تقطّع السبل بمئات البحارة على سفن في موانئ أوكرانية

تضغط الأمم المتحدة من أجل خروج أكثر من ألف بحار على متن سفن تجارية في موانئ أوكرانية، بعد نفاد الإمدادات الغذائية، لكن المخاطر الأمنية والخلافات تعرقل تلك الجهود.

ويسيطر الجيش الروسي على الممرات المائية منذ بدء العملية العسكرية على أوكرانيا في 24 فبراير/شباط الماضي.

وقال مسؤولون في قطاع الشحن البحري إنه منذ ذلك الوقت هناك ما لا يقل عن 100 سفينة أجنبية على متنها نحو ألف بحار عالقة داخل موانئ أوكرانيا، حيث تنفد الإمدادات الغذائية التي بحوزتهم.

وأكدت المنظمة البحرية الدولية التابعة للأمم المتحدة أنها تسعى لفتح ممر بحري آمن، لتمكين السفن التجارية وطواقمها من الإبحار من البحر الأسود وبحر آزوف دون التعرض لخطر القصف.

وقال متحدث باسم المنظمة إن أمانتها العامة تعمل مع كل من أوكرانيا وروسيا في مسعى للمساعدة في إبحار آمن للسفن وطواقمها، لكنه حذّر من أن المخاطر الأمنية المستمرة في الوقت الحالي تحول دون مغادرة السفن من الموانئ في أوكرانيا.

وذكرت مصادر على دراية بالوضع أن هناك أمورًا متعددة تعقد تلك الجهود بينها خطر الألغام.

فتح الممرات

وقالت روسيا في رسالة إلى المنظمة البحرية الدولية، يوم الاثنين، إنها فتحت ممرًّا بحريًّا إنسانيًّا منذ 27 من مارس/آذار الجاري، بهدف ضمان مرور آمن في عدد من الموانئ الأوكرانية.

وورد في التعميم أن “الجانب الروسي يدعو الجهات المختصة في أوكرانيا إلى ضمان سلامة وأمن السفن التجارية ونقل طواقمها إلى منطقة التجمع”.

في المقابل، قال نائب رئيس الإدارة البحرية الأوكرانية إنهم على علم بالإعلان الذي قدمته السفن الحربية الروسية للمرة الأولى إلى سفن تجارية الأسبوع الماضي.

وأشار إلى أن أي حدود للممر أعلنتها روسيا لم توافق عليها أوكرانيا، موضحًا أنها “دعاية روسية، لأنه بسبب العدوان المستمر وزرع الألغام لا يمكن لأحد أن يضمن سلامة الملاحة في هذه المنطقة”.

تحذير من دمار

وفي سياق ذي صلة، حذّر برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة من أن الحرب في أوكرانيا تهدد بتدمير جهود البرنامج لتوفير الغذاء لنحو 125 مليون شخص على مستوى العالم.

وقال المدير التنفيذي للبرنامج إن أوكرانيا “انتقلت من سلة خبز للعالم إلى بلد يقف مواطنوه في طوابير للحصول على الخبز”.

وكشف مدير برنامج الأغذية لمجلس الأمن، أمس الثلاثاء، أن ذلك سيكون له “تأثير في السياق العالمي يتجاوز أي شيء رأيناه منذ الحرب العالمية الثانية، وليس فقط دمارًا فعليًّا لأوكرانيا والمنطقة”.

وأوضح أن 50% من الحبوب التي يشتريها البرنامج تأتي من أوكرانيا، وقال “المزارعون على الخطوط الأمامية للجبهة، لذلك يمكنك فقط أن تفترض الدمار الذي سيلحق بعملياتنا وحدها”.

وكان برنامج الأغذية العالمي يعاني بالفعل قبل ذلك من ارتفاع أسعار الوقود والغذاء وتكاليف الشحن، وهو ما يجبره على خفض حصص الإعاشة لملايين الأشخاص في بلدان مثل اليمن.

وجدد مدير البرنامج الأممي تحذيره، قائلًا “إذا لم ينتهِ الصراع في أوكرانيا فإن العالم سيدفع ثمنًا باهظًا، وآخر شيء نريد أن نفعله هو أخذ الطعام من أطفال جوعى لتقديمه إلى أطفال يتضورون جوعًا”.

المصدر: الجزيرة