حفتر يهدد بـ«خوض حرب فاصلة» إذا فشلت المساعي السلمية

صعّد المشير خليفة حفتر، القائد العام لـ«الجيش الوطني» الليبي، نبرة تهديداته تجاه تركيا، وهدد مجدداً بشن «حرب فاصلة لتحرير البلاد من الوجود العسكري لتركيا والمرتزقة الموالين لها».

وأضاف حفتر في كلمة ألقاها مساء أمس بمناسبة زيارته لمدينة الجفرة «إذا فشلت كل المساعي السلمية لخروج المحتلين، فليس أمامنا إلا أن خوض معركة تحرير فاصلة، مهما كلفت من ثمن ووقت دون تردد بكل ما أوتينا من قوة وإرادة».

وأضاف في إشارة إلى تركيا «الداعي للحرب هو من أنزل عساكره ومرتزقته طمعاً في ثرواتنا وعقد صفقات العار مع من باعوا شرفهم»، مؤكداً على أنه «لسنا دعاة حرب، بل دعاة سلام وتعاون بين الشعوب بعلاقات الاحترام وحسن النوايا والمصالح المشتركة».

وأوضح، أن الجفرة سجلت في التاريخ فصولاً مشرّفة من الجهاد ضد المستعمرين، وقاومت الحكم العثماني المتخلف الجائر البغيض، واعتبر أن التجارب القاسية لا تؤدي إلا إلى المواجهة مع الشعب، وتحدي إرادته. وتابع «سنخوض هذه المعركة مهما كلفت من ثمن ووقت دون تردد بكل ما أوتينا من قوة وإرادة وسنحرص على الموت أكثر من حرصهم على الحياة وكل شبر من ليبيا خط أحمر أمام المطامع الاستعمارية».

وقال حفتر «لن نسمح بأن تصبح ليبيا مرتعاً للقوى الاستعمارية الساعية لعلاج أزماتها المتفاقمة من ثروات الليبيين»، لافتاً إلى أن «كل المسارات السابقة وصلت بنا إلى طريق مسدودة، ولم يعد بوسعنا إلا الاعتماد على أنفسنا لتقرير مصيرنا بإرادتنا الحرة مع كامل تقديرنا لكل الجهود المحلية والدولية».

واتهم بعض الأطراف، التي لم يحددها، بالسعي «لإدارة الأزمة دون حلها لإطالة عمرها بحجج واهية ومبادرات مشبوهة»، وأضاف، لن نسمح باستمرار هذا العبث المخجل والتفريط بشبر واحد مهما كلفنا.

وبعدما أعلن «اقتربنا من وضع النقاط على الحروف واتخاذ القرار الحاسم وبإرادة شعبية خالصة، لتحديد المسار نحو استعادة الدولة وبناء مؤسساتها»، حثّ الليبيين على «التمسك بحق تقرير المصير وعدم الاعتماد على أي إملاءات خارجية»، وقال «لا تسمح لنا ضمائرنا الحية ودماء شهدائنا وجرحانا أن نبيع الوطن مقابل ما في الدنيا من كنوز».

وتابع «لقد أثبتت التجارب، المتنوعة شكلاً والمتكررة مضموناً، أن أي توجه للحل الشامل، يتجاهل قبولها من الشعب لن يكتب لها النجاح»، محذراً من أن تلك التجارب لن يترتب عنها إلا إضاعة الوقت والجهد، وتفاقم الأزمة والمعاناة، من مبدأ أنه لا نيابة في تقرير المصير.

ولفت حفتر إلى أن «التجارب القاسية، خلال السنوات العشر الماضية، علمتنا أن فرض النيابة في تقرير المصير، يعني السير في طريق مسدودة».

وعلى الرغم من ذلك، أضاف حفتر «نرى أنه من واجبنا تسهيل مهام المبعوث الأممي عبد الله باتيلي، إذا ما لمسنا في مساعيه الجدية والإخلاص والصراحة والشفافية والانحياز التام لمصلحة الشعب الليبي والالتزام بما تعهد به، وعدم التأثر بالضغوط الخارجية».

