دون الإشارة لأميركا.. الأمم المتحدة تتبنى قرارا يدين العنصرية وعنف الشرطة

تبنى مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة بالإجماع -اليوم الجمعة- قرارا يدين العنصرية الممنهجة والعنف الأمني، عقب نقاش تاريخي وبعد إزالة إشارة خاصة إلى الولايات المتحدة منه.

وتبنى المجلس -الذي يقع مقره في جنيف وانسحبت منه واشنطن عام 2018- مشروع القرار الذي تقدمت به الدول الأفريقية، في إطار اجتماع طارئ دعت إليه عقب وفاة الأميركي جورج فلويد على يد رجال شرطة بيض بولاية مينيسوتا، والتظاهرات الحاشدة ضد العنصرية في أنحاء العالم.

وفي نسخته الأولى، طالب مشروع القرار بتشكيل لجنة تحقيق دولية مستقلة لتسليط الضوء على “العنصرية الممنهجة” في الولايات المتحدة، لكن جرى تلطيف صيغة النصّ تدريجيا ولم يعد يذكُر الولايات المتحدة، مما أثار غضب منظمات غير حكومية.

واقتصرت النسخة النهائية على مطالبة المفوضة السامية لحقوق الإنسان ميشيل باشليه، بـ”تجهيز تقرير حول العنصرية الممنهجة، وانتهاكات القانون الدولي لحقوق الإنسان، وإساءة معاملة الأفارقة والمنحدرين من أصول أفريقية من طرف قوات الأمن”.

ويجب أن يبحث التقرير خاصة “الأحداث التي قادت إلى وفاة جورج فلويد وأفارقة آخرين وأشخاص من أصول أفريقية، بهدف المساهمة في تحديد المسؤوليات وإنصاف الضحايا”.

واتهمت منظمات حقوقية غير حكومية الولايات المتحدة بالضغط لإفراغ النصّ من جزء كبير من مضامينه.

وقال الاتحاد الأميركي للحريات المدنية “عبر مضايقة دول أخرى لإضعاف ما كان يمكن أن يكون قرارا تاريخيا، والتملص بالتالي من أي تحقيق دولي، تدير الولايات المتحدة ظهرها مرة أخرى لضحايا العنف الأمني والسود”.

من جهتها، دانت ميشيل باشليه -أول أمس الأربعاء، أمام المجلس- “العنصرية الممنهجة”، دون أن تذكر الولايات المتحدة، ودعت إلى “الاعتذار العلني” على قرون من قمع السود، عبر “اعتذارات رسمية” و”تعويضات”.

وعقب دقيقة صمت تكريما لجميع ضحايا العنصرية، قالت نائبة الأمين العام للأمم المتحدة أمينة محمد -في رسالة فيديو- إن من “مسؤولية” الأمم المتحدة الاستجابة لضحايا العنصرية.

وقبل افتتاح الاجتماع، وقّع 20 مسؤولا أمميا أفريقيا كبيرا أو من أصول أفريقية، بينهم المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غبريسوس، بصفة شخصية، على بيان اعتبروا فيه أن “الاقتصار على إدانة التعبيرات والأفعال العنصرية ليس كافيا”.

وقبل التصويت، أقر ممثل بوركينا فاسو الذي يمثل المجموعة الأفريقية في مجلس حقوق الإنسان، أنه جرى تقديم “عدة تنازلات” من أجل “ضمان التوافق” حول النص.

وبعث شقيق جورج فلويد الأربعاء رسالة فيديو مؤثرة للأمم المتحدة، طالب فيها بإجراء إصلاحات، وقال فيلونيس فلويد “لديكم القدرة على مساعدتنا لتحقيق العدالة”.

وطالب بتشكيل “لجنة تحقيق مستقلة بشأن السود الذين قتلتهم الشرطة في الولايات المتحدة، والعنف المستعمل ضد المتظاهرين السلميين”.

من جهته، أشار سفير الولايات المتحدة في الأمم المتحدة أندرو برمبرغ هذا الأسبوع، إلى “شفافية” بلده في مجال مكافحة التمييز والظلم العرقي.

وعقب إصدار الرئيس الأميركي دونالد ترامب أمرا تنفيذيا خفيف اللهجة بشأن المسألة، قدّم أعضاء مجلس الشيوخ الجمهوريون الأربعاء مشروع قانون حول استعمال الخنق في عمليات التوقيف وتدريب عناصر الشرطة، دون الخوض في الحصانة الواسعة التي يتمتعون بها منذ أعوام.

المصدر: الجزيرة