ارتفاع حصيلة قصف غزة إلى 15523 قتيلا وفوضى تعم المستشفيات

كثفت إسرائيل أمس السبت قصفها على قطاع غزة لليوم الثاني على التوالي بعد انتهاء الهدنة مع حركة “حماس”، فيما قرر رئيس وزرائها بنيامين نتنياهو إعادة فريق جهاز الاستخبارات (الموساد) من قطر بعد بلوغ المفاوضات مع الحركة “طريقاً مسدوداً”.

وقال مكتب نتنياهو في بيان، “بعد بلوغ المفاوضات طريقاً مسدوداً أمر رئيس الموساد ديفيد بارنياع فريقه الموجود في الدوحة بالعودة إلى إسرائيل”. ورأى أن “منظمة (حماس) الإرهابية لم تنفذ التزاماتها بموجب الاتفاق الذي شمل الإفراج عن جميع الأطفال والنساء المختطفين وفقاً للائحة أرسلت إلى (حماس) وصدقت عليها”.

ميدانياً، أكد الجيش الإسرائيلي أمس السبت أنه قصف “أكثر من 400 هدف إرهابي” في غزة، مشيراً إلى أن طائراته الحربية ضربت “أكثر من 50 هدفاً في هجوم مكثف بمنطقة خان يونس”. وأوضح أنه استهدف “شمال قطاع غزة” بالمدفعية والغارات، وعلى وجه الخصوص “الخلايا الإرهابية” و”المسجد الذي تستخدمه حركة (الجهاد الإسلامي) كمركز قيادة عملياتي” و”مستودع أسلحة”.

وأعلنت وزارة الصحة التابعة لـ”حماس” أمس السبت أن القصف الإسرائيلي من البر والبحر والجو منذ صباح أول من أمس الجمعة، أدى إلى مقتل 240 شخصاً في الأقل وإصابة أكثر من 650 آخرين، مشيرة إلى أنه تركز على مدينة خان يونس بجنوب القطاع. وقالت إن الجيش الإسرائيلي شن “مئات الغارات الجوية والقصف المدفعي ومن البوارج والزوارق البحرية الحربية على مناطق قطاع غزة”، ولا سيما في خان يونس، حيث “دمرت عشرات البيوت والبنايات السكنية على ساكنيها”.

وفي إسرائيل، أفادت السلطات أمس السبت بصدور أكثر من 40 إنذاراً في شأن إطلاق صواريخ على وسط البلاد وجنوبها، من دون تسجيل ضحايا.

وامتدت الهدنة سبعة أيام وأتاحت الإفراج عن 80 رهينة من الإسرائيليين الذين يحمل بعضهم جنسيات أخرى، كانوا محتجزين في غزة، مقابل إطلاق 240 من الأسرى الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية. والغالبية العظمى من هؤلاء من النساء والأطفال. كما أفرجت “حماس” عن 25 رهينة إضافية من الأجانب لم يشملهم الاتفاق الأساس.

وأتاحت أيام الهدنة إدخال مزيد من المساعدات الإنسانية إلى القطاع عبر معبر رفح الحدودي مع مصر في ظل حاجات متزايدة لسكان القطاع البالغ عددهم 2.4 مليون نسمة.

وتتقاذف إسرائيل و”حماس” المسؤولية عن انتهاء الهدنة وعدم تمديدها، على عكس الرغبة التي أبدتها أطراف الوساطة، قطر ومصر والولايات المتحدة. وقالت الحركة أول من أمس الجمعة إنها اقترحت “تبادل أسرى” بـ”مسنين” من الرهائن، وأن تسلم جثث رهائن إسرائيليين “قتلوا في القصف الإسرائيلي”.

وأعلن الجيش الإسرائيلي أول من أمس الجمعة أنه تأكد من وفاة 5 من الرهائن وأبلغ عائلاتهم، قائلاً إن الدولة العبرية استعادت جثة أحدهم.

وأبدى الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش “أسفه العميق” لاستئناف القتال، آملاً في “التمكن من تمديد الهدنة”.

بدوره، دعا الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أمس السبت إلى “مضاعفة الجهود توصلاً إلى وقف دائم للنار والإفراج عن جميع الرهائن الذين ما زالوا محتجزين لدى (حماس) وتزويد سكان غزة مساعدات”. كما حذر إسرائيل من أن هدفها المعلن بـ”القضاء بالكامل” على حركة “حماس” قد يؤدي إلى حرب تمتد “10 سنوات”، لكن نتنياهو أعلن أمس السبت أن الحرب في قطاع غزة ستتواصل “إلى أن نحقق كامل أهدافها”، بما في ذلك إعادة جميع الرهائن الإسرائيليين والقضاء على “حماس”.

بدوره حض وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن إسرائيل أمس السبت على حماية المدنيين بالتوازي مع قتالها ضد “حماس” في غزة، قائلاً إن توفير الحماية للمدنيين ضروري لتحقيق الانتصار في حرب المدن ضد الحركة الفلسطينية المسلحة.

وقال أوستن أمام منتدى ريغان للدفاع الوطني في كاليفورنيا إنه “تعلم درساً أو اثنين عن حرب المدن” خلال قتاله في العراق وأيضاً قيادته الحملة العسكرية ضد تنظيم “داعش”. وأضاف “مثل (حماس)، كان تنظيم (داعش) متغلغلاً بعمق في المناطق المأهولة، وقد بذل التحالف الدولي الجهد لحماية المدنيين وإنشاء ممرات إنسانية، حتى خلال أصعب المعارك”. وتابع “العبرة ليست في أنه يمكنك الانتصار في حرب المدن من خلال حماية المدنيين، العبرة هي أنه لا يمكنك الفوز في حرب المدن إلا من خلال حماية المدنيين”. وقال “في قتال من هذا النوع، نقطة الارتكاز هي السكان المدنيون، وإذا دفعتهم إلى أحضان العدو، فإنك تستبدل هزيمة استراتيجية بالنصر التكتيكي”.

في موازاة الحرب في غزة، تواصل التصعيد في الضفة الغربية، ونفذت القوات الإسرائيلية عمليات ليل الجمعة/ السبت في مناطق مختلفة، وفق وكالة الأنباء الفلسطينية (وفا). وأحصت وزارة الصحة الفلسطينية مقتل زهاء 240 فلسطينياً برصاص الجيش والمستوطنين الإسرائيليين في الضفة الغربية منذ اندلاع الحرب في غزة في السابع من أكتوبر (تشرين الأول).

من ناحية أخرى، أعلنت وزارة الدفاع السورية أن الجيش الإسرائيلي نفذ ضربات فجر أمس السبت في محيط دمشق.

وقضى أربعة مقاتلين موالين لإيران بالغارات التي استهدفت مواقع لـ”حزب الله” اللبناني قرب دمشق، وفق المرصد السوري لحقوق الإنسان.

من جهته أعلن الحرس الثوري الإيراني أمس السبت مقتل اثنين من عناصره في هجوم إسرائيلي بسوريا، مشيراً إلى أنهما كانا يؤديان “مهمة استشارية” من دون تفاصيل.

وتثير حرب غزة مخاوف من اتساع التصعيد ليطال جبهات أخرى في الإقليم، خصوصاً بين إسرائيل وحليفتها الولايات المتحدة من جهة، وإيران وأطراف حليفة لها من جهة أخرى.

المصدر: اندبندنت عربية