التحالف الفجئي لحركة النهضة مع حزب قلب تونس – هل هو تحالف مصالح حزبية ام تحالف مصالح وطنية؟

زهير بن الناصر – تونس

منذ الاعلان عن نتائج الانتخابات التشريعية بتونس و فوز حركة النهضة بالمرتبة الاولى التي تؤهلها لاختيار رئيس الحكومة و حزب قلب تونس على المرتبة الثانية يليهما ائتلاف الكرامة في المرتبة الثالثة لم تهدا الساحة السياسية التونسية بسبب تصريحات انصار حركة النهضة بانه لا مجال للتحالف مع قلب تونس لتشكيل الحكومة و تصريحات منتسبين لهذا الحزب بانهم يختارون المعارضة عن التحالف مع حركة النهضة .

كلها تصريحات ذهبت ادراج الرياح يوم الاربعاء 13 نوفمبر الجاري بعد ما تم انتخاب رئيس حركة النهضة راشد الغنوشي رئيسا للبرلمان التونسي الجديد بمجموع 123 صوتا بما فيها كامل اصوات نواب حزب قلب تونس .

وان كان الامر اثار استغراب متتبعي الحياة السياسية من المواطنين و الناشطين على وسائل التواصل الاجتماعي فانه لم يكن بنفس الغرابة عند الملاحظين و المحللين .

السبب الاول هو ان كلا الحزبين يعرفان جيدا ان موازين القوى داخل المجلس لا ترشح اي كان لتشكيل الحكومة و ثاني الاسباب هو الدعوات التي اطلقتها اغلب الكتل بانها لن تتحالف مع حركة النهضة مما دفع هذه الاخيرة الى البحث عن اسهل الحسابات وهي التوافق مع الحزبين المتحصلين على المرتبتين الثانية و الثالثة للحصول على النصاب القانوني من الاصوات داخل المجلس لتسيير و دمقرطة العمليات الانتخابية داخله .

صوت العقل السياسي التونسي جاء في عدة تحاليل سياسية لامت على الحزبين التراشق بالاتهامات و الحملات التي بلغت حد التشويه قبل تشكيل المجلس التشريعي الذي افضى الى تحالف حزبي غرضة الاول تقاسم الادوار في السلطة مع محافظة كل حزب على حد يرضيه سواء في ادارة شان مجلس النواب او في تشكيل الحكومة في مرحلة موالية و هنا لا جزم الا انه تحالف حزبي اختارته هذه الاحزاب لتحقيق منافع حزبية .

صوت اخر ذهب الى اعتبار المصلحة الوطنية اقتضت هذا التحالف و دفعت الاطراف المشاركة فيه اليه معللا هذا الموقف بان تعبير عدة كتل عن رفضها التحالف مع حركة النهضة او التحالف معها بشروط مسبقة اساسها المحاصة المشروطة في مستوى الحقاءب الوزارية هو الذي دفع حركة النهضة الى هذا الخيار .

اضافة الى ذلك فانه لا حزب و لا كتلة من الكتل البرلمانية قادرة على التنبا بالنجاح مجددا في هذه الانتخابات ان نجحت بعض القوى في افشال مساعي الحزب الفائز باكبر عدد من المقاعد في الانتخابات التشريعية في تشكيل الحكومة و اعادة الانتخابات بما فيها حزب قلب تونس .

و هنا يعلل اصحاب هذا الراي موقفهم بان التحالف كان من اجل المصلحة الوطنية و ان كان الجزم في هذا الراي او غيره يبقى رهين التحالفات التي ستكشفها مختلف مراحل تشكيل حكومة الحبيب الجملي الذب اختارته حركة النهضة رئيسا للحكومة .

*** جميع المقالات المنشورة تمثل رأي صاحبها فقط وليس بالضرورة رأي موقع إعلام العرب ***