استمرار الحرب الروسية الأوكرانية تنذر بمجاعة قادمة

تلقي الحرب الروسية الأوكرانية بتداعياتها على الاقتصاد العالمي حيث يعاني الاقتصاد من تقلبات وارتفاع أسعار وازمات متداخله حيث تعد الدولتان ” روسيا وأوكرانيا” من أكبر خمس دول مصدرة للحبوب في العالم، وحسب بعض التقديرات، فإن الأمن الغذائي العالمي بات على المحك، حيث تبلغ قيمة التجارة الزراعية العالمية مع هذين البلدين حوالي 1.8 تريليون دولار، وإن الدول الفقيرة هي التي ستشعر بنقص الإمدادات من المواد الغذائية أكثر من غيرها.

ويقدّر الإنتاج الروسي والأكراني بـ 30% من إمدادات القمح العالمي، إذ كانت أوكرانيا قبل الحرب تصدّر شهريًا نحو 4.5 مليون طن منتجات زراعية.

أنطونيو غوتيريش، الأمين العام للأمم المتحدة، قال في أيار الماضي، بأن الصراع الروسي الأوكراني “يهدد عشرات الملايين بانعدام الأمن الغذائي وسوء التغذية والمجاعة”.

كذلك ديفيد بيسلي المدير التنفيذي لبرنامج الغذاء العالمي (WFP) اتهم روسيا بشنّ حرب على “الأمن الغذائي العالمي” وبأن حصارها لموانئ أوكرانيا على البحر الأسود “يهدد الإمداد الغذائي لنحو 400 مليون شخص”.

وإجمالاً، يمكن رصد تأثيرات الحرب الروسية – الأوكرانية على سلاسل إمدادات الغذاء في العالم، كما يلي:

1- تعطيل النشاط الزراعي الأوكراني: أدى النزوح الكثيف للسكان من أوكرانيا إلى خفض أعداد المزارعين، ومن ثم تباطأت عمليات حصاد وتسليم المحاصيل الزراعية إلى الأسواق، وتراجع النشاط الزراعي في أوكرانيا خلال الفترة الأخيرة.

2- إغلاق الموانئ الأوكرانية: أُغلقت الموانئ الأوكرانية الواقعة على البحر الأسود، وهو ما تسبب في تعطيل سلاسل إمدادات الحبوب وغيرها من المحاصيل إلى الأسواق الخارجية. وبافتراض أنه لم تتضرر البنى التحتية للنقل الداخلي في أوكرانيا، بما في ذلك الطرق وشبكات السكك الحديدية، فسوف يتعذر شحن الحبوب الخشنة بواسطة القطارات بسبب عدم وجود نظام مُناسب للسكك الحديدية صالح لنقل الشحنات وبكميات كبيرة.

وستتضرر من الحرب الروسية – الأوكرانية منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا بشكل أكبر نظراً لاعتماد دول هذه المنطقة على واردات الغذاء، حيث تستورد من روسيا وأوكرانيا 42 في المئة من القمح و23 في المئة من الزيوت النباتية، وهو ما يجعلها عُرضة لارتفاع أسعار المواد الغذائية. كما أن انقطاع جزء فقط من إمدادات القمح سيدفع تلك الدول إلى البحث عن مصادر أخرى، وبأي تكلفة، لتزويدها باحتياجاتها، بدلاً من روسيا وأوكرانيا.

المصدر: وكالات