التونسية جابر تتطلع للنهائي التاريخي على حساب صديقتها ماريا

تتطلع التونسية أنس جابر المصنفة ثانية عالمياً إلى مواصلة مشوارها الرائع في بطولة ويمبلدون الإنجليزية للتنس، ثالثة البطولات الأربع الكبرى، وبلوغ المباراة النهائية للمرة الأولى في مسيرتها الاحترافية، في سعيها إلى اللقب الغالي، عندما تلاقي «صديقتها» الألمانية تاتيانا ماريا اليوم.

وكانت الرومانية سيمونا هاليب، المصنفة أولى عالمياً سابقاً و18 راهناً، قد حجزت أيضاً بطاقة نصف النهائي، للمرة الثالثة في مسيرتها، بفوزها أمس على الأميركية أماندا أنيسيموفا 6-2 و6-4، بعد 3 سنوات من تتويجها باللقب الإنجليزي.

وبعمر الثلاثين، تبحث هاليب عن ثالث ألقابها الكبرى، علماً بأنها متوجة في رولان غاروس الترابية عام 2018، وهي تلاقي في المربع الأخير الكازاخستانية إيلينا ريباكينا المصنفة 23، والفائزة على الأسترالية أيلا تومليانوفيتش 4-6 و6-2 و6-3.

وقالت هاليب: «من الجميل أن أعود إلى نصف النهائي، أنا متأثرة جداً، لعبت ضد خصمة قوية جداً، كانت قادرة على إرسال كرات صاروخية في النهاية».

وتابعت هاليب: «تعيّن عليّ البقاء صلبة على قدمي. كنت بحاجة أيضاً إلى إرسالي. سارت الأمور على ما يرام، وأنهيت المواجهة بشكل جيد».

وتعد هاليب هي اللاعبة الأسرع حسماً لمبارياتها من حيث الوقت، فبعدما خاضت 4 ساعات و35 دقيقة في 4 مباريات، أنهت مباراة ربع النهائي في ساعة و3 دقائق لتخطي أنيسيموفا. في المقابل تستعد جابر لدخول مباراتها الأهم في مسيرتها، وهي التي دخلت في سن السابعة والعشرين تاريخ البطولات الأربع الكبرى، وتحديداً ويمبلدون، ببلوغها نصف النهائي في إنجاز للعرب في «الغراند سلام»، وباتت تمني النفس ببلوغ المباراة النهائية، وتتويج مسارها الرائع باللقب الكبير الغالي.

وقالت جابر عقب بلوغها نصف النهائي على حساب التشيكية ماري بوزكوفا: «إنجازي للعرب وأفريقيا يعني الكثير بالنسبة لي. كنت أمني النفس منذ البداية بالبقاء أطول فترة ممكنة في المنافسة. توقفت مسيرتي بعض المرات في ربع النهائي، وأنا سعيدة بتخطي هذا الحاجز».

وأشارت إلى أنها تبادلت بعض الرسائل مع نجم التنس المغربي السابق هشام أرازي، قبل مواجهة بوزكوفا، وأكد لها أن ربع نهائي البطولات الكبرى يشكل عقدة دائمة للعرب، وطلب منها فكها، مؤكدة أنها ردت عليه: «سأحاول يا صديقي؛ لكن لا تضع هذه المسؤولية على عاتقي».

وتابعت: «كان (أرازي الذي خرج 4 مرات من ربع نهائي بطولات «الغراند سلام») سعيداً بعد المباراة، وشكرني على نجاحي أخيراً في فك هذه العقدة وبلوغ نصف النهائي، والآن بإمكاني الذهاب بعيداً والتتويج باللقب».

لكن طريق جابر إلى التتويج تمرّ أولاً عبر صديقتها المخضرمة ماريا البالغة من العمر 34 عاماً، والتي تبلي بدورها البلاء الحسن في البطولة الإنجليزية، وهي التي أنجبت مولودتها الثانية سيسيليا قبل 15 شهراً فقط. وعلقت التونسية على مواجهة ماريا قائلة: «حظيت ماريا بقرعة صعبة في البطولة؛ خصوصاً فوزها على (اللاتفية يلينا) أوستابنكو و(اليونانية) ماريا ساكاري؛ حيث لعبت حقاً بطريقة جيدة جداً. أعرف أن بإمكانها اللعب بطريقة جيدة جداً على الملاعب العشبية، لذلك يجب أن أكون على أتم الاستعداد لمواجهتها».

وأضافت جابر التي تتفوق على ماريا في 3 مواجهات جمعت بينهما حتى الآن: «ستكون مباراتنا حافلة بالكرات القصيرة الساقطة. سأتوقع ذلك؛ لكنني سألعب مباراتي، وسأقاتل».

وتابعت «يجب أن أكون مستعدة لكراتها القصيرة الساقطة، لقد شاهدت مباراتها ضد (الفرنسية) باري؛ حيث لعبتها كثيراً. سأستعد مع مدربي ونرى كيف سنخوض اللقاء».

