المغرب.. مقترح لإدماج الأمازيغية في برامج محو الأمية

TO GO WITH AFP STORY BY OMAR BROUSKY- A school teacher helps a pupil reads a text in Amazigh, an ancient tongue, on September 27, 2010 in Rabat. The Amazigh language was first introduced in elementary classes in 2004 after Moroccan King Mohammed VI set up a Royal Institute for the Amazigh language (IRCAM) to promote Berber language and culture. AFP PHOTO ABDELHAK SENNA (Photo credit should read ABDELHAK SENNA/AFP/Getty Images)

 

يسعى المغرب بشكل حثيث إلى تفعيل الطابع الرسمي للأمازيغية في مجالات الحياة اليومية، وهو ما يتطلب جعل المواطنين على دراية بهذه اللغة الدستورية وحرفها “تيفيناغ” التي اعتمدتها المملكة منذ فبراير 2003 كأبجدية لكتابة هذه اللغة الدستورية.

ويستدعي هذا الأمر ضرورة إدماج اللغة الأمازيغية في برنامج محاربة الأمية ومخططاته، التي تتكلف بها الوكالة الوطنية لمحاربة الأمية.

وتهدف برامج هذه الوكالة الحكومية، إلى الانتقال بالمتعلمين والمتعلمات، من وضعية أشخاص أميين إلى وضعية أشخاص يعرفون الكتابة والقراءة، وقادرين على فك رموز الكتابات التي تشكل جزءا من حياتهم اليومية.

هذا الأمر تنبّه إليه حزب الحركة الشعبية (معارض)، عندما دعا إلى استعمال اللغة الأمازيغية إلى جانب اللغة العربية باعتبارهما لغتين رسميتين في محاربة الأمية بمختلف أشكالها.

مقترح قانون للتدارك

وجاء في مقترح قانون متعلق بتغيير وتتميم القانون الخاص بالوكالة الوطنية لمحاربة الأمية، قدمه فريق الحزب بمجلس المستشارين (الغرفة الثانية)، أنه يجب “استحضار ما جاءت به أحكام الدستور المغربي في فصله الخامس على أن اللغة الأمازيغية تعدّ لغة رسمية للبلاد بجانب اللغة العربية”.

كما استحضر مقترح القانون المذكور، الذي توصل موقع “سكاي نيوز عربية” بنسخة منه، كذلك “تفعيل المادة 26 من القانون المنظم لتفعيل الطابع الرسمي للأمازيغية، التي تنص على إدراج اللغة الأمازيغية إلى جانب اللغة العربية ضمن المواقع الإلكترونية الإخبارية للإدارات والمؤسسات العمومية والجماعات الترابية وسائر المرافق العمومية الأخرى”.

وتضمن البرنامج الحكومي الحالي، التزاما بتفعيل الطابع الرسمي للأمازيغية، خاصة من خلال إحداث صندوق خاص وضخه بميزانية تصل لمليار درهم بحلول عام 2025.

ورش استراتيجي للربح

ويرى عضو المكتب السياسي والناطق الرسمي باسم حزب الحركة الشعبية، عدي السباعي، أن “الجهود المبذولة في محاربة الأمية، رغم أهميتها، لم ولن تحقق النتائج المرجوّة في غياب استعمال الأمازيغية”.

لهذا “فغياب الأمازيغية أو تغييبها من برامج محو الأمية، يجعل الأمر في منظور البعض كأن محاربة الأمية تعني محو الأمازيغية، وهذا غير صحيح”، يقول السباعي في تصريح لـ”موقع سكاي نيوز عربية”.

وأوضح الناطق الرسمي لحزب الحركة الشعبية، أن مبادرة الفريق الحركي بالغرفة الثانية للبرلمان اقترحت التنصيص على “استعمال اللغة الأمازيغية إلى جانب اللغة العربية مع الانفتاح على اللغات الإيجابية لربح هذا الورش الاستراتيجي، على اعتبار أن مفهوم الأمية الحقيقي هو صعوبة الاندماج في الحياة العامة وفي عالم سريع التحولات”.

