الجزائر تفرض ارتداء الكمامات الواقية ابتداء من أول أيام عيد الفطر

قررت الحكومة الجزائرية فرض ارتداء الكمامات الواقية ابتداء من أول أيام عيد الفطر في جميع أنحاء البلاد، للحيلولة دون تفشي فيروس كورنا الذي أودى بحياة 575 شخصا لغاية يوم الخميس 21 مايو/ أيار، بينما أصيب أكثر من 7700 آخرين بهذا الوباء.

وأوضح البيان الذي أصدرته وزارة الصحة الجزائرية في بداية الأسبوع الجاري “يمنع منعا باتا دخول الأماكن العمومية كالأسواق المغطاة وغير المغطاة، والمحال التجارية والمقابر والمرائب وغيرها دون ارتداء كمامة، إضافة إلى احترام مبدأ التباعد المكاني والمسافات”.

جاء هذا القرار الذي فجع نوعا ما الجزائريين كونهم غير متعودين على ارتداء الكمامات، بعد اللقاء الذي جمع الرئيس عبد المجيد تبون بأعضاء اللجنة الوطنية العلمية لرصد وتفشي فيروس كورونا في البلاد.

“الكمامات لا تقل فعاليتها عن الحجر الصحي”

هذه اللجنة أوصت بتمديد مدة الحجر الصحي بأسبوعين كاملين (أي حتى نهاية شهر مايو/ أيار الجاري) وبفرض ارتداء الكمامات الواقية على الجميع لأنها “لا تقل فعاليتها عن الحجر الصحي”، حسب اللجنة.

وكانت الجزائر قد خففت في الأيام الأولى من شهر رمضان الحجر الصحي المفروض منذ نيسان/ أبريل للسماح للمواطنين باقتناء حاجياتهم اليومية. لكن سرعان ما عادت لتفرض قيودا صارمة على حرية التنقل بسبب ارتفاع عدد الإصابات بفيروس كورنا في بعض المدن، على غرار الجزائر العاصمة والبليدة التي تقع على بعد 40 كيلومتر عن العاصمة غربا والتي تعتبر بؤرة للفيروس.

إضافة إلى الارتداء الإجباري للأقنعة الواقية، قررت أيضا الحكومة الجزائرية تعليق حركة المرور بين الولايات ومنعها خلال اليومين الأولين لعيد الفطر في المدن للحد منالزيارات العائلية، والتي قد تتحول إلى سبب لتفاقم تفشي فيروس كورونا.

عقوبات قد تصل إلى السجن بحق كل شخص لا يحترم الإجراءات الوقائية

وبهدف فرض احترام الإجراءات الجديدة، حذرت السلطات الجزائرية من أنها ستنشر عددا من قوات الأمن في المدن والطرق الرئيسية وأنها ستقوم بـ” تغريم المخالفين” مع العلم أن العقوبة يمكن أن تصل إلى السجن النافذ.

وفي بيان حذرت الحكومة من أن”كل شخص لا يحترم إجراءات الحجر الصحي، كعدم ارتداء الكمامة الواقية أو عدم احترام مسافة التباعد الاجتماعي بإمكانه أن يعاقب جنائيا”. إلى ذلك، كشف رياض محياوي، وهو عضو في اللجنة العلمية لرصد وانتشار فيروس كورونا أن سعر الكمامة الواحدة لن يتجاوز 40 دينارا أي حوالي 0,30 يورو.

وفي حوار مع الإذاعة الجزائرية، أكد أن “الكمامات ستكون متوفرة بشكل كاف في جميع الأماكن”، مضيفا “لا ندري ماذا سيحدث مستقبلا، لكن ارتداء الكمامة عامل مهم. إذا ارتدى الجميع الكمامة نستطيع تجاوز الوباء”.

وزير الصحة الجزائري: قد نواجه خطرا أكبر

من ناحيته، أعلن وزير الصحة عبد الرحمن بن بوزيد الخميس أن “عملية توزيع 5 ملايين كمامة واقية بشكل مجاني قد بدأت في الجزائر العاصمة ومدينة البليدة”، وهما المدينتان اللتان عرفتا أعلى معدل إصابات بفيروس كورونا.

لكن وزير الصحة الجزائري أوضح أن “التوزيع المجاني للأقنعة لن يستمر لفترة طويلة” داعيا الجزائريين “إلى اقتناءها بسرعة في الصيدليات والأماكن المخصصة لذلك”. وتابع “أحذر كل الجزائريين بأننا قد نواجه خطرا أكبر. لذا ارتداء الكمامة الواقية لا يجب أن ينظر إليه على أنه مشكلة بل حل لوقف تفشي وباء كورونا والتغلب عليه”.

وتعد الجزائر والسعودية من بين الدول التي عرفت ارتفاعا ملحوظا لعدد الإصابات بفيروس كورونا. وكانت أصوات معارضة لحكومة جراد انتقدت في بداية الأزمة “تماطل” السلطات الصحية الجزائرية في محاربة فيروس كورونا مقارنة بدول الجوار كتونس أو المغرب.

المصدر: فرانس 24