«زورق الموت» يهز أمن شمال لبنان

اهتز مجدداً أمن مدينة طرابلس، شمال لبنان، إثر الإعلان عن غرق زورق على متنه 60 راكباً، بينهم عائلات بأكملها، كانوا يحاولون الفرار إلى أوروبا، إذ شهدت المدينة اضطرابات، تخللها إطلاق نار ومظاهرات أمام منازل مسؤولين.

ونجح الجيش في إنقاذ عدد كبير من الركاب، وعثر على 6 جثث، بينهم طفلة، فيما لا يزال نحو 10 أشخاص في عداد المفقودين. وقال مدير عام مرفأ طرابلس أحمد تامر، لـ«الشرق الأوسط»: «كل الأرقام التي تنشر حول عدد الركاب غير نهائية، ولا يزال من الصعب تحديد عدد المفقودين».

وفيما طغت أخبار «قارب الموت» على ما عداه في لبنان، وأعلن رئيس الحكومة نجيب ميقاتي عن حداد عام اليوم (الاثنين)، كانت القضية التي شغلت الرأي العام يوم أمس الاتهامات التي وجهت إلى الجيش اللبناني من قبل ناجين لجهة تحمله مسؤولية ما حصل، وقول البعض إن القارب أغرقته قوة من الجيش، وهو ما نفاه الجيش، داعياً إلى عدم تسييس القضية في موسم الانتخابات، لكنه اعترف بأن الزورق اصطدم بخافرة عسكرية خلال محاولة توقيفه.

وبمجرد الإعلان عن غرق الزورق، سادت طرابلس حالة غضب عارمة، وتجمع الأهالي أمام المرفأ، وأصيب البعض بحالات إغماء، وقضت طرابلس ليلاً متوتراً، وسمعت طوال الليل سيارات الإسعاف التي تنقل الغرقى والمصابين، تجوب المدينة، كما تواصل إطلاق النار في الهواء، واستمر طيلة نهار أمس. وعلت مطالبات باستقالة جميع المسؤولين من المحتجين الذين انهال بعضهم على صور مرشحين للانتخابات، ومزقوها. كما قطعت طرقات غضباً.

ولاقت الحادثة ردود فعل مستنكرة من قبل معظم المسؤولين والسياسيين، وتوجه رئيس مجلس النواب نبيه بري بأحر التعازي إلى ذوي الضحايا متمنياً للجرحى الشفاء العاجل، داعياً السلطات الأمنية والقضائية المختصة «لإجراء تحقيقاتها بسرعة وشفافية مطلقة وكشف ملابسات هذه الجريمة المتمادية بحق أبناء الشمال وعاصمتها الفيحاء طرابلس، وإنزال أقصى العقوبات بحق المرتكبين، لا سيما أنها ليست الجريمة الأولى التي ترتكب ويدفع ثمنها اللبنانيون غالياً على متن قوارب الموت وعلى أيدي المجرمين من تجار الأزمات».

من جهته، كتب رئيس الحكومة السابق سعد الحريري على حسابه عبر «تويتر» قائلاً: «عندما تصل الأمور بالمواطن اللبناني للجوء إلى قوارب الموت هرباً من جهنم الدولة، فهذا يعني أننا أصبحنا في دولة ساقطة».

المصدر: الشرق الأوسط