لغة تراثية ودستورية

في تعليقه على المقترح، يؤكد رئيس الجمعية المغربية للنهوض بالتعليم والتنمية البشرية (غير حكومية)، محمد محفوظ، أن “الأمازيغية مورد ثقافي نعتز به، وسيكون أكبر إنجاز يمكن إدخاله على برنامج محو الأمية”.

وقال محفوظ لـ”موقع سكاي نيوز عربية”: “الأمازيغية لغة دستورية ينبغي الحفاظ عليها ونشرها في ربوع المملكة المغربية، لذلك تستحق مكانة في برنامج ومخططات محو الأمية في السنوات القادمة”.

ويعتقد الفاعل المدني في مجال محو الأمية، أن الوكالة المسؤولة عن برنامج محو الأمية “تساير التطور والمستجدات، وينبغي أن تأخذ الاقتراح الحزبي بمحمل الجد، باعتبار تفعيل وتلقين اللغة الأمازيغية سيكون له أثر جيد على المستفيدين والمستفيدات”.

تحقيق تنمية مستدامة

من جانبه، يشدد الفاعل التربوي الأمازيغية وعضو جبهة العمل الأمازيغي (غير حكومية)، مصطفى أوموش، على أن “إدماج اللغة الامازيغية في برامج محو الأمية، سيساهم بشكل كبير في تحقيق أهداف الوكالة الوطنية لمحاربة الأمية في مخططها الرامي إلى تقليص المعدل العام للأمية في المغرب من 30 في المئة حسب إحصاء السكان لسنة 2014 إلى 10 في المئة في أفق سنة 2026”.

في حديثه لـ”موقع سكاي نيوز عربية”، اعتبر أوموش أن “اعتماد اللغة الأمازيغية بحرفها تيفيناغ في برامج محو الأمية سيجعل الناطقين بهذه اللغة متمكنين من كتابتها ومعرفة أساسيات القراءة والكتابة بها، وبالتالي جعل اللغة الأمازيغية عنصرا فعالا يساهم في التنمية المستدامة وفي تحقيق أهداف النموذج التنموي الجديد”.

فهذا الميثاق التنموي الجديد، “يصبو إلى مغـرب دامج يوفـر الفـرص والحمايـة للجميـع، ويعـزز الرابـط الاجتماعـي الذي يقتضـي شـعور المغاربـة بالانتماء والانخراط فـي المشـروع المجتمعـي، وترسـيخ أسـس وقواعد العيش المشـترك، بشـكل منسـجم ودامج؛ بمنح الفرص للجميع وتوفير الاستقلالية وتنمية القدرات لكل المغاربة بلغاتنا الوطنية أولا ثم الانفتاح على اللغات الأجنبية”، يردف الفاعل التربوي الأمازيغي.

الإعلام والتعليم مدخلين

وفي إطار تفعيل مقترح قانون الحركة الشعبية، يقترح الناطق الرسمي باسم الحزب، عدي السباعي، “تطوير المهارات التكنولوجية عبر استعمال الأمازيغية، وهو ما يتطلب من الوكالة الوطنية لمحاربة الأمية أن تضع مخططا يوظف الرقمنة ووسائل التواصل الحديثة في مهامها وفي رهان محو الأمية بشريا ومجاليا”.

ويبرز السباعي أيضا، أن “المدخل الطبيعي لاستعمال الأمازيغية في ورش محاربة الأمية، يبدأ بتعميمها في التعليم والإعلام”.

وأشار المتحدث ذاته، إلى أن “المغاربة الناطقين بالأمازيغية ليسوا أميين لأنهم ينتجون معارف وآداب وشعر ويمارسون حياتهم العملية بالأمازيغية، فضلا عن كون محو الأمية ونجاح التعليم الأولي بالخصوص لن يكون إلا باستعمال اللغة الأم، وهذا ما أثبتته مختلف الدراسات ذات الصلة بالتعليم والتعلم”.

المصدر: سكاي نيوز عربية