وأشارت جابر إلى علاقتها الجيدة مع عائلة ماريا، وقالت: «تبادلت المزاح مع ابنتها شارلوت، وقلت لها: هل ستساندينني أم والدتك؟ في محاولة مني لتحويل مساندة الطفلتين ناحيتي؛ لكنها عائلة لطيفة جداً، وأنا سعيدة جداً بأنها حققت ما تستحقه، كونها عانت كثيراً وليس من السهل العودة إلى اللعب على أعلى مستوى بعد الإنجاب مرتين».

وأردفت قائلة: «ستكون مباراة رائعة، بيننا كثير من الاحترام، بطبيعة الحال لن نكون صديقتين لمدة ساعتين، أو لا أعرف كم ستستغرق المباراة ثم نعود صديقتين بعد نهايتها».

وأوضحت: «طفلتاها لطيفتان جداً، ومن الرائع مشاهدتها معهما في دورات الرابطة، وحقيقة إنها عادت إلى اللعب وفعلت كل ما في وسعها حتى الآن. إنها تستحق الوجود هنا. أحب ابنتها شارلوت، إنها تلعب التنس، ومن السعادة مشاهدتها وهي تلعب، والصغيرة (سيسيليا) مبتسمة دائماً وتملك طاقة رائعة. أنا عموماً أحب هذه العائلة، دعوني مرة إلى بيتهم وكان وجودي معهم رائعاً».

يذكر أن ماريا تخوض منافسات «الغراند سلام» للمرة الـ46 في مسيرتها الاحترافية (بينها التصفيات)، ولم تنجح قط في تخطي الدور الثالث. وأصبحت يوم الاثنين ثامن لاعبة مولودة عام 1987 تبلغ نصف النهائي في بطولة كبيرة. وكانت اللاعبة الأولى هي الروسية ماريا شارابوفا عام 2004 في ويمبلدون.

وتحتل ماريا المركز 103 عالمياً حالياً، علماً بأن أفضل تصنيف لها في مسيرتها الاحترافية هو المركز 46 في نوفمبر (تشرين الثاني) 2017، بعد عودتها من أول إجازة أمومة لها في 2014.

ووجهت ماريا إنذاراً لمنافستها منذ أبريل (نيسان) الماضي، عندما حصلت على لقبها الثاني في دورة بوغوتا كلاعبة صاعدة من التصفيات؛ حيث كانت مصنفة في المركز 237، علماً بأن لقبها الأول كان في دورة مايوركا الإسبانية عام 2018. لكن جابر المتوجة بثلاثة ألقاب في مسيرتها، بينها لقبان هذا الموسم؛ حيث تتألق بشكل لافت (دورتا مدريد وبرلين) وبلغت المركز الثاني على لائحة المصنفات، تبدو أكثر تصميماً على مواصلة كتابة التاريخ.

تحدثت عن قرار عدم منح نقاط في بطولة ويمبلدون بسبب حظر المنظمين مشاركة اللاعبين الروس والبيلاروس بسبب غزو أوكرانيا؛ خصوصاً أنها تبلي البلاء الحسن في النسخة الحالية، وقالت: «حتى لا أكون كاذبة، كلما لعبت جيداً كانت لديك حسرة على عدم الحصول على نقاط، وصراحة أنا لا أنظر إلى نفسي فقط؛ بل إلى تاتيانا التي كافحت من أجل العودة ومن أجل الحصول على بطاقات دعوة، ولكن الأمر لم يكن سهلاً، والآن قدمت مشواراً رائعاً ولن تحصل على أي نقطة».

وختمت مبتسمة: «كيفما كان الأمر، يجب أن نتوقف عن التركيز على النقاط، وربما تكون المكافأة المالية أفضل».

من جهته، ضرب البريطاني كاميرون نوري (المصنف التاسع) موعداً نارياً مع الصربي نوفاك ديوكوفيتش المصنف الأول وحامل اللقب، في الدور نصف النهائي اليوم. وصعد نوري إلى المربع الذهبي لإحدى بطولات «الغراند سلام» الأربع الكبرى للمرة الأولى في مسيرته، كما بات أول بريطاني يبلغ هذا الدور في ويمبلدون، منذ مواطنته جوهانا كونتا في 2017.

وتخطى نوري في دور الثمانية البلجيكي ديفيد جوفين: 3-6 و7-5 و2-6 و6-3 و7-5، ليحقق حلمه بمواجهة ديوكوفيتش.

ويسعى ديوكوفيتش إلى أن يصبح رابع لاعب فقط يحرز اللقب الإنجليزي 4 مرات توالياً، بعد السويدي بيورن بورغ، والأميركي بيت سامبراس، والسويسري روجر فيدرر. كما أنه يريد إحراز لقبه السابع في البطولة، ليصبح على مسافة لقب واحد من الرقم القياسي المسجل باسم فيدرر.

المصدر: الشرق الأوسط