الفصائل المسلحة تطالب حكومة السوداني بخروج قوات التحالف من العراق ولكن هل سيعني ذلك إطلاق يد إيران في الداخل العراقي؟

منذ اندلاع الحرب في قطاع غزة في تشرين الأول/أكتوبرالماضي، تتعرض قوات التحالف الدولي المنتشرة في العراق وسوريا لهجمات متواصلة تبتنى أغلبها ما يسمى بـ”المقاومة الإسلامية في العراق” والتي تجمع فصائل حليفة لإيران.

ويقول أبو فراس الحمداني الكاتب والمحلل السياسي العراقي أنه “مثلما يطالب البعض بخروج الولايات المتحدة من العراق، فإن هناك أيضاً من يطالب بخروج إيران، لأن الشعب العراقي يدفع ثمن هذا الصراع، فإذا اتفقوا دفعنا ثمن، وإذا اختلفوا دفعنا دماء وبالتالي فإن العراقيون هم الخاسرون على طول الخط”.

ويتابع الخبير العراقي إن مسألة تقاسم الأدوار مفهومة بشكل ما بل ويمارسه كل الأطراف، “فهناك رجال لأمريكا في العراق وهنالك رجال لإيران في العراق، وهناك إعادة تموضع ويحكم كل ذلك المصالح، لكن في الوقت نفسه هناك أناس وطنيون في كل هذه المكونات وعندهم هدف واضح، وهو استقلال العراق وسيادته بعيداً عن أمريكا وإيران”.

ويقول محللون إن أغلب الفصائل التي تهاجم قوات التحالف تدين بالولاء بشكل أو بآخر لإيران، ما قد يجعل العراق يقترب في موقفه من الاستراتيجية الإيرانية في المنطقة ويخشى خبراء من أن الرفض الحكومي العراقي لاستهداف ميلشيات في الداخل العراقي قد يجعل القرار العراقي أكثر قرباً – أو ربما ارتهاناً – للقرار الإيراني.

ويقول محللون إن الثمن الذي يدفعه العراقيون حالياً هو مزيد من سقوط العراق بين يدي إيران ويزيد من نفوذ طهران في الساحة العراقية سياسيا وعسكرياً.

وأضاف الحمداني أن على مستوى الشارع هناك رغبة حقيقية – لدى الشارع الجنوبي تحديداً – في انطلاقة عراقية سياسية بعيداً عن حكم الإسلام السياسي، وفتح أبواب الحرية وأجواء البناء والعمران والانعتاق من بعض الهيمنة الإيرانية”. وإنه طالما بقي الإسلام السياسي يحكم في العراق فلن يتغير شيء، حتى مع جهود زعماء محليين وطنيين لديهم قواعد شعبية كبيرة تدعمهم في هذا الشأن ولديهم رغبة حقيقية في تحرير القرار السياسي العراقي.

المصدر: وكالات