انتخابات إسرائيلية جديدة تلوح بالأفق بعد فشل غانتس في تشكيل الحكومة

تقترب إسرائيل أكثر من إجراء انتخابات جديدة اليوم الأربعاء بعد أن فشل الجنرال السابق بيني غانتس في تشكيل حكومة جديدة إثر رفض أفيغدور ليبرمان دعم نتنياهو أو منافسه (غانتس) قبل انتهاء مهلة لتشكيل حكومة.

وأفاد مراسل الجزيرة أن غانتس أعاد كتاب تفويضه بتشكيل الحكومة إلى رئيس الدولة بعد فشل مساعيه.

ولم يحصل زعيم حزب الليكود (اليميني) بنيامين نتنياهو ولا (الجنرال السابق) غانتس من حزب “أزرق أبيض” على أغلبية في الكنيست (البرلمان) تؤهل أيا منهما للحكم بمفرده بانتخابات أجريت مرتين في أبريل/نيسان وسبتمبر/أيلول الماضيين.

وقد فشل نتنياهو -الذي يتولى السلطة منذ عقد- في تشكيل ائتلاف بعد انتخابات سبتمبر/أيلول الماضي التي لم تفضِ إلى فائز صريح.

وعهد الرئيس رؤوفين ريفلين بالمهمة لغانتس لاحقا، لكن مهلة 28 يوما لتشكيل الحكومة ستنقضي منتصف الليل (الساعة 10 مساء بتوقيت غرينتش).

ولم يظهر أي مؤشر على إحراز تقدم فيما يتعلق باتفاق اقترحه ريفلين بتشكيل حكومة وحدة وطنية تضم الليكود و”أزرق أبيض” بعد أسابيع من المحادثات.

صانع الملوك
وقال أفيغدور ليبرمان زعيم حزب “إسرائيل بيتنا” اليميني المتطرف بمؤتمر صحفي اليوم “كلاهما (نتنياهو وغانتس) مذنبان” فيما يتعلق بفشل إبرام اتفاق تحالف يضم الليكود و”أزرق أبيض” وهو أمر يؤيده ويدافع عنه بشدة.

وقال ليبرمان -الذي أصبح صانع الملوك على الساحة السياسية حاليا- إنه في الوقت الذي لا تلوح فيه مؤشرات حكومة وحدة في الأفق فإنه سيحرم كلا من نتنياهو وغانتس من دعم الأعضاء الثمانية المنتمين لحزبه بالكنيست، وهو ما يعني فعليا أنه لن يكون لكلا الشخصيتين دعم كافٍ لتشكيل حكومة.

وقال ليبرمان -وهو وزير دفاع سابق “في ظل الأوضاع الراهنة نحن في طريقنا لانتخابات أخرى” مضيفا أنه لن ينضم إلى أي بديل لتحالف ليكود “أزرق أبيض”.

وكرر معارضته حكومة يقودها ليكود تضم أحزابا متشددة يعارض تأثيرها الديني على الحياة بإسرائيل، أو لإدارة برئاسة “أزرق أبيض” تعتمد على دعم الأحزاب العربية التي وصفها بأنها “طابور خامس”.

وأثارت هذه اللهجة -التي ردد صداها نتنياهو أيضا- انتقادات من ريفلين الذي حذر من “شيطنة” الأقلية العربية التي تمثل نسبة 20% من سكان إسرائيل.

وكان ريفلين قد اقترح اتفاق “تناوب” بين نتنياهو وغانتس يأخذ فيه زعيم ليكود إجازة من رئاسة الوزراء في حالة اتهامه رسميا بالفساد، ونفى نتنياهو ارتكاب أي مخالفات بالقضايا الثلاث.

ورفض غانتس مشاركة اليهود المتطرفين بحكومة وحدة، قائلا إنه يريد إقامة إدارة “ليبرالية” أكثر انسجاما مع الأغلبية العلمانية في إسرائيل.

وأصر نتنياهو على بقاء ما وصفه بأنه تكتل يميني سيحتاج إلى دعمه في حالة احتياجه طلب حصانة برلمانية من الملاحقة القضائية في حالة اتهامه.

تهم الفساد
ومن المتوقع على نطاق واسع أن يعلن المدعي العام خلال أيام ما إذا كان سيقبل توصيات الشرطة بتوجيه الاتهام إلى نتنياهو.

ولا يوجد أي اشتراط قانوني بأن يغادر نتنياهو الحكومة في حالة توجيه اتهامات له، ويمكن أن يواجه اتهامات بالاحتيال وخيانة الأمانة بجميع التحقيقات الثلاثة، وتهمة الرشوة في أحدها.

ومع انقضاء المهلة المحددة اليوم دون التوصل إلى اتفاق لتشكيل ائتلاف، ستبدأ فترة مدتها 21 يوما يمكن لأعضاء الكنيست فيها ترشيح أي عضو باتفاق 61 على الأقل من الأعضاء البالغ عددهم 120 وتفويض رسمي من ريفلين لمحاولة تشكيل ائتلاف.

ويفضي الفشل تلقائيا إلى إجراء انتخابات في غضون تسعين يوما.

المصدر: الجزيرة