تصعيد مقلق.. الولايات المتحدة تقطع الإمدادات عن هواوي والصين ترد

ردت الصين بضرورة وقف الإدارة الأميركية “القمع غير المبرر” ضد شركة هواوي بعد قرار إدارة ترامب منع إمدادات الرقائق العالمية إلى عملاقة معدات الاتصالات الصينية المدرجة في القائمة السوداء.

وقالت وزارة التجارة الصينية اليوم الأحد إنها تعارض بشدة أحدث القواعد التي وضعتها الولايات المتحدة ضد شركة هواوي، وستتخذ جميع الإجراءات اللازمة لحماية حقوق ومصالح الشركات الصينية.

وحثت الوزارة في بيان الولايات المتحدة على الوقف الفوري “للأفعال الخاطئة”، كما أوضحت في ردها على الأسئلة بشأن ما إذا كانت بكين ستتخذ إجراءات انتقامية ضد الولايات المتحدة أن الصين ستدافع بقوة عن الحقوق القانونية لشركاتها.

ونقلت صحيفة غلوبال تايمز الصينية أمس السبت عن مصدر مقرب من الحكومة الصينية قوله إن بكين مستعدة لاتخاذ سلسلة من الإجراءات المضادة ضد الولايات المتحدة، مثل وضع الشركات الأميركية على “قائمة كيانات غير موثوق بها”، وفرض قيود على الشركات الأميركية مثل آبل وسيسكو وكوالكوم.

وقالت صحيفة الشعب اليومية -وهي الصحيفة الرسمية للحزب الشيوعي الحاكم في الصين- إن المصدر ذكر أيضا وقف شراء طائرات بوينغ.

ونقلت صحيفة غلوبال تايمز عن المصدر أن “الصين ستتخذ إجراءات مضادة قوية لحماية حقوقها المشروعة” إذا مضت الولايات المتحدة قدما في خطة تغيير القواعد ومنع الموردين الأساسيين للرقائق -بما في ذلك “تي إس إم سي” (TSMC) ومقرها تايوان- من بيعها لهواوي”.

وكانت إدارة ترامب قد تحركت لمنع إمدادات الرقائق العالمية لشركة هواوي، حيث دخلت القاعدة الجديدة حيز التنفيذ أول أمس الجمعة، لكنها ستمنح فترة سماح مدتها 120 يوما.

وتعتبر “تي إس إم سي” أكبر شركة لتصنيع الرقاقات والمورد الرئيسي لشركة هواوي، وكانت قد أعلنت عن خطط لبناء مصنع مقره الولايات المتحدة يوم الخميس الماضي.

ولم تقدم الولايات المتحدة أي ضمانات لشركة “تي إس إم سي” التايوانية لترخيص مبيعاتها لهواوي، بينما قالت الشركة التاوانية يوم الجمعة إنها “ستتابع عن كثب التغيرات التي تطرأ على قواعد التصدير الأميركية، وإنها تعمل مع مستشار خارجي لإجراء تحليل قانوني وضمان فهم وتفسير شاملين لهذه القواعد”.

وقالت وزارة التجارة الصينية في بيان اليوم “لقد استخدمت الولايات المتحدة القوة الوطنية واستخدمت ما يسمى قلق الأمن القومي كعذر، وأساءت استخدام ضوابط التصدير لمواصلة قمع بعض الشركات الخاصة في دول أخرى”.

وبرر وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو الإجراء الجديد بأنه يهدف إلى حماية “سلامة شبكات الجيل الخامس، ومنع هواوي من تقويض ضوابط التصدير الأميركية”.

وقال مسؤول كبير في وزارة التجارة الأميركية للصحفيين في مؤتمر صحفي عبر الهاتف يوم الجمعة إن “هذا الإجراء يضع أميركا في المقدمة، والشركات الأميركية أولا، والأمن القومي الأميركي أولا”.

من جانبه، اعتبر كيفين وولف المحامي في واشنطن والمسؤول السابق بوزارة التجارة أن القاعدة تبدو “توسعا جديدا ومعقدا لضوابط التصدير الأميركية” للعناصر المتعلقة بالرقاقة المصنوعة باستخدام التكنولوجيا الأميركية في الخارج وإرسالها إلى هواوي.

ووجدت شركة هواوي -التي تحتاج إلى أشباه الموصلات للهواتف الذكية ومعدات الاتصالات الخاصة بها- نفسها في قلب معركة من أجل الهيمنة التكنولوجية العالمية بين الولايات المتحدة والصين اللتين توترت العلاقة بينهما في الأشهر الأخيرة بسبب انتشار فيروس كورونا.

ويعتمد معظم صانعي الرقائق في الوقت الحالي على المعدات التي تنتجها الشركات الأميركية، في حين أن بعض الأدوات المعقدة المطلوبة لصنع الرقائق تأتي من شركات خارج الولايات المتحدة، مثل طوكيو إلكترون اليابانية وهيتاشي وشركة “أي إس إم إل” (ASML) الهولندية، ويقول المحللون أنه سيكون من الصعب تجميع سلسلة أدوات كاملة لصنع أشباه الموصلات المتقدمة دون بعض المعدات الأميركية.

وقال الرئيس التنفيذي لجمعية صناعة أشباه الموصلات جون نيوفر في بيان “نحن قلقون من أن هذه القاعدة قد تخلق حالة من عدم اليقين والاضطراب في سلسلة التوريد العالمية لأشباه الموصلات”.

المصدر: الجزيرة