سوريا والأردن يعيدان تشغيل المنطقة الحرة الحدودية

أعلنت دمشق وعمان إعادة افتتاح المنطقة الحرة السورية – الأردنية المشتركة بعد ست سنوات من التعطيل.
وقال الجانبان في بيان مشترك، إن إعادة افتتاح المنطقة الحرة المشتركة يهدف إلى «تنشيط الحركة التجارية وجذب الاستثمارات من كلا الجانبين ومن الدول الصديقة وتفعيل قطاع الخدمات، وخلق فرص العمل والمساهمة في تحقيق دعم عملية التنمية الاقتصادية والاجتماعية لكلا البلدين».
وتعرضت المنطقة الحرة المشتركة الواقعة في المنطقة الحدودية المشتركة خلال عام 2015. إلى عمليات اقتحام من قبل الفصائل السورية المعارضة، مما اضطر المستثمرين الأردنيين إلى مغادرتها.
ويأتي إعادة افتتاح المنطقة الحرة السورية – الأردنية المشتركة في إطار استكمال تأهيل المنطقة، وإعادتها إلى العمل، وإتمام جهوزيتها لاحتضان الاستثمارات من الجانبين السوري والأردني ومن الدول العربية والأجنبية.
وأشار البيان إلى أن تأسيس المنطقة الحرة تم بموجب اتفاق التعاون الاقتصادي وتنظيم التبادل التجاري بين البلدين لتكون «أحد مرتكزات العمل العربي الاقتصادي المشترك».
وكانت عمان قد قررت قبل أسابيع إعادة فتح الحدود الأردنية السورية عبر مركز حدود جابر. وبدء تسيير رحلات لنقل الركاب بين عمان ودمشق، وبحث الإجراءات اللازمة لإعادة عمل المنطقة الحرة الأردنية السورية المشتركة.
وتشهد دمشق نشاطاً ملحوظاً في استقبال الوفود والفعاليات الاقتصادية الرسمية، حيث انعقد خلال الأسبوع الحالي المؤتمر الرابع للاتحاد العربي للمدن والمناطق الصناعية العربية، وهو أول مؤتمر عربي اقتصادي في دمشق بعد سنوات من الانقطاع، بمشاركة رجال اقتصاد عرب وسوريين وممثلين عن البعثات الدبلوماسية الموجودة في دمشق، بالتزامن مع افتتاح المعرض الثاني للمنتجات الإيرانية، وعقد «ملتقى الفرص الاستثمارية السورية» بحضور وفد إيراني يرأسه وزير الصناعة والمناجم والتجارة الإيراني سيد رضا فاطمي، والذي قام خلال زيارته لدمشق بلقاء عدد من المسؤولين الحكوميين وإبرام أربع اتفاقيات اقتصادية، كما جال على عدد من المعامل في مدينة عدرا الصناعية بريف دمشق، وعرض على الجانب السوري استعداد الشركات الإيرانية تقديم المساعدة في إعادة تشغيل المعامل المتوقفة وإقامة صناعات مشتركة، حسب وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا).
وقال فاطمي في تصريح صحافي إن «الهدف من زيارته إلى سوريا هو تنمية العلاقات الاقتصادية بين البلدين والبحث في إمكانيات دعمها لإعادة الألق للصناعة السورية واستعادة مكانتها التي فقدتها نتيجة الحرب الإرهابية عليها ولا سيما صناعة النسيج».
وأقيمت مراسم تدشين مركز إيران التجاري بالمنطقة الحرة في دمشق، بحضور وزير الصناعة والتعدين والتجارة الإيراني وعدد من كبار مسؤولي الشؤون الاقتصادية والتجارية في إيران وسوريا.
ويأتي ذلك بهدف تعزيز العلاقات التجارية بين سوريا وإيران وتسهيل التبادل التجاري، ويضم هذا المركز عدداً من الشركات الإيرانية المختصة في المجالات التجارية والصناعية والزراعية ومعدات البناء، حسب «سانا»، ونقلت عن فاطمي آمين، قوله إن المركز فرصة لتقوية العلاقات الاقتصادية وزيادة التبادل التجاري بين البلدين.
وقال الوزير فاطمي أمين: «تم التشاور بين الجانبين لزيادة الاستثمارات المشتركة وتبادل الخبرات بشكل يسهم بدعم سوريا في مرحلة ما بعد الحرب ويرفع سقف التبادل والمعاملات التجارية بين البلدين، التي تصل حالياً إلى سقف 3 مليارات دولار».
من جانبه، بين رئيس اللجنة العليا للمستثمرين بالمناطق الحرة، رئيس غرفة التجارة السورية – الإيرانية، فهد درويش، أن المركز عبارة عن بنك معلومات يخدم الفعاليات الاقتصادية في سوريا، حيث يستطيع التاجر والصناعي السوري من خلاله الحصول على مختلف المعلومات المتعلقة بالشركات الإيرانية بشكل مباشر، كما أنه مركز للاستيراد والتصدير والتسويق، مؤكداً أهميته في تقوية العلاقات الاقتصادية بين البلدين.
ولفت رئيس الغرفة المشتركة الإيرانية – السورية، كيوان كاشفي، إلى أن المركز هو أول مركز تجاري إيراني موجود في سوريا، وسيكون أساس التجارة الإيرانية فيها، ويضم مكاتب تجارية تمكن الشركات الإيرانية من القطاع الخاص القيام بالتبادلات التجارية بين البلدين.
ويأتي افتتاح المركز بالتزامن مع معرض المنتجات الإيرانية الذي افتتح بمدينة المعارض بدمشق، الاثنين الماضي، ويستمر حتى الـ3 من الشهر الحالي وتشارك فيه 164 شركة تجارية وصناعية.

المصدر: الشرق الأوسط