ضربة إسرائيلية تودي بحياة سبعة أشخاص من عائلة واحدة جنوب لبنان
كانت عائلة حسين برجاوي مجتمعة للعشاء عندما أصابت ضربة اسرائيلية مساء الأربعاء مبنى يقطن إحدى شققه في مدينة النبطية في جنوب لبنان، حاصدة سبعة أفراد منها.
لاحقاً، تبيّن أن الضربة أسفرت كذلك عن مقتل ثلاثة مقاتلين من حزب الله، أحدهم مسؤول عسكري كان قد نجا قبل أسبوع من استهداف اسرائيلي بينما كان يقود سيارته في المدينة، وفق ما قال مصدر أمني لوكالة فرانس برس. وأكدت اسرائيل استهدافهم.
بحسب أحد معارف العائلة، كان برجاوي قد دعا ابنته وصهره وطفليهما الذين يقيمون في بلدة السكسكية المجاورة إلى منزله للعشاء.
وأوضح أمين شومر، مختار السكسكية، لوكالة فرانس برس أن “علي عامر وزوجته وطفلاه (3 و4 سنوات) كانوا بضيافة أهل زوجته في النبطية”.
وأضاف “أصيب علي عامر إصابة حرجة ونقل على أثرها إلى المتشفى وأجريت له عمليات عاجلة، فيما استشهدت زوجته وابنه البالغ أربع سنوات”.
تباعاً، عثرت فرق الاسعاف بين أنقاض المبنى على جثث برجاوي وابنتيه أماني وزينب وشقيقته فاطمة وحفيده محمود، ثم أشلاء زوجته وابنة شقيقته، وفق المصدر الأمني.
وانتشل المسعفون ليلاً بعد أربع ساعات من العمل حفيد برجاوي الآخر، حسين عامر، وهو على قيد الحياة.
وأظهرت لقطات مصورة الطفل فور العثور عليه وقد غطت الدماء وجهه وبدا عليه الذعر.
وتشهد الحدود بين لبنان وإسرائيل منذ أكثر من أربعة أشهر تبادلا يوميا للقصف بين حزب الله والدولة العبرية على خلفية الحرب في قطاع غزة.
لكن في لبنان كما في إسرائيل، تطال الضربات بشكل متزايد مناطق بعيدة نسبيا عن المنطقة الحدودية. واستهدفت إحدى الضربات الإسرائيلية الأربعاء بلدة تبعد 25 كيلومتر من الحدود.
وفي الثامن شباط/فبراير، أصيب علي الدبس، وهو مسؤول عسكري في حزب الله بجروح خطرة في ضربة إسرائيلية استهدفت سيارته في النبطية، المدينة الواقعة على بعد حوالى 12 كيلومترا بخط مستقيم عن الحدود الإسرائيلية والتي بقيت بمنأى عموما عن القصف المتبادل في الأشهر الأربعة الأخيرة.
وأكد الجيش الإسرائيلي الخميس أنه تمكن من قتله في الضربة على المبنى السكني في النبطية، الذي تقيم عائلة برجاوي في أحد طوابقه.
وأتت الضربة الأربعاء، وفق ما شاهد مصور لفرانس برس على الطابقين السفلي والأول وتبعثر الأثاث والمقتنيات في الحي.
وذكرت الوكالة الوطنية للاعلام الرسمية اللبنانية أن الضربة نفذتها “مسيّرة (إسرائيلية) بصاروخ موجه”.
“لا وجود لهدف عسكري”
وأغلقت المدارس والجامعات والإدارات الرسمية أبوابها الخميس في المدينة بقرار صادر عن المحافظة.
وقال طارق مروة (35 عاما) أحد جيران آل برجاوي لفرانس برس “كالعادة ظننا للوهلة الأولى أن المنزل ربما يعود لأحد من حزب الله وعلمنا لاحقا أنه منزل حسين برجاوي وهو مدني وليس منظماً في أي حزب”
وأكد حمد بدير (67 عاما) وهو صاحب متجر لتصليح إطارات السيارات مجاور للمنزل “من استھدفوا ھم مدنيون وكل الناس تعرف ذلك، لا وجود لأي ھدف عسكري، الضحايا ھم من النساء والاطفال”.
ومذن بدء الحرب في غزة، يعلن حزب الله استهداف مواقع ونقاط عسكرية إسرائيلية دعماً لغزة و”إسناداً لمقاومتها”، ويردّ الجيش الإسرائيلي بقصف جوي ومدفعي يقول إنه يستهدف “بنى تحتية” للحزب وتحركات مقاتلين قرب الحدود.
لكن الضربات الإسرائيلية الأربعاء والتي طالت عدداً من البلدات، بما فيها النبطية، أودت بحياة عشرة مدنيين وخمسة عناصر من حزب الله، ما يشكل أكبر حصيلة يومية منذ بدء التصعيد.
وفي الجانب الإسرائيلي، قتلت الأربعاء مجندة في صاروخ أطلق من جنوب لبنان ولم يعلن أي طرف مسؤوليته عنه.
وتتحدث الأمم المتحدة عن “تصعيد خطر” يزيد المخاوف من اتساع رقعة الحرب الدائرة بين حماس وإسرائيل في قطاع غزة منذ السابع من تشرين الأول/أكتوبر، إقليميا.
ومنذ بدء التصعيد، قتل 259 شخصا في لبنان بينهم 181 عنصرا من حزب الله و40 مدنيا، ضمنهم ثلاثة صحافيين، وفق حصيلة جمعتها فرانس برس. وفي إسرائيل، أحصى الجيش مقتل عشرة جنود وستة مدنيين.
المصدر: وكالات