شخصيات إسرائيلية تطالب بأحكام مشددة على فساد نتنياهو

طالب عدد من الشخصيات الجماهيرية الإسرائيلية، ببنود اتهام قاسية أكثر تفضي إلى الحكم بالسجن الفعلي على رئيس الوزراء الأسبق بنيامين نتنياهو، بالتزامن مع التقدم في سماع شهود الإثبات في محاكمته، حول ثلاثة ملفات فساد، كشفت التفاصيل عن طلباته الكثيرة من «أصدقائه» بمده بكميات كبيرة من السيجار الفاخر والشمبانيا والحلي والمجوهرات،
وقال القاضي المتقاعد، موشيه غلعاد، إنه يمشي «مطأطأ الرأس» خزياً وخجلاً من حقيقة رئاسة نتنياهو الحكومة السابقة، ومن أنه مرشح لرئاسة الحكومة في الانتخابات القادمة. وأعرب عن استغرابه من تأخير إفادة هداس كلاين، وهي الموظفة التي كانت تلبي طلبات نتنياهو وزوجته من السلع الفاخرة، بالقول، إنه «كان يجب أن نسمع إفادتها من بداية المحاكمة، حتى يعرف الجمهور مدى خطورة سلوكيات الرجل».
وقال رئيس بلدية تل أبيب، الجنرال المتقاعد رون خولدائي، إنه «لو تم توجيه اتهامات كهذه لرئيس بلدية في إسرائيل، لكان الآن في السجن حتى نهاية محاكمته». وأضاف «واضح أن نتنياهو جاء بتقاليد حكم فاسدة، وليس صحيحاً ما يقوله دفاعاً عن نفسه، بأن مسموح له أن يحصل على هدايا من أصدقائه. فالهدايا ممنوعة، خصوصاً إذا كانت لرئيس حكومة. هذه مخالفة جنائية وأخلاقيات لا تلائم قادة انتُخبوا لخدمة الجمهور ويقبضون رواتب ضخمة «كي لا يحتاجوا إلى طلب الهدايا».
ويحاكم نتنياهو منذ نصف السنة، وفق ثلاث لوائح اتهام، الاحتيال وتلقي الرشى وخيانة الأمانة. وقد بدأت المحكمة المركزية في القدس في الاستماع، هذا الأسبوع، لإفادة الشاهدة المركزية في قضية المنافع الشخصية (الملف 1000)، هداس كلاين، مساعدة رجلي الأعمال، الإسرائيلي أرنون ميلتشين، والأسترالي جيمس باكر. وستستمر إفادتها حتى نهاية الشهر، لحين خروج المحكمة إلى عطلة تعود بعدها للانعقاد أواسط شهر سبتمبر (أيلول) المقبل. وتتهم النيابة العامة نتنياهو، بأنه مقابل تلك الهدايا، سعى إلى تمديد تأشيرة دخول ميلتشين إلى الولايات المتحدة، حيث يعمل في صناعة الأفلام في هوليوود، وكذلك سعى لمنحه امتيازات تقدر بعشرات ملايين الدولارات في مشروع إعلامي لم ينفذ.
وقالت كلاين، إنه في ضوء رفض السفارة الأميركية منح ميلتشين تأشيرة الدخول إلى الولايات المتحدة، طلب منها أن تتصل بسرعة بنتنياهو والسفير الأميركي في حينها، دان شابيرو لحل هذا الأمر. وبحسب كلاين، فإن نتنياهو هاتفها عند منتصف الليلة، وسألها «لماذا ميلتشين قلق… ستتم معالجة الأمر». وأضافت، أنها في اليوم التالي تلقت اتصالاً من شابيرو الذي أبلغها أنه «تمت المصادقة على التأشيرة».
وأفادت كلاين، بأن الزوجين نتنياهو، طالبا خلال استضافتهما في بيت باكر، بوجبات طعام يعدها طهاة أحضرهم باكر إلى إسرائيل. مضيفة، أن سارة نتنياهو طلبت في العام 2015، من ميلتشين، أن يهديها خاتماً وقلادة بمناسبة عيد ميلادها،. وقالت، إن «الطلب كان محدداً، خاتماً معيناً. ورسمت لي على قصاصة ورق حجم إصبعها؛ لأنه لا يمكنني الذهاب معها إلى محل المجوهرات». وتابعت، أنه في مرحلة معينة، توجهت لها سارة بشكل فظ، وقالت «إن رئيس الحكومة (زوجها نتنياهو)، اعتبر أنني أحرجها؛ ولهذا السبب لن تطلب مني أي شيء وإنما من ميلتشين نفسه».
وتابعت، أن ردها كان «لدي ضوء أحمر من ميلتشين. فإذا وافق أذهب واشتري الحلي. وخلال محادثة بين ميلتشين ومعها، طلب أن يصادق نتنياهو على الشراء». وقالت كلاين، إن باكر اشترى حلياً لسارة نتنياهو بمبلغ 40 ألف دولار. كما قالت، إنها كانت تدفع مقابل السيجار قرابة 8000 شيقل شهرياً (الدولار يساوي 3.5 شيقل)، هذا عوضاً عن الشمبانيا التي تقدر بمبالغ أكبر.
وحسب لائحة الاتهام، فإن قيمة مجموع ما حصل عليه نتنياهو من سيجار وشمبانيا، يقدر بمبلغ 690 ألف شيقل، على الأقل. ويرفض نتنياهو الاتهامات ويعتبر الهدايا أمراً طبيعياً بين الأصدقاء. لكن معارضيه يعتبرونها رشى حصل عليها مقابل خدمات قدمها بحكم منصبه وتأثيره.

المصدر: الشرق الأوسط