نتنياهو يتوعد “حزب الله” وقافلة مساعدات ثانية تدخل إلى غزة من مصر
قصفت إسرائيل جنوب قطاع غزة بضربات جوية في وقت مبكر، اليوم الأحد، وقالت إنها ستكثف هجماتها على شمال القطاع، في الوقت الذي تعهدت فيه الولايات المتحدة إيصال مزيد من المساعدات للفلسطينيين الذين ينفد لديهم الغذاء والماء والأدوية والوقود.
وذكرت وسائل إعلام فلسطينية أن 11 فلسطينياً في الأقل قتلوا في غارة إسرائيلية على مدينة خان يونس جنوب قطاع غزة. وأضافت أن إسرائيل قصفت أيضاً مدينة رفح الجنوبية.
وجاءت الغارات الليلية بعد ساعات من دعوة المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي الأميرال دانيال هاجاري سكان غزة إلى التحرك جنوباً حتى لا يتعرضوا لأي أذى.
وقال هاجاري في إفادة للصحافيين الإسرائيليين، أمس السبت، موجهاً كلامه لسكان غزة “من أجل سلامتكم تحركوا جنوباً. سنواصل الهجوم في منطقة مدينة غزة ونزيد الهجمات”.
واستقبل قطاع غزة أمس السبت أول قافلة مساعدات إنسانية يسمح لها بالدخول عبر معبر رفح الحدودي منذ اندلاع الحرب. وقالت الأمم المتحدة إن القافلة المكونة من 20 شاحنة تحمل إمدادات منقذة للحياة سيتسلمها الهلال الأحمر الفلسطيني.
لكن مكتب الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية قال إن حجم البضائع التي دخلت، أمس السبت، يعادل نحو 4 في المئة من المتوسط اليومي للواردات التي كانت تدخل غزة قبل الأزمة، ولا يمثل سوى جزء صغير مما هو مطلوب بعد 13 يوماً من حصار القطاع الذي يعيش فيه 2.3 مليون شخص.
ورحب الرئيس الأميركي جو بايدن بوصول المساعدات بعد أيام من المفاوضات المكثفة، وقال إن الولايات المتحدة ملتزمة ضمان دخول مزيد من المساعدات عبر معبر رفح الحدودي، وقال بايدن في بيان، “سنواصل العمل مع جميع الأطراف”.
واقترحت الولايات المتحدة في وقت متأخر أمس السبت مشروع قرار لمجلس الأمن الدولي يقول إن لإسرائيل الحق في الدفاع عن نفسها، ويطالب إيران بالتوقف عن تصدير الأسلحة إلى “الميليشيات والجماعات الإرهابية التي تهدد السلام والأمن في جميع أنحاء المنطقة”.
وبدأت إسرائيل “حصارها الشامل” على غزة بعد الهجوم الذي نفذته حركة “حماس” على بلدات إسرائيلية في منطقة غلاف غزة في السابع من أكتوبر (تشرين الأول)، مما أسفر عن مقتل 1400 شخص معظمهم من المدنيين في هجوم أحدث صدمة في إسرائيل.
وقالت وزارة الصحة في غزة أمس إن الضربات الجوية والصاروخية الإسرائيلية رداً على ذلك أدت إلى مقتل ما لا يقل عن 4385 فلسطينياً، من بينهم مئات الأطفال، إضافة إلى تشريد أكثر من مليون من سكان القطاع.
غزو بري يلوح في الأفق
حشدت إسرائيل الدبابات والقوات بالقرب من السياج الحدودي حول قطاع غزة استعداداً لغزو بري مزمع بهدف القضاء على “حماس”، بعد حروب عدة غير حاسمة يعود تاريخها إلى استيلاء الحركة على السلطة في القطاع عام 2007.
وفي مقطع فيديو وزعه الجيش الإسرائيلي، أمس، قال رئيس الأركان اللفتنانت جنرال هرتسي هاليفي للقوات، “سندخل قطاع غزة لتدمير مسلحي (حماس) والبنية التحتية للحركة، وسنضع في اعتبارنا الصور التي حدثت يوم السبت قبل أسبوعين والأشخاص الذين سقطوا في ذلك اليوم”.
وأظهرت لقطات نشرها الجيش الإسرائيلي، أمس السبت، قيام القوات الإسرائيلية بتدريبات بالذخيرة الحية “استعداداً للمرحلة المقبلة من الحرب”.
وقالت “حماس” إنها أطلقت صواريخ باتجاه تل أبيب أمس رداً على غارات جوية إسرائيلية قالت وزارة الصحة في غزة ووسائل إعلام تابعة لـ”حماس” إنها أسفرت عن مقتل 50 شخصاً على الأقل وإصابة العشرات.
وقالت وزارة الخارجية الأميركية إنه وسط تزايد المخاوف الدولية من احتمال اتساع الصراع إلى حرب إقليمية، حذر الوزير بلينكن رئيس الوزراء اللبناني نجيب ميقاتي في اتصال من أن الشعب اللبناني سيتأثر إذا انجذبت بلاده إلى الصراع.
وقالت إسرائيل إن طائراتها قصفت أهدافاً لـ”حزب الله” في لبنان أمس السبت، وإن أحد جنودها أصيب بصاروخ مضاد للدبابات في قتال عبر الحدود قالت الجماعة المدعومة من إيران إنه أسفر عن مقتل ستة من مقاتليها.
وقال مسعفون فلسطينيون إن طائرات إسرائيلية قصفت أيضاً مخيم جنين للاجئين بالضفة الغربية في ساعة مبكرة من صباح اليوم الأحد، مما أدى إلى مقتل فلسطينيين اثنين وإصابة عدد آخر.
وقال الجيش الإسرائيلي إن طيرانه قصف “طريقاً للإرهابيين” أسفل مسجد في جنين.
لا انفراجة في القاهرة
ولم تؤتِ الطرق الدبلوماسية الرامية إلى ضمان وقف إطلاق النار ثمارها حتى الآن.
وندد الزعماء العرب خلال “قمة القاهرة للسلام” التي نظمت على عجل، أمس السبت، بالقصف الجوي الإسرائيلي لغزة، بينما قال المشاركون الأوروبيون إن المدنيين تنبغي حمايتهم، لكن مع غياب إسرائيل وكبار المسؤولين الأميركيين عن القمة، انتهت المحادثات دون التوصل إلى اتفاق لاحتواء العنف.
المصدر: اندبندنت عربية