الجزائر: غموض يلف أسباب اعتزال مرشح رئاسي ووزير سابق

أعلن مرشح انتخابات الرئاسة الجزائرية ووزير الثقافة السابق، عز الدين ميهوبي، ابتعاده عن العمل السياسي نهائياً، مبدياً انزعاجاً من مدونات ومنشورات على منصات الإعلام الاجتماعي تخصه؛ وصفها بـ«المغرضة».

وقال ميهوبي على حسابه في «فيسبوك» أمس: «لفت انتباهي في الآونة الأخيرة، مثل كثير من النّاس، ورود اسمي في أخبار أو مقالات بمواقع إلكترونية، ضمن قراءات وتكهنات لا صلة لي بها، بل إنّ أغلبها مغرضٌ ويهدفُ لنشر مغالطات، أبرّئ نفسي منها»، من دون أن يذكر ما كتب عنه وتسبب في تذمره.

وأوضح ميهوبي، وهو شاعر وروائي، أنه سيعتزل العمل السياسي «بعد مسيرةٍ مهنيّة ثريّة ومنتجة في المجالين الثقافي والإعلامي والممارسة السياسيّة، تبوّأتُ خلالها عديد المواقع والمسؤوليات في الإدارة ومؤسّسات الدّولة، وقدّمتُ ما استشعرتُ أنّهُ جهدٌ صادقٌ، واجتهادٌ مطلوب في أداءِ المهام المنوطةِ بي، وساهمتُ في الاستحقاقات التي عرفتها البلاد في كلّ الفترات من منطلقِ المواطنة والوطنيّة».

وأضاف ميهوبي أنه «بعد هذه التجربة التي أعتزُّ فيها بخدمة وطني، أجّددُ مرّةً أخرى للرأي العام اعتزالي العمل السياسيّ والحزبيّ، وتفرُّغي التّام للكتابة، وتكريس جهدي للعمل الأدبي والفكري، الذي بدأتُ به مسيرتي قبل أربعين عاماً، مُساهِماً في الفعل الثقافي، الذي يُشكّلُ ركيزةً هامّة في بناء كيان الدّولة، وتعزيز تنوُّعها وهويّتها وإشعاعها على العالم».

ولا يعرف بالتحديد سبب استياء ميهوبي الذي دفع به إلى حسم موضوع اشتغاله بالسياسة. لكن مقربين منه أكدوا لـ«الشرق الأوسط» أنه أعلن منذ عامين اعتزاله العمل السياسي، والتفرغ تماماً للكتابة والتأليف، «قبل أن يفاجأ قبل أسابيع بأنّ بعض المواقع الإلكترونية والمدونات تزج باسمه في مقالات مغرضة جداً. وقد رأى ألا يخوض معها في مهاترات وتهيؤات، وأن يتحوّل إلى مادة استهلاكية يتغذى منها تجار الإشاعات، وارتأى أن يقطع الشك باليقين، وأن يجدد تأكيد اعتزاله، ليس العمل السياسي فحسب؛ بل وحتى الحزبي»، في إشارة إلى ابتعاده عن حزب «التجمع الوطني الديمقراطي» المؤيد للسلطة، والذي كان أمينه العام عندما خاض تجربة «رئاسية» عام 2019.

وبدا في حديث المقربين منه تلميح إلى مدونة الصحافي الشهير، المسجون منذ أسبوعين، قاضي إحسان، التي كتبها في سياق صدور عمل أدبي جديد لميهوبي في نوفمبر (تشرين) الثاني الماضي، وتناول فيها المتابعة القضائية التي تعرض لها الوزير السابق بشبهة الفساد، والتي كاد يسجن على أثرها، وفق الصحافي المتابع حالياً بتهمة «التمويل المشبوه» لمنصة رقمية إخبارية يديرها، تضم موقعاً وإذاعة تبث على الإنترنت، والتي تم تشميع مقارها نهاية العام الماضي.

يذكر أن «تسريبات» من التحقيق مع مدير الأمن الداخلي السابق، الجنرال واسيني بوعزة، أكدت أنه كان عراب ترشح ميهوبي للانتخابات الماضية، وكان المنافس الأساسي للمرشح عبد المجيد تبون، الذي أصبح رئيساً. وسجن واسيني بعد أشهر من الاستحقاق، وحكم عليه القضاء العسكري عام 2021 بالسجن 16 سنة، بتهم «عدم احترام القانون العسكري»، و«التزوير والثراء غير المشروع»، و«التدخل في شؤون القضاء».

والاثنين الماضي، أعلن السياسي المشاكس مرشح انتخابات الرئاسة سابقاً، رشيد نكاز، في بيان عن «توقفه نهائياً عن النضال السياسي»، بعد شهور طويلة قضاها في السجن بتهم كثيرة، معظمها مرتبط بنشاطه السياسي معارضاً. وقال إنه يرغب في أن يتفرغ للعلاج من أمراض أصيب بها في السجن؛ وفقه. كما أكد أنه يريد أن يعود إلى عائلته التي تعيش في الولايات المتحدة، والتي غادرها منذ 3 سنوات لينخرط في السياسة بالجزائر، علماً بأن نكاز مولود بفرنسا، وسبق أن ترشح لانتخابات الرئاسة بها.

المصدر: الشرق الأوسط