بعد 20 سنة على منع الحجاب في المدارس… فرنسا تحظر العباءة

بعد نحو 20 سنة على قرار منع وضع حجاب الرأس في المدارس الحكومية، أعلنت فرنسا، الأحد، حظر ارتداء العباءة في المؤسسات التعليمية، في خطوة جديدة مثيرة للجدل.

ودافع أعضاء في الحكومة الفرنسية، اليوم (الاثنين)، عن حظر ارتداء العباءة في المدارس، قائلين إنه يستجيب لضرورة الاتحاد في مواجهة «هجوم سياسي». واستنكر المتحدث باسم الحكومة الفرنسية أوليفييه فيران، في تصريحات نقلتها قناة «بي إف إم تي في» التلفزيونية، ما وصفه بأنه شكل من أشكال «الدعوة» من خلال ارتداء العباءة، مؤيداً قرار وزير التربية الوطنية غابرييل أتال بخصوص حظر العباءة.

وكان مجلس العبادات الإسلامي في فرنسا انتقد في يونيو (حزيران) الماضي النظر إلى «العباءة» بوصفها علامة من العلامات التي تدل على الدين الإسلامي، مشيراً إلى أنه لا يمكن التمييز بين السكان بناء على ما يرتدونه في الدول ذات الغالبية الإسلامية، إذ يرتدي الجميع ملابس متشابهة.

وتعتمد فرنسا حظراً شديداً على وضع الرموز الدينية في المدارس الحكومية، وهي تطبق منذ عام 2004 حظراً يمنع التلاميذ من ارتداء الحجاب.

وأعلن وزير التربية غابرييل أتال عن الحظر يوم الأحد. ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عنه قوله خلال مؤتمر صحافي بمناسبة العودة إلى المدارس، إن المسألة تتعلق «بتشكيل جبهة موحدة» في مواجهة الهجمات التي تستهدف العلمانية. وتابع أتال: «تشكيل جبهة موحدة يعني أن نكون واضحين: لا مكان للعباءة في مدارسنا»، ووعد بتدريب «300 ألف موظف سنوياً في قضايا العلمانية حتى عام 2025»، وتدريب جميع الموظفين الإداريين البالغ عددهم 14 ألفاً بحلول نهاية عام 2023.

وقال الوزير: «مدارسنا أمام اختبار. في الأشهر الأخيرة، ازدادت الهجمات على العلمانية بشكل كبير، ولا سيما عبر ارتداء الملابس الدينية مثل العباءات أو القمصان الطويلة التي ظهرت واستمرت في بعض الأحيان في بعض المؤسسات».

وأعلن الوزير، مساء الأحد، منع العباءة في المدارس استجابة لمطلب مديري المدارس الذين طالبوا بإصدار توجيهات واضحة حول هذا الموضوع المثير للجدل، بحسب الوكالة الفرنسية. وأشارت الوكالة إلى أنه ورد في مذكرة صادرة من أجهزة الدولة أن الانتهاكات التي تستهدف العلمانية في ازدياد كبير منذ جريمة قتل المدرّس صامويل باتي في عام 2020 قرب مدرسته، وقد ازدادت بنسبة 120 في المائة بين العامين الدراسيين 2021-2022 و2022-2023.

وقال أتال إن «الحزم في استجابة المؤسسات التعليمية يتم اختباره من خلال هذه الظواهر الجديدة… في مواجهة التعديات والهجمات ومحاولات زعزعة الاستقرار. علينا أن نشكل جبهة موحدة. وسنكون موحدين».

واعتمدت فرنسا التي تطبق نظاماً علمانياً شديد الصرامة، حظراً على ارتداء النقاب الكامل الذي يغطي الوجه في الأماكن العامة منذ عام 2010. وفي حين أن القوانين كانت تهدف في البداية إلى إزالة التأثير الكاثوليكي التقليدي من المؤسسات التعليمية الحكومية، فإن الحكومة حدثتها لاحقاً لتشمل أدياناً أخرى؛ إذ إن القوانين تحظر وضع غطاء الرأس اليهودي (القلنسوة اليهودية)، والصلبان الكبيرة، من بين علامات دينية أخرى.

المصدر: الشرق الأوسط