خوفا من جر إيران في حرب…. جهود مكثفة من أجل “كبح جماح ” والحد من استقلالية فصائل محور المقاومة في المنطقة العربية
في الآونة الأخيرة وعندما تصاعدت هجمات الفصائل المسلحة المدعومة لإيران على القوات الأميركية في العراق وسوريا والتي بلغت ذروتها بمقتل ثلاث جنود أميركيين، فإن قادة إيران شعروا بالقلق من أن مستوى القرار الذاتي المعطى للميليشيات، بدأ يأتي بنتائج عكسية وقد يدفعهم الى الحرب، ما دفع طهران إلى بذل إيران جهود مكثفة من أجل “كبح جماح ” هذه الفصائل، وربطها بالقرار الإيراني بصورة أكبر.
والهدوء النسبي حاليا يشير إلى ان طهران تتمتع بدرجة كبيرة من السيطرة على الميليشيات”. بعد رد الولايات المتحدة الأخير بسلسلة من الضربات الجوية انتقاما لمقتل ثلاث من جنودها.
ويعكس الهدوء تحولا كبيرا في موقف إيران، التي كانت منذ شهور قد أمرت وكلائها الإقليميين في العراق وسوريا بمهاجمة القوات الأجنبية في الشرق الاوسط في إطار معركة أوسع ضد اسرائيل، التي تحارب حماس في غزة منذ أكتوبر الماضي.
ونظرت إيران الى الوضع الحالي بمفهوم أن عليهم كبحا جماح الميليشيات وإقناعهم بان الحرب مع الغرب يمكن أن تضر طهران أولا ثم المحور بأكمله.
و”محور المقاومة” هو أذرع إيران بالمنطقة العربية ويضم فصائل من العراق ولبنان وفلسطين وسوريا واليمن، وبالرغم من أن إيران تضع استراتيجية شاملة فيما يتعلق بالمحور، لكن مستوى السيطرة والتنسيق اليومي يتباين، حيث أفادت التقارير أن إيران تمارس المستوى الاكبر من النفوذ على حزب الله، بينما تقع الميليشيات السورية والعراقية في المنتصف، ويعتبر الحوثيون الأكثر استقلالية.
إيران تعتقد أن الحرب المباشرة مع الغرب ستصب في مصلحة إسرائيل في وقت انقلب فيه الرأي العام العالمي ضدها بسبب الخسائر الفادحة من القتلى المدنيين والمعاناة في غزة.
وتعتقد طهران أنها تتمتع بزيادة كبيرة في شعبيتها بين العرب الذين يشعرون بالغضب لأن قادة بلادهم لا يبذلون ما يكفي لدعم الفلسطينيين، وهي الفجوة التي تستغلها إيران من أجل تحقيق أهدافها في الشرق الأوسط على رأسها توسيع النفوذ الشيعي بالمنطقة.
المصدر: وكالات