ونبّه إلى أن المشهد الليبي اليوم يختلف عما كان عليه بالأمس، وتابع «لا تسمح لنا أخلاقنا ولا شرفنا العسكري أن نعتدي على أرزاق الآخرين، أو أن يسيل لعابنا إلى ما في جيوبهم من مال».

وتزامنت هذه التصريحات مع احتفال أقامته السفارة التركية بأحد فنادق العاصمة طرابلس، بمناسبة الذكرى الـ99 لإعلان تأسيس الجمهورية التركية، بمشاركة الجنرال عثمان ايتاجي، قائد القوات التركية في المنطقة الغربية، وخالد المشري، رئيس مجلس الدولة، وعدد من مسؤولي المجلس الرئاسي وحكومة «الوحدة» المؤقتة برئاسة عبد الحميد الدبيبة وقياداتها العسكرية.

وبينما تفقد مختار الجحاوي، آمر شعبة الاحتياط بقوة مكافحة الإرهاب «السرية 60» بمدينة الزاوية؛ للوقوف على مدى جاهزيتها ومتابعة تنفيذ المهام الموكلة إليها، أعلن جرحى ميليشيات «بركان الغضب» في المدينة إغلاق مدخلها «بوابة الصمود» بسواتر ترابية، لمطالبة حكومة الدبيبة بصرف تعويضات مالية لاستكمال علاجهم.

بدوره، قال محمد المنفي، رئيس المجلس الرئاسي، إنه ناقش مساء أمس، بمقر إقامته بالجزائر مع رئيس بعثة الأمم المتحدة عبد الله باتيلي، آخر التطورات التي تشهدها ليبيا، وخاصة الوضع السياسي والاقتصادي والأمني، وسُبل دفع العملية السياسية في ليبيا، للوصول للانتخابات، وأهمية مشروع المصالحة الوطنية لتحقيق السلام والاستقرار في البلاد.

وكان المنفى وصل في وقت سابق إلى العاصمة الجزائرية، للمشاركة في أعمال الدورة العادية الـ31 لمجلس الجامعة العربية على مستوى القمة، وحيث استقبله الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون، والأمين العام جامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط.

وقالت السفارة الفرنسية، إن اجتماع وفد فرنسا الذي ضم بول سولير، مبعوثها الخاص، ومصطفى مهراج سفيرها لدى ليبيا، مع فتحي باشاغا، رئيس الوزراء المعين من قِبل البرلمان الليبي، تناول ضرورة استكمال القاعدة الدستورية وإجراء انتخابات رئاسية وبرلمانية في أقرب وقت ممكن، بما يتوافق مع رغبة ليبيا.

وأوضحت، أن الوفد ناقش أيضاً مع عبد الله اللافي، نائب المنفي، الاستقرار والمصالحة، استكمال القاعدة الدستورية، الانتخابات البرلمانية والرئاسية، أهمية عمل اللجنة العسكرية المشتركة «5 + 5» والحوار الاقتصادي، مشيرة إلى اجتماع مماثل مع المشري تناول أهمية الحوار بين مجلسي النواب والدولة وإجراء انتخابات رئاسية وبرلمانية بشكل سريع وفق تطلعات الليبيين.

بدورها، بثت السفارة الأميركية في العاصمة طرابلس مساء أمس مقطعاً مصوراً عبر موقع «تويتر» للقائم بأعمالها ليزلى أدورمان أوردمان، بمناسبة انتهاء زيارته للمدينة، حيث أشاد بما وصفه «تجربة الضيافة الليبية الدافئة»، لافتاً إلى أنه استمع لعدد من قصص النجاح من الشباب الليبي خلال تلك الزيارة.

المصدر: الشرق الأوسط