي للاضطرابات العصبية والسكتة الدماغية: «يقلل التدخين من تدفق الدم إلى أسفل العمود الفقري، مما قد يساهم في تنكس القرص الفقري. ويزيد التدخين أيضاً من خطر الإصابة بهشاشة العظام ويعيق الشفاء. وقد يؤدي السعال الناتج عن التدخين المفرط أيضاً إلى آلام الظهر».

5- الحذاء: عندما تتجول طوال اليوم، أو خلال ممارسة الرياضة، فإن قدمك تضرب الأرض مع كل خطوة تخطوها. وعندما تضرب قدماك الأرض بشكل مسطح، مع القليل من الوسادة لامتصاص الصدمات، فإن هذا لن يؤذي فقط قدميك وركبتيك؛ بل ينتقل التوتر والألم إلى فخذيك وأسفل ظهرك.

وانتقاء الحذاء بالمواصفات والمقاس المناسب يحمي من آلام القدمين والركبتين وأسفل الظهر. وذلك بأن يكون الحذاء مريحاً فور ارتدائه في المتجر، وخفيف الوزن إلى حد ما، وقادراً على امتصاص الصدمات بشكل جيد، ومناسباً لنوع قوس القدم؛ لأن ذلك يُساهم في توزيع وزن الجسد بالتساوي على القدم، ويساهم في الكيفية التي تتلاءم بها القدم مع الاصطدام بمختلف الأسطح عند المشي.

ومجموعة المواصفات التي تجعل الحذاء كذلك تشمل: وجود واقٍ لـ«وتر العرقوب» (لسان مرتفع يشكل السند الخلفي للحذاء)، ووجود طوق العَقِب Heel Collar (الإطار شبه الدائري لأعلى فتحة الحذاء) الذي يوفر وسادة محيطة بمفصل الكاحل واحتواء القدم. وأن يدعم قوس النعل الداخلي Insole (الوسادة الداخلية التي تجلس عليها القدم) قوس القدم كي يأخذ راحته الطبيعية، وأن يوفر النعل الأوسط Midsole (الهلامي أو الرغوي أو الهوائي)، راحة بتقليل تأثير اصطدام القدم بالأرض. وأيضاً أن توفر التجاويف أو النتوءات (كالتي على سطح إطارات السيارات) في جزء النعل الخارجي Outsole (الذي يلامس الأرض)، تكوين احتكاك صحي بسطح بالأرض.

6- طول الجسم: دون الحديث عن زيادة وزن الجسم وتأثيره على آلام الظهر، أظهرت نتائج عديد من الدراسات الطبية العالمية، في أوروبا وآسيا وأميركا، أن ثمة صلة بين مقدار طول الجسم ومشكلات آلام الظهر. وأنه بين النساء اللواتي ليس لديهن آلام أسفل الظهر، ترتفع احتمالات شكواهن من ذلك خلال السنوات العشر القادمة من أعمارهن إذا كان طول أجسامهن يفوق 170 سنتيمتراً، مقارنة بمنْ طول أجسامهن أقل من 160 سنتيمتراً.

وفي دراسة أوروبية أخرى، أفاد الباحثون: «لدى الذكور، لم يتم العثور على علاقة بين ارتفاع طول الجسم وشدة آلام أسفل الظهر. ومع ذلك، أظهرت النتائج بالنسبة للإناث أن النساء الأطول عانين آلاماً أكثر في أسفل الظهر».

وطُرحت عدة أسباب محتملة لعلاقة الطول بآلام الظهر، وهي إما ميكانيكية وإما هرمونية. ومنها أن طول الجسم يُؤثر على الطريقة التي يتحرك بها الجسم الطويل. وذلك عند الجلوس، أو الوقوف، أو الحديث مع الغير، أو القيام بالأعمال المنزلية، وغيرها. ذلك، أن من المحتمل جداً أن يتخذ الجسم وضعيات غير صحية للجسم Posture، عند الانحناء لدخول السيارة أو قيادتها مثلاً، أو الاتكاء للتحدث إلى أشخاص أقصر، وكذلك تأثير طول الساقين على وضعية الجلوس؛ خصوصاً عند الجلوس على الكنبة أو الكراسي ذات الارتفاع الملائم (في الغالب) لعموم الناس ذوي الطول المعتدل.

كما طرح باحثون نرويجيون احتمال وجود تأثيرات هرمونية على تراكيب أسفل الظهر لدى النساء.

كرسي المكتب قد يتسبب في آلام الظهر

> كرسي المكتب قد يتسبب في آلام الظهر. وقليل من الناس يتوقفون لمعرفة ما يحتاجون إليه حول ملاءمة كرسي المكتب لارتفاعهم أو هيكلهم، أو أي حالة قد يعانونها، مثل آلام الظهر أو الورك. وبدلاً من ذلك، فإن غالبيتهم يعتمدون في قرارات شراء كرسي المكتب على اللون والشكل والسعر.

إحدى أهم الميزات في كرسي المكتب: ضبط تعديل ارتفاعه، من أجل تغيير زاوية مفصل الورك Hip Joint Angle أثناء الجلوس، بما يلائم حاجة جسم الشخص؛ لأن هذه الزاوية، تؤثر بدورها على موضع حوضك ودرجة الانحناء في أسفل ظهرك، ما قد يؤدي إلى تغيير المحاذاة الطبيعية لعمودك الفقري التي تلعب دوراً مهماً في آلام الظهر المرتبطة بوضعية الجسم خلال الجلوس Posture-Related Back Pain.

وللتوضيح، فإن زاوية الورك هي التي تحدد مدى قرب أو بُعد جذع الجسم عن أعلى الفخذ، وهي التي تضبط درجة انحناء مفصل الركبة.

ويتحكم في هذه الزاوية طول الساق وارتفاع مقعد الكرسي. وعندما تقوم بضبط طول ارتفاع الكرسي، فإنك تقوم بتعديل درجة انثناء مفصل الورك. وقامت دراسة حديثة بقياس مقدار الحمل الذي يضعه الجلوس على أقراص العمود الفقري. وخلص الباحثون إلى أنه يمكن تخفيف الضغط على العمود الفقري، باتخاذ زاوية أكثر انفتاحاً بين الجذع والفخذ، أي زاوية مفصل الورك.

وإذا كانت ركبتاك أعلى من وركيك خلال الجلوس (أي وضعية الغطس في الكرسي أو الكنبة)، فمن المحتمل أن يكون مقعدك منخفضاً جداً. وفي هذه الحالة ستكون لمفاصل الورك درجة قصوى من الانثناء. ومعظم الناس لا يستطيعون تحمل هذا بشكل جيد، لسبب بسيط، وهو أن عضلات الفخذ ليست مرنة بما فيه الكفاية. ولذا إذا جلست وكانت ركبتاك أعلى من وركيك، فقد يكون وضعك هذا سبباً لآلام أسفل الظهر لديك. وبالطبع، يمكن أن تساعد ميزات مسند الظهر، ودرجة إمالة المقعد، ودعم أسفل الظهر في الكرسي، في دعم الظهر الخالي من الألم، ويجب استخدامها. ولكن لإعداد المحاذاة المثالية للجلوس من البداية، فلا شيء يضاهي ضبط ارتفاع المقعد المناسب لجسمك. ويمكن أن تساعد وسادة دعم أسفل الظهر في تخفيف الضغط والتوتر في أسفل ظهرك.

المصدر: الشرق الأوسط