القضاء يسحب ترخيص آخر الصحف المستقلة في روسيا

حسمت محكمة روسية اليوم (الاثنين)، الوضع حول مصير صحيفة «نوفايا غازيتا» التي تعد آخر الصحف المستقلة في روسيا، بعدما كانت وسائل إعلام مستقلة واجهت مصيراً مماثلاً خلال الشهور الماضية.

وأمرت محكمة «باسمان» في وسط موسكو بإلغاء ترخيص مؤسسة «نوفايا غازيتا» (الجريدة الجديدة) بناءً على طلب من الدائرة الفيدرالية للرقابة على الاتصالات وتقنية المعلومات والإعلام «روسكومنادزور».

وقد حرمت المحكمة «نوفايا غازيتا» من شهادة التسجيل لوسائل الإعلام الخاصة، وعليه فلم يعد بمقدورها مواصلة الصدور حتى بالنسخة الرقمية، أو النسخ الموجهة لوسائل التواصل الاجتماعي، ابتداءً من تاريخ اتخاذ القرار. وتلت القاضية، أولغا ليبكينا، الحكم بـ«بطلان شهادة تسجيل نوفايا غازيتا». وأكدت المحكمة أن الجريدة لم تقدم ميثاق التحرير للمحكمة في المواعيد التي حددها قانون الإعلام. في حين أفادت مصادر الدفاع عن «نوفايا غازيتا» بأنها سوف تستأنف الحكم.

وكانت السلطات القضائية الروسية قد لاحقت الجريدة خلال الشهور الماضية وأصدرت محكمة «سيمونوفسكي» قراراً قبل أسابيع، بفرض غرامة قدرها 350 ألف روبل (5760 دولاراً) على المؤسسة بموجب المادة الإدارية الخاصة بـ«نشر معلومات كاذبة».

وتم إيقاف النسخة الورقية من «نوفايا غازيتا» في نهاية مارس (آذار) الماضي، بعد تلقيها التحذير الثاني من «روسكومنادزور» بشأن «عدم جواز انتهاك القانون»، في إطار التقييدات التي فرضت على وسائل الإعلام بعد اندلاع الحرب في أوكرانيا في 24 فبراير (شباط) الماضي.

وكانت الدائرة قد حذرت الجريدة من نشر موادها من دون إضافة إشارة واضحة على النسخة الورقية والنسخ الإلكترونية إلى كونها مدرجة على لوائح وزارة العدل كـ«عميل أجنبي»، ومنذ ذلك الحين، نشر الموقع معلومات تتعلق بمكاتب التحرير ورئيس التحرير، دميتري موراتوف، الحائز جائزة نوبل للسلام، من دون وضع الإشارة المطلوبة.

وبذلك تكون «نوفايا غازيتا» قد لاقت مصير إذاعة «صدى موسكو» التي جرى سحب ترخيصها وإغلاقها بشكل نهائي في مارس (آذار) الماضي، قبل أن تقوم السلطات بتصفية أصولها وتحويلها إلى القنوات الموالية للكرملين. وحالياً، تبث إذاعة «سبوتنيك» الحكومية المدرجة على قوائم الغرب كواحدة من قنوات الدعاية الأساسية للكرملين على الموجات التي كانت تستخدمها «صدى موسكو» قبل إغلاقها.

المصدر: الشرق الأوسط