العراق ـ أنصار الصدر يستعرضون قوتهم بمظاهرات حاشدة

تجمع عشرات الآلاف من أنصار رجل الدين الشيعي مقتدى الصدر في بغداد في استعراض للقوة السياسية مع اقتراب موعد الانتخابات التشريعية المقررة في حزيران/يونيو المقبل على أمل تحقيق فوز كبير فيها ليكون رئيس الوزراء من الصدريين.

رغم تفشي فيروس كوفيد-19، تجمع عشرات الآلاف من أنصار رجل الدين الشيعي مقتدى الصدر كتفا لكتف لأداء صلاة الجمعة في ساحة التحرير ببغداد والشوارع المحيطة بها. وتلى الشيخ خضير الأنصاري كلمة للصدر قبيل أداء صلاة الجمعة الموحدة قال فيها “إننا لسنا طامعين بالحكم لكننا ملتزمون بالدفاع عن العراق من خلال تحقيق أغلبية صدرية في البرلمان مضحية بنفسها من أجل الإصلاح لأننا نريد رئاسة الوزراء حتى نحمي العراق من سلطة الأحزاب الفاسدة”. وأضاف “سندافع بكل سلمية بعيدا عن العنف والقتل لأننا ملتزمون بالدفاع عن العراق أمام الفاسدين وأن مشروع الإصلاح أمانة في اعناقنا”.

ودعا التيار الصدري إلى تظاهرات للمطالبة بمحاربة الفساد المستشري في الدولة، لكنها تأتي أيضا في سياق التحضيرات لانتخابات العام المقبل. وقال مقتدى الصدر في تغريدة هذا الأسبوع إنه يتوقع تحقيق فوز كبير في الانتخابات وأنه سيدفع باتجاه أن يكون رئيس الوزراء المقبل من التيار الصدري لأول مرة.

وحقق “الصدريون” نتائج متقدمة في انتخابات أيار/مايو 2018، إذ حازوا 54 من إجمالي 329 مقعدا في البرلمان ليشكلوا أكبر كتله.

ورفع أنصار التيار الصدري اليوم الجمعة (27 تشرين الثاني/ نوفمبر 2020) أعلام العراق وصورا لمقتدى الصدر، يظهر في بعضها وهو يرتدي لباسا عسكريا وهي تعود إلى فترة تزعمه تنظيم “جيش المهدي” المسلح. ولم يشارك مقتدى الصدر في التظاهرة، وهو نادرا ما يظهر في تجمعات عامة.

كما شهدت محافظات في وسط جنوبي البلاد مظاهرات مماثلة حملت ذات الشعارات والخطابات في مشهد عد استفتاء مبكر لخوض الانتخابات البرلمانية المبكرة التي ستجرى في العراق منتصف العام المقبل.

ونقلت وكالة الأنباء الفرنسية عن مصادر طبية قولها إن متظاهرت قتل بالرصاص وجرح 49 أخرون في صدامات بين متظاهرين معارضين للحكومة وآخرين من أنصار الصدر في مدينة الناصرية الواقعة في جنوب البلاد. وأوضحت المصادر أن 9 من بين الجرحى أصيبوا بالرصاص. وحمّل الناشط البارز في الناصرية محمد الخياط أنصار الصدر المسؤولية عن العنف.

وحدد رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي موعد الانتخابات في حزيران/ يونيو 2021، أي قبل موعدها الأصلي بنحو عام، وذلك استجابة لمطلب أساسي رفعته حركة الاحتجاج الشبابية التي انطلقت في العراق خلال تشرين الأول/ أكتوبر 2019.

وستجري الانتخابات وفق قانون جديد بدلا من التصويت على اللوائح، بالتصويت على الأفراد وقلّص نطاق الدوائر الانتخابية. لكن يتوقع أغلب المراقبين تأجيل موعد الاقتراع بضعة أشهر على الأقل، ويرجح خبراء أن يستفيد الصدر ومرشَحوه من قانون الانتخابات الجديد.

المصدر: دي دبليو