ملايين السودانيين في 30 مدينة.. وتضامن حكومي مع مطالب الشارع
أشاد وزير الإعلام السوداني والناطق الرسمي باسم الحكومة، فيصل محمد صالح، بسلمية الثوار، مشيرا في بيان إلى أن الحكومة ستشرع اعتبارا من، الأربعاء، في تحويل مطالب الثوار إلى قرارات تنفيذية فعلية.
ويأتي هذا فيما قتل شاب بالرصاص الحي في مدينة أم درمان أثناء مشاركته في المسيرة، التي جرت في أكثر من 30 مدينة سودانية وشارك فيها نحو 4 ملايين سوداني مطالبين بإصلاح الأجهزة العدلية والأمنية والقصاص لأكثر من 200 شاب قتلوا أثناء فض عملية اعتصام القيادة العامة للقوات المسلحة بالخرطوم منتصف العام الماضي.
مداهمات واعتقالات
وشهدت الساعات الثمانية والأربعين الماضية مداهمات لعدد من مقار اجتماعات عناصر النظام المنحل، حيث ذكر بيان صادر عن مكتب الناطق الرسمي باسم الحكومة أن الأجهزة الأمنية داهمت اجتماعا لقيادات تنتمي لحزب المؤتمر الوطني والحركة الإسلامية بمنزل بضاحية كافوري، التي كان يسكن فيها الرئيس المخلوع عمر البشير وعدد من المقربين منه.
ووفقا للبيان فقد كان الغرض من هذا الاجتماع هو التنسيق لتحركات معادية، فيما جرى اعتقال 9 أشخاص من بينهم عبدالقادر محمد زين القيادي الكبير في حزب المؤتمر الوطني.
تضامن حكومي
وأعلنت الحكومة السودانية تضامنها مع مطالب الشارع السوداني، وأكدت حرصها على سلامة المشاركين في المسيرة وتأمينهم منعا لأي اختراقات في ظل تهديدات من مجموعات إخوانية نشرت على وسائط التواصل الاجتماعي قبل ساعات من انطلاق المسيرة، لكن على عكس المتوقع لم يكن هنالك أي وجود ملحوظ للمجموعات الإخوانية، التي تسعى لاستعادة حكم المخلوع عمر البشير، الذي يقبع في سجن كوبر شرقي الخرطوم عقب الإطاحة به في ثورة شعبية أبريل 2019.
تعديل المسار
من جانبه، أكد رئيس الوزراء السوداني، عبدالله حمدوك، مشروعية مطالب الشباب وقال إن سلطة الشعب تعلو ولا يُعلى عليها وأن الشوارع لا تخون.
وأشار إلى أنه التقى في الأيام الماضية بطيف واسع من القوى السياسية ولجان المقاومة والقوى المجتمعية، وتسلم منهم مذكرات عن تعديل المسار.
وتعهد حمدوك بالاعتناء بتلك المطالب واصفا إياها بالاستحقاقات اللازمة، التي لا مناص عنها من أجل وضع قاطرة الثورة في مسارها الصحيح.
وشدد على أن حكومة الفترة الانتقالية ستعمل على تنفيذها بالشكل الأمثل خلال الأسبوعين المقبلين.
رسالة واضحة
كما أشار النقابي والمسؤول التنظيمي السابق لسكرتارية تجمع المهنيين، إبراهيم حسب الله، إلى أن المواكب الضخمة التي جرت في شوارع الخرطوم والعشرات من المدن السودانية الأخرى بعثت برسالة قوية لفلول النظام البائد، مفادها بأن الثورة لا تزال مشتعلة في النفوس.
ولفت ابراهيم إلى السلمية العالية، التي انتهجها المشاركون في المسيرة، التي أحبطت مخططات المجموعات الإخوانية بعد توعدها بإشعال الشوارع وإسقاط الحكومة، لكنها اختفت تماما عن المشهد.
مطالب مشروعة
ووفقا لرئيس حزب المؤتمر السوداني بولاية الخرطوم، شريف محمد عثمان، فإن ذكرى الثلاثين من يونيو يوم مهم وملهم في تاريخ ثورة ديسمبر، حيث عبر الشعب السوداني عن مدى عزمه في نهاية حقب الاستبداد وبداية عهد جديد من الحرية والسلام والعدالة.
وأضاف “لذلك هي محطة للتقييم والمراجعة واستكمال مهام الثورة في ثلاثية شعارها المرفوع”، مشيرا إلى أن قوى الثورة قدمت عددا من المطالب للحكومة الانتقالية ودعمتها بالمواكب.
ودعا عثمان الحكومة الانتقالية للاستفادة من هذا الزخم الثوري بالدفع بالفترة الانتقالية إلى الأمام وتحقيق الأهداف المرفوعة من قوى الثورة.
ويرى شريف أن مطالب الثوار جوهرية ومهمة في ظل عدم توحد الإرادة تجاه التعامل مع قوى الردة من تيارات الإسلام السياسي وذلك في تباطؤ الأجهزة الأمنية في التعامل مع هذا الملف الهام والحساس.
وأضاف أن رئيس الوزراء أعطى مهلة أسبوعين لتنفيذ عدد من القرارات المهمة في مسيرة الثورة، وعلينا أن ننتظر ونقيم مدى التزام هذه القرارات مع مطالب قوى الثورة.
زخم مبرر
وفي السياق، يقول المحامي والناشط الحقوقي، عبدالوهاب عبدالله محمد صالح، إن رمزيه 30 يونيو أصبحت علامه في تاريخ ثورة ديسمبر فكان لابد من كل هذا الزخم الكبير.
ويؤكد صالح أن الشباب أثبت أن هذه المواكب هي الحارس الحقيقي للثورة مصححين مسارها محققين تطلعات شعب عانى من حكم بغيض، بحسب تعبيره.
المصدر: سكاي نيوز